كيف تساعد العادات المرنة على النجاح والتقدم في الحياة؟ - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

يقدم كتاب "العادات المرنة" لستيفن جويز منظورًا مبتكرًا لبناء عادات راسخة، إذ يعتمد منهجًا مناقضًا للمفاهيم التقليدية من خلال التركيز على بناء عادات ذات أبعاد جانبية ورأسية.

 

يُعد هذا الكتاب إضافة قيمة ومكملة لكتاب "العادات الذرية" لجيمس كلير، حيث يركز على بناء عادات "مضمونة النجاح" عبر تحديد حد أدنى "مُصغَّر" لضمان استمرار الزخم وعدم الانقطاع.

 

الجزء الأول: وداعًا للجمود، مرحبًا بالحريّة

 

 

- تعتمد هذه الاستراتيجية على التكيّف مع أنماط التفكير المُختلفة، سواء كانت إيجابية أو سلبية أو مُحايدة.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

- ينبغي أن تكون العادات قابلة للتكيف لا مع البيئة المحيطة فحسب، بل ومع الحالة الذهنية للفرد أيضًا.

 

فالحياة حافلة بالمفاجآت والتحولات غير المتوقعة، الأمر الذي يستلزم القدرة على الازدهار في بيئة دائمة التغير.

 

- ينتقد الكتاب فكرة وضع أهداف جامدة والسعي لتنفيذها بالطريقة نفسها بغض النظر عن الظروف، ويعتبر ذلك ضربًا من "الانضباط" المفروض من الخارج، والذي قد لا يتناسب بالضرورة مع الظروف الفردية.

 

- يشجع الكتاب على تحويل هذا "الانضباط الخارجي" إلى "انضباط ذاتي" يمكّن الفرد من التحكم في مسار حياته والتحول إلى الشخصية التي يطمح إليها. فالإحساس بالسيطرة يحفز على اتخاذ القرارات التي تخدم مصالحه الشخصية.

 

- كما يشدّد الكتاب على أهمية حب ما يفعله الفرد واحترامه للاستمرار فيه على المدى الطويل، ما يعني عدم الشعور بالعبودية للأهداف، بل الشعور بالسيادة عليها، فالحرية الحقيقية تكمن في القدرة على استخدامها بفاعلية لتحقيق تلك الأهداف.

 

الجزء الثاني: المرونة

 

 

- يُعرّف الكتاب مصطلح "المرونة" بأنه القدرة على التكيّف واستعادة الشكل والحجم الأصليين بعد التشوّه، مُبيّنًا أن مفهوم المرونة لا يقتصر على اللياقة البدنية، بل يتجاوز ذلك ليشمل تعزيز القدرة على تحمل الضغوط والصعاب.

 

ويُقدّم الكتاب 4 مُبرّرات لأهمية اكتساب هذه الصفة:

 

تنوّع المسارات خيرٌ من مسار واحد: فالاعتماد على مسارات ووسائل مُتعدّدة لتحقيق الهدف المنشود يُرسّخ القدرة على الثبات والصمود في وجه التحديات والمصاعب المُحتملة.

 

المرونة تُفسح المجال للارتجال والإبداع: إذ تُساعد المرونة على ابتكار طُرق ووسائل جديدة للنجاح من خلال الارتجال، ممّا يُنمّي روح المبادرة وسرعة التكيّف مع المُستجدّات.

 

المرونة تفتح آفاقًا أرحب: فمن شأن المرونة توسيع مدارك الفرد ورؤيته، ممّا يُساعده على استشراف التهديدات والفرص المُتاحة بشكل أفضل وأكثر فعالية.

 

المرونة تُتيح تخصيص الموارد بكفاءة أعلى وتُعزّز الشعور بالحرية: حيث تُتيح المرونة تعديل الأهداف وتكييفها بما يتناسب مع الظروف المُتغيّرة والمُستجدّة.

 

- تُسهم إضافة عنصر المرونة في جعل الأهداف اليومية أكثر قابلية للتكيف، مما يعزز فرص النجاح على المديين القصير والطويل.

 

- باختصار، يركز الكتاب على أهمية المرونة في تحقيق الأهداف، من خلال تقديم استراتيجيات عملية للتكيف مع الظروف المتغيرة والحفاظ على الدافعية، سواءً عبر تنويع المسارات (المرونة الجانبية) أو تعديل حجم الأهداف (المرونة الرأسية).

 

مخطط الأهداف

 

- يُقدّم كتاب "العادات المرنة" استراتيجية مبتكرة لتحقيق الأهداف، تقوم على مفهوم "مخطط الأهداف" ذات الأحجام المتفاوتة، ما يُمكننا من اختيار حجم الهدف تبعًا لحالتنا النفسية والظروف المُحيطة.

 

- تعتمد هذه الاستراتيجية على ثلاثة أحجام رئيسية للأهداف: صغير، ومتوسط، وكبير، ولكل منها نقاط قوة وضعف.

 

مخطط نقاط قوة الهدف

 

هدف صغير: سهل البدء للغاية، لا يُسبب التردد، مناسب لتحقيق الاستمرارية الملحوظة (وبناء العادات)، ومُحفّز قوي لخلق زخم إيجابي.

 

هدف متوسط: لا يُسبب التردد أو صعوبة البدء بشكل مُفرط، ويُحقق رضا معتدلًا عند إنجازه، ويتمتع بنسبة متوازنة بين الجهد والمكافأة.

 

هدف كبير: يُمكن أن يُحفزنا على "مواجهة التحدي"، ويتوافق مع أحلامنا، ويُثير الإعجاب ويُحقق رضا كبيرًا عند إنجازه، ومُثير للتفكير والعمل عليه.

 

مخطط نقاط ضعف الهدف:

 

الأهداف الصغيرة: تبدو غير مؤثرة لدرجة تبعث على الشعور بعدم جدواها كإنجازات فردية، وقد تُضعف الإحساس بالتقدم إذا ظلت صغيرة.

 

الأهداف المتوسطة: لا تحقق البدايات السهلة للغاية وفوائد الاستمرارية التي توفرها الأهداف الصغيرة، كما أنها ليست مُلهمة ومُرضية مثل الانتصار في الأهداف الكبيرة، وتبدو فوائدها خافتة مقارنة بالحجمين الآخرين.

 

الأهداف الكبيرة: غالبًا ما تكون مُخيفة لدرجة تُسبب الشلل، ويصعب جدًا الاستمرار عليها، وتُحبط المرء عند الفشل أو الاحتراق النفسي.

 

هذه آلية تأثير مُتبادلة، حيث يُمكنك الإشارة إلى الخيار الكبير لجعل الخيار الصغير يبدو أسهل، والإشارة إلى الخيار الصغير لجعل الخيار الكبير يبدو أكثر إبهارًا.

 

الجزء الثالث: الدافع هو المفتاح

 

 

- يكمن الدافع وراء اختيار أي نشاط في 3 عوامل محركة أساسية: إمكانية التحقيق، والاحترام، والأهمية.

 

- فكلما كان الهدف واقعيًا وقابلاً للتحقيق، ازداد الحافز والاندفاع لمواصلة العمل والسعي نحوه. وتُقاس قيمة العمل وجدواه بمقدار العائد أو المكافأة من ورائه.

 

- وعلى النقيض من ذلك، كلما ابتعد الهدف عن دائرة التحقيق، تضاءل الدافع بشكل طبيعي ومنطقي.

 

لذلك، تعتمد العادات المرنة والناجحة على انتقاء أهداف تُحقق التوازن الأمثل بين سهولة الإنجاز والقيمة المرجوة.

 

- تُساعد العادات المرنة على التكيف مع الظروف المتغيرة؛ ففي الأيام الصعبة، يُمكن الاكتفاء بتحقيق الأهداف الصغيرة، بينما يُمكن السعي لتحقيق الأهداف الكبيرة في الأوقات المناسبة.

 

الجزء الرابع: انتقاء الإشارات والالتزام بها

 

 

قد تتعدد الإشارات التي تُحفّز على القيام بالعادات، إلا أن الاقتصار على إشارة واحدة قد يُشعر المرء بالتقييد.

 

وتجدر الإشارة إلى أن أنواعًا مختلفة من الإشارات تُناسب أنواعًا مُتباينة من العادات، ومن هذه الإشارات:

 

1- الإشارة اليومية: وهي إنجاز العادات في أي وقت قبل الخلود إلى النوم.

 

2- إشارة الخطة الصباحية: وتتمثل في وضع خطط مرنة للعادات كل صباح.

 

3- إشارات النافذة الزمنية: وهي أداء السلوك خلال فترة زمنية مُحددة.

 

4- الإشارات المُعتمدة على الوقت: وهي أداء السلوك في التوقيت ذاته من كل يوم.

 

5- الإشارات المُعتمدة على الفعل: وهي أداء السلوك فور الانتهاء من سلوك آخر.

 

 ويُنصح بالبدء بالإشارة اليومية، ثم تجربة أنواع أخرى من الإشارات إذا اقتضت الحاجة.

 

الجزء الخامس: المتابعة

 

- ينبغي عرض العادات المرنة وأداة تتبعها في مكان بارز وواضح.

 

ويُستحسن استخدام ملصقات مرمّزة بالألوان لتسجيل مستويات الإنجاز: اللون الأخضر للمستوى الأدنى (الصغير)، واللون الفضي للمستوى المتوسط، واللون الذهبي للمستوى الأعلى (الكبير).

 

الجزء السادس: المراحل الثلاث للعادات المرنة:

 

- المرحلة الأولى: وضع الأساس (الشهران الأول والثاني): ينصب التركيز خلال هذه المرحلة على تحقيق الاتساق والانتظام في العادة الجديدة.

 

- المرحلة الثانية: التثبيت والتطوير (من الشهر الثاني إلى الشهر السادس): يتم في هذه المرحلة رصد الأنماط السلوكية وتعديل الأهداف بشكل استراتيجي بناءً على الملاحظات والتجارب.

 

- المرحلة الثالثة: الإتقان (من الشهر السادس إلى الشهر الثاني عشر وما بعده): يتم في هذه المرحلة تحويل الأهداف السابقة إلى هدف جديد يتمثل في إتقان العادات وترسيخها بشكل دائم.

 

الخاتمة:

 

- تُسهم العادات المرنة في إحداث توازن دقيق بين رد الفعل والمبادرة، وتمكّن الفرد من التأقلم مع الظروف المُستجدة مع الحفاظ على حافزه لتحقيق أهدافه. تُعتبر هذه الطريقة وسيلة ناجعة لبناء عادات صحية مُستدامة وراسخة.

 

المصدر: وايز ووردز

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق