لا يملك أهل قطاع غزة أمام صمت العالم على إبادتهم المستمرة منذ 425 يوماً، سوى الصمود والمقاومة. الصمود رغم ألم الفقد المتواصل والحصار والتجويع والانقطاع من كل وسائل الحياة الطبيعية، والمقاومة رغم كل أنواع الاستهداف والتدمير الغير مسبوق، لأن المقاومة باتت نهجاً وقناعة من المستحيل تحييدها ولو بسلاح العالم كله. وفي هذا السياق، أعلنت سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) أنها قصفت بقذائف هاون تموضعاً لجنود جيش الاحتلال على خط الإمداد في محور نتساريم (يقع بين مدينة غزة والمحافظة الوسطى).

أما عن همجية الاحتلال، فقد أفادت مصادر إعلامية من داخل القطاع أن مروحيات ومسيرات معادية أطلقت نيرانها على منازل المواطنين في بيت لاهيا شمالاً، بينما أطلق محاصرون في المنطقة مناشدات لإنقاذ حياتهم بعد أن باتوا عرضة للجوع والقتل.

من جهتها، ذكرت مصادر طبية أن معظم المصابين أطفال وأن حالة معظمهم خطرة، في وقت استهدف فيه العدو مدرسة تؤوي نازحين في مخيم البريج وكثّف القصف على مخيم جباليا، وذلك بعد يوم شهد عدواناً  أوقع 35 شهيداً.

تطورات العدوان

في تفاصيل الإبادة، أفادت مصادر طبية بارتفاع عدد الشهداء في غارات على وسط قطاع غزة وجنوبه منذ فجر اليوم، إلى 18 شهيداً على الأقل.

وبحسب مصادر إعلامية، استشهد 5 فلسطينيين بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط القطاع، مضيفة أن شخصين استشهدا

إثر قصف جوي معادي على مجموعة من المواطنين في حي الزهور شمالي مدينة رفح جنوباً. يأتي ذلك فيما أصيب آخران إثر قصف في منطقة خربة العدس وثالث في منطقة المواصي بمدينة رفح أيضاً. سبق ذلك الإعلان عن استشهاد 9 فلسطينين في قصف معادي على شرقي مدينة رفح.

هذا ووصل جثمان شهيد إلى مستشفى شهداء الأقصى بعد انتشاله من منطقة المطاحن جنوب شرقي دير البلح وسط القطاع، حيث استشهدت ايضاً مواطنة إثر قصف الاحتلال منزلاً في شارع أبو عريف في المنطقة.

وقصفت مدفعية الاحتلال محيط الكلية الجامعية وشارع 8 جنوب مدينة غزة.

كما ارتقى 3 شهداء وأصيب وفقد آخرون جراء غارات الاحتلال على دير البلح والبريج وسط قطاع غزة فجر اليوم. إلى ذلك، استشهد طبيب في مستشفى شهداء الأقصى، في قصف الاحتلال مدرسة أبو هميسة التي تؤوي نازحين في مخيم البريج وسط القطاع.

يُذكر أنه لليوم الـ 61 توالياً، يرزح شمال غزة تحت حصار وتجويع إسرائيلي وسط قصف جوي ومدفعي عنيف، وعزل كامل للمحافظة الشمالية عن غزة. وتواصل قوات الاحتلال لليوم الـ 43 تعطيل عمل الدفاع المدني قسراً في مناطق شمال قطاع غزة بفعل الاستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر، وبات آلاف المواطنون هناك بدون رعاية إنسانية وطبية.

الأونروا تضطر إلى وقف تسليم المواد الغذائية والإمدادات لغزة عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي

بدورها، ذكرت وكالة الأونروا أنها اضطرت إلى وقف تسليم المواد الغذائية والإمدادات الأخرى إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي بسبب أعمال النهب التي تمارسها “العصابات المسلحة”.

وعلى الرغم من أنه الممر الرئيسي للمساعدات الإنسانية، إلا أن الوكالة اتخذت القرار يوم الأحد بعد أن أبلغت أن الشاحنات التي تحمل المواد الغذائية “اختطفت بالكامل” بعد عبورها إلى غزة.

وأوضح رئيس الوكالة فيليب لازاريني أن الطريق لم يكن آمنا “منذ أشهر”. وهكذا، في 16 تشرين الثاني/نوفمبر، تعرضت قافلة كبيرة من شاحنات المساعدات التي كانت تعبر أيضًا معبر كرم أبو سالم لهجوم من قبل العصابات المسلحة.

وقالت كبيرة مسؤولي الطوارئ في الأونروا، لويز ووتردج، من إحدى مدارس الوكالة في دير البلح أن “العائلات تنام على أرضيات باردة ورطبة، ويلجأ حوالي 6000 شخص إلى المدرسة”.

المصدر: مواقع إخبارية