ألقت الشرطة الأمريكية القبض على شاب عربي في مدينة Glendale بولاية كاليفورنيا، بعد أن سقط في فخ محكم نصبته له وحدة متخصصة في مكافحة استغلال الأطفال عبر الإنترنت. الشاب، ويدعى ريان عبد الرحيم، لم يكن يدرك أنه كان يتواصل مع ضابط شرطة متخفٍ، إلى أن وجد نفسه في مواجهة مباشرة مع رجال الأمن، الذين ألقوا القبض عليه بعد مطاردة مثيرة.

خطة محكمة للإيقاع بالمشتبه به

وفقًا لما كشفته وسائل إعلام أمريكية، فإن وحدة خاصة بالشرطة تعمل على تتبع مستغلي الأطفال عبر الإنترنت، حيث ينشئ الضباط حسابات وهمية على تطبيقات المواعدة والتواصل، متظاهرين بأنهم أطفال، بهدف استدراج المشتبه بهم وكشف نواياهم.

في هذه الحالة، كان عبد الرحيم يعتقد طوال الوقت أنه يدردش مع صبي يبلغ من العمر 14 عامًا، دون أن يدرك أن الشخص على الطرف الآخر لم يكن سوى ضابط شرطة مدرب، نجح في كسب ثقته ودفعه لترتيب لقاء مباشر.

لقاء يتحول إلى كمين محكم

بحسب تصريحات المتحدث باسم الشرطة، فقد تم الاتفاق على موعد اللقاء عند مدخل مركز تسوق شهير في Glendale، حيث كان عبد الرحيم ينتظر رؤية الصبي الذي ظن أنه تعرف عليه عبر الإنترنت. ولكن بدلاً من ذلك، وجد نفسه محاصرًا من قبل رجال الشرطة، الذين كانوا يراقبون الموقع منذ لحظة وصوله.

أدرك الشاب على الفور أنه وقع ضحية فخ مدروس بعناية، فحاول الفرار وركض بسرعة نحو مرآب سيارات قريب، لكن الشرطة طاردته وتمكنت من محاصرته هناك، ليقوم برفع يديه معلنًا استسلامه، قبل أن يتم اقتياده إلى مركز الاحتجاز لمباشرة التحقيقات.

الإجراءات القانونية بعد الاعتقال

أكدت الشرطة أن اعتقال عبد الرحيم جاء ضمن حملة موسعة لمكافحة استغلال الأطفال عبر الإنترنت، مشيرة إلى أن المتهم قد يواجه تهمًا جنائية خطيرة، تشمل محاولة استدراج قاصر لأغراض غير قانونية.

ووفقًا للقوانين الأمريكية، فإن مثل هذه الجرائم قد تعرض مرتكبيها لعقوبات قاسية، تشمل السجن لعدة سنوات، فضلًا عن إدراج أسمائهم في قوائم مرتكبي الجرائم الجنسية، مما يؤثر على حياتهم الاجتماعية والمهنية بشكل دائم.

حملات أمنية متزايدة لمكافحة الجرائم الإلكترونية

تعتبر الولايات المتحدة من الدول التي تولي أهمية قصوى لحماية الأطفال من الاستغلال عبر الإنترنت، حيث تعمل الوحدات الأمنية المختصة على تطوير تقنيات وأساليب حديثة للإيقاع بالمجرمين قبل أن يتمكنوا من تنفيذ مخططاتهم.

ويؤكد خبراء أمنيون أن مثل هذه العمليات تعد ضرورية للحد من الجرائم الإلكترونية، لا سيما مع تزايد حالات الاستغلال عبر الإنترنت، وانتشار التطبيقات التي تسهل عمليات التواصل بين الأطفال والغرباء.