نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
شبح الاستغلال يطارد العمال المغاربة الموسميين في أوروبا: معاناة وصمت - عرب فايف, اليوم الخميس 5 ديسمبر 2024 04:18 مساءً
قبل بزوغ الفجر، لا يزال الظلام مخيمًا على المكان، والبرد القارس يشعر الإنسان المتعب برغبة في العودة إلى سريره. في هذا الوقت المبكر، يبدأ العمل في الحقول في ظروف قاسية حيث يتسلق العمال السلالم العالية ويحملون أكياسًا وصناديق ثقيلة وأيديهم ترتجف من شدة البرد.
هؤلاء "المتعبون" الذين يقطنون في عمارات غير مكتملة البناء، بلا ماء ولا كهرباء، وبأجور زهيدة، هم عمال وعاملات موسميون يبحثون عن قوت يومهم الذي لم يجدوه في وطنهم. هكذا هي حال عشرات الآلاف من المغاربة.
يؤكد أنس الرهوني، الفاعل الحقوقي المهتم بقضايا العمال الموسميين في إسبانيا، في حديثه لـ "أخبارنا" أن "العمال المغاربة الموسميين في أوروبا يواجهون تحديات عديدة تتعلق بالاستغلال، حيث يعملون غالبًا في قطاعات الزراعة والبناء والمطاعم، وهي مجالات تعتمد على العمالة الرخيصة، مما يجعلهم عرضة للاستغلال بسبب ضعف مستويات الحماية القانونية والتأمين الاجتماعي."
ويضيف أن العديد من هؤلاء العمال "يعيشون ظروف عمل قاسية، ومن أبرز مظاهر هذه القساوة ساعات العمل الطويلة والأجور المنخفضة، وأحيانًا العمل بدون عقود رسمية، مما يعرضهم للاستغلال المالي والاجتماعي. وأحيانًا كثيرة، تقع النساء منهن ضحايا الاستغلال الجنسي أو الاتجار بالبشر."
ويوضح المصدر نفسه أنه "غالبًا ما يواجه العمال المغاربة في أوروبا مشاكل متعلقة بالسكن، حيث يضطرون للعيش في مساكن غير صحية وغير ملائمة، مما يؤدي إلى تدهور حالتهم النفسية والجسدية، ويزيد من معاناتهم. كما أن بعض أصحاب العمل يستغلون حاجتهم للعمل ويساومونهم على حقوقهم الأساسية مثل الإجازات المرضية أو التأمين الاجتماعي، مما يعزز من استغلالهم."
إضافة إلى هذه المعاناة، توجد تحديات ثقافية ولغوية، حيث يواجه العمال المغاربة صعوبة في التواصل مع أصحاب العمل والسلطات المحلية بسبب الحواجز اللغوية، ما يزيد من صعوبة الدفاع عن حقوقهم. ورغم الجهود التي تبذلها بعض المنظمات الإنسانية والنقابات للدفاع عن حقوق هؤلاء العمال، فإن الاستغلال لا يزال مستمرًا في العديد من الحالات، مما يستدعي ضرورة تحسين التشريعات الأوروبية الخاصة بحماية العمال الموسميين وضمان حقوقهم الأساسية.
0 تعليق