طيف كبير من الفعاليات التي زخرت بها أجندة دبي الثقافية والترفيهية ومواعيد السعادة، والتي حفلت بالكثير من المناسبات الضخمة التي تصوغ وجه المدينة، وما قدمته على مدار 12 شهراً، إذ تنوعت الأنشطة الثقافية والترفيهية الخاصة بالعام الماضي بين التي تقدم على نحو سنوي أو تلك التي نظمت للمرة الأولى لتشكل إضافة للمشهد في الإمارة، ما يرسخ مكانتها والدور الذي تلعبه كمحور فني وثقافي عالمي.

«الإمارات اليوم» تتتبع بعض حصاد 2024 في دبي، وهي تضع قدمها في 2025 بمبادرات جديدة تضيف للمدينة الكثير والكثير، إذ لا تتوقف عن طرح المبتكر في كل المجالات، من بينها الثقافة والإبداع والترفيه.

مع السينما

انطلقت بداية 2024 مع أجواء السينما والنسخة الثالثة من مهرجان «المرموم.. فيلم في الصحراء»، الذي نظمته هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) تحت شعار «قصص ترويها الطبيعة»، وقدمت هذه النسخة أكثر من 70 فيلماً قصيراً، و10 ندوات وجلسات حوارية متنوعة و30 ورشة عمل، تناولت بمجملها أساسيات العمل السينمائي والتمثيل، فضلاً عن تقديم المهرجان برنامجاً ثرياً بالعروض النوعية التي هدفت إلى تعزيز استدامة صناعة السينما في المنطقة.

الفن البصري

ومن السينما إلى الفن البصري، إذ كان موسم دبي الفني غنياً بمجموعة من المعارض الكبرى، منها التي تنظم على نحو سنوي، كـ«آرت دبي» الذي تميزت النسخة الـ17 منه بمشاركة ما يزيد على 120 صالة فنية من 40 دولة، وذلك عبر أربعة أقسام: الفن المعاصر والحديث وبوابة و«آرت دبي ديجتال».

وقدم المعرض العالمي سلسلة من الأعمال التكليفية، منها قسم تحت إشراف إيميليانو فالديسن بعنوان «التعافي»، فضلاً عن منتدى الفن العالمي الذي ناقش العديد من القضايا الفنية تحت عنوان «بكل الأحوال».

بينما شهدت النسخة الـ12 من مهرجان سكة للفنون والتصميم مشاركة ما يزيد على 500 فنان، وحملت عنوان «الفن ينطلق من سكة جديدة».

وتميزت تلك النسخة من «سكة» ببروز الأعمال التي ركزت على المواد الصديقة للبيئة، وتنوعت الإبداعات الفنية المقدمة في المهرجان بجمعها بين التكنولوجيا وعبق الماضي، فكانت بعض الأعمال محملة بأحدث تقنيات التكنولوجيا الحديثة، فيما أخرى مستوحاة من التراث المحلي.

ملتقى النحت

وفي الإطار الخاص بالفن البصري، شهدت منطقة الشندغة، في ديسمبر الماضي، مشاركة 15 نحاتاً من الإمارات ودول العالم، قدموا أعمالهم الفنية من الحجر ضمن النسخة الأولى من ملتقى دبي للنحت 2024 التي أطلقتها «دبي للثقافة».

وهدف الملتقى إلى التعريف بأهمية فن النحت ودوره في تعزيز هوية دبي البصرية، وتحقيق أهداف استراتيجية الفن في الأماكن العامة الرامية إلى تحويل الإمارة إلى معرض فني عالمي مفتوح ومتاح للجميع، إذ يتم توزيع الأعمال في أرجاء الإمارة.

ومن أبرز الفنانين الذين شاركوا في الملتقى رئيس جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، الدكتور محمد يوسف، والفنانة الإماراتية، عزة القبيسي، بمنحوتة فنية بعنوان «قلب دبي»، والفنان السوري، أكثم عبدالحميد، الذي قدم منحوتة تحمل عنوان «التراكم الثقافي».

مفاجأة «التحدي»

وعلى مستوى الثقافة وعالم الكتاب، حملت الدورة الثامنة من «تحدي القراءة العربي» مفاجأة على مستوى تتويج ثلاثة أبطال للمرة الأولى منذ إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لهذه المبادرة.

وتوجت المسابقة المعرفية الأكبر من نوعها ثلاثة من أبطالها بلقبها الأغلى في النسخة التي استقطبت 28 مليوناً و200 ألف طالب وطالبة من 50 دولة، إذ إنه بعد تعادل الأصوات في ما بينها، فاز بلقب «تحدي 2024» الأبطال: حاتم محمد جاسم التركاوي (سورية)، وكادي بنت مسفر الخثعمي (السعودية)، وسلسبيل حسن صوالحة (فلسطين).

مكتبة محمد بن راشد

وفي السياق المرتبط بالمعرفة والقراءة، نظمت مكتبة محمد بن راشد النسخة الأولى من مؤتمر دبي الدولي للمكتبات 2024 تحت شعار «مكتباتنا: الماضي، الحاضر، والمستقبل». وشهدت الدورة الأولى مشاركة أكثر من 70 متحدثاً وما يزيد على 27 دولة، فيما بلغ إجمالي عدد المشاركين قرابة 2000 شخص من حول العالم، تنوعت خلفيتهم المعرفية والمهنية والثقافية بين العاملين والمختصين في مجال المكتبات والمعلومات والأكاديميين والعاملين في مجال الأرشيف، والمسؤولين الحكوميين وصانعي القرار في هذا القطاع الحيوي، لتبادل الأفكار والخبرات والتعرف إلى أحدث الممارسات في قطاع المكتبات والمعلومات. ونظم المؤتمر أكثر من 66 ورشة عمل وندوة حوارية، ناقشت موضوعات عدة كأنظمة المكتبات والملكية الفكرية والذكاء الاصطناعي والمكتبات المستدامة وحفظ وترميم الأرشيف ودور العمل الخيري في ضمان الوصول إلى الكتب.

عالم المتاحف

وحظي عالم المتاحف بحصة خاصة، إذ نظمت «دبي للثقافة» فعاليات «منتدى آيكوم الدولي 2024»، بالتعاون مع فرع الإمارات للمجلس الدولي للمتاحف «آيكوم – الإمارات»، في إطار التحضيرات للمؤتمر العام الـ27 للمجلس الدولي للمتاحف «آيكوم 2025 دبي»، الذي تستضيفه دبي للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، تحت شعار «مستقبل المتاحف في مجتمعات سريعة التغيير»، ما يرسخ مكانة الإمارة مركزاً عالمياً للثقافة، حاضنة للإبداع وملتقى للمواهب.

وتناول المنتدى العالمي ضمن فعالياته ثلاثة محاور فرعية، استعرضت أهمية حماية الحفاظ على التراث غير المادي، وقوة الشباب، وانتشار التقنيات الحديثة، إلى جانب استكشاف سبل مواجهة التغيرات السريعة التي يشهدها العالم، وإتاحة الفرصة للحوار والتبادل الفكري بين أعضاء المجلس الدولي لـ«آيكوم»، ومجموعة من الخبراء والمختصين في المتاحف على المستويين المحلي والعالمي.

جرعات من الترفيه

وتجدد الموعد السنوي بين عشاق الترفيه ومحبي الوجهة الأبرز للفعاليات العائلية، القرية العالمية في موسمها الـ29، الذي تضمن 30 جناحاً تحتفي جميعها بأكثر من 90 ثقافة من دول وحضارات متنوعة وأكثر من 3500 محل ومنفذ للتسوق، إضافة إلى أكثر من 40 ألف عرض ترفيهي وما يفوق 200 جولة ألعاب ومغامرة تم إعدادها بعناية لإثراء تجارب ضيوف الوجهة. ويمتد الموسم الحالي للقرية العالمية حتى 11 مايو المقبل ببرنامج منوع يعزز مكانتها وجهة تزخر بالتنوع والتعدد الثقافي بما تقدمه لضيوفها من فرص لاستكشاف التراث الغني الذي يتميّز به كل جناح بما فيه تجارب التسوق الفريدة الخاصّة به، إذ تحتضن القرية العالمية مجموعة كبيرة من التجارب المميّزة كتجارب الطعام في جميع أرجاء الوجهة. ودشنت الوجهة في هذا العام ثلاثة أجنحة جديدة هي: جناح الأردن، وجناح العراق، وجناح سريلانكا وبنغلاديش.

عاصمة لفنون الطهي

من الفعاليات التي نظمت للمرة الأولى في دبي الحفل الختامي للنسخة الثامنة للمسابقة العالمية «أفضل طاهٍ»، والذي نظم بدعم من دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، تأكيداً على مكانة دبي المتنامية عاصمة لفنون الطهي.

وشارك في المسابقة 550 طاهياً وطاهية من 61 دولة، وتميزت تلك النسخة التي تعد الأولى في الشرق الأوسط بكونها الأكبر من حيث الحضور والمنافسة. وتمكنت دبي من حصد ثلاث جوائز، اثنتان منها في فئة «أصول ومستقبل»، فيما حصل هيمانشو سايني على جائزة «أفضل طاهٍ» في دبي.

. فعاليات كبرى رأت النور للمرة الأولى في المدينة التي تطرح الجديد والمبتكر دائماً.

. مكتبة محمد بن راشد نظمت النسخة الأولى من مؤتمر دبي الدولي للمكتبات.

. على مستوى الثقافة والمعرفة، حملت الدورة الثامنة من «تحدي القراءة العربي» مفاجأة سعيدة.

. 70 فيلماً قصيراً في «المرموم.. فيلم في الصحراء».

. 120 صالة فنية من 40 دولة في «آرت دبي».

. 40 ألف عرض ترفيهي في الموسم الحالي للقرية العالمية.