إعداد: خنساء الزبير
في الماضي كان محبو رحلات السفاري الفاخرة يهتمون بمشاهدة الأسود والفهود والأفيال والجاموس ووحيد القرن، خاصة إنْ تزامن ذلك مع الإقامة في خيام وتناول الطعام الفاخر.
ولكن يتغير هذا الآن، فلم تعد رحلات السفاري تقتصر على البرنامج السياحي التقليدي لأن المسافر لديه وقت محدود للعطلة ويريد استغلاله إلى أقصى حد، والحصول على اهتمام شخصي، وعيش تجارب فريدة من نوعها، كقضاء نزهة بمرافقة طبيب بيطري يعمل مع الغوريلات، أو نظرة على كيفية عيش المجتمع المجاور.
ونتيجة لذلك فإن تعريف السياحة الفاخرة في إفريقيا بدأ في اتخاذ شكل آخر.
مشارك وليس متفرجاً
أصبح المسافر يهتم بشكل متزايد ب«الوصول إلى ما وراء الكواليس»، حيث يمكنه المشاركة في أنشطة الحفاظ على البيئة، أو مقابلة الباحثين، أو التعرف إلى جهود مكافحة الصيد الجائر.
وربما تكون التجارب الجديدة تتناسب مع اهتمامات بعضهم، مثل التصوير الفوتوغرافي أو فرصة تعقب حيوانات معينة، أو رحلة بطائرة هليكوبتر إلى منطقة نائية.
وهذه التجارب الفاخرة تحول رحلات السفاري التقليدية من مجرد مراقبة سلبية للحياة البرية إلى مغامرة فاعلة وجاذبة.
الحفاظ على البيئة
يشير أحد المواقع المتخصصة إلى أن المسافرين المترفين يتجهون إلى عصر جديد من «الرفاهية الواعية»، والذي يدمج سياحة السفاري المستدامة والرحلات المخصصة.
وهناك اهتمام أكبر برحلات السفاري التي تعتمد على المشي، ما يقلل الانبعاثات الكربونية إلى مستويات دون التي تنتجها رحلات السفاري التقليدية.
ورغم أن بعض الوجهات الشهيرة، مثل كينيا وتنزانيا وجنوب إفريقيا وبوتسوانا، تظل الخيارات الأولى، إلا أن السياح الذين يعيدون الزيارة يبحثون عن تجارب أكثر تعقيداً مع رحلات السفاري عبر بلدان متعددة بدلاً من الرحلات التي تشمل بلداً واحداً. وهذا ربما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، حيث وصل سعر حجز رحلة السفاري الفاخرة إلى 9600 دولار للشخص الواحد في عام 2024.
نموذج برنامج السفاري
عند التوجه إلى محمية ماساي مارا الوطنية، يجد السائح مثالاً لرحلات السفاري الفاخرة التي تذهب بعيداً عن التقليدية.
وماساي مارا منطقة محمية من السافانا البرية في جنوب غرب كينيا على طول الحدود التنزانية.
وتضم مجموعات متنوعة من الحيوانات مثل الأسود والفهود والأفيال والحمير الوحشية وأفراس النهر. وتجوب الحيوانات البرية سهولها خلال هجرتها السنوية.
وتتميز المنطقة بسهول عشبية وتلال متدحرجة ويمر بها نهرا مارا وتاليك. وتنتشر في المنطقة المجاورة قرى (إنكانج) لشعب الماساي.
رحلة السفاري الجماعية/عائلية لمدة 11 يوماً إلى ماساي مارا سيرينجيتي زنجبار تأخذك إلى ماساي مارا في كينيا وسيرينجيتي في تنزانيا، بحثاً عن الحيوانات المفترسة والفرائس.
وتعد ماساي مارا وجهة مثالية للذهاب في رحلة السفاري مع إطلالة بانورامية ومجموعة واسعة من الأنشطة التي يمكن القيام بها.
ومما يمكن الحصول عليه في رحلات السفاري الفاخرة أماكن إقامة فارهة حيث يستيقظ السائح على مشهد السافانا الإفريقية الممتدة أمامه ويلقي ضوء الصباح بريقاً ذهبياً على المناظر الطبيعية، وتم تصميم النزل والمخيمات الفاخرة لتوفير أعلى مستويات الراحة أثناء الانغماس في الجمال البري المحيط.
وتنظم رحلات السفاري الطويلة مع إمكانية الوجود على مقربة من الحيوانات البرية وبمرافقة المرشدين المتمرسين والتمتع بمناظر طبيعية لا تُنسى للحيوانات، وقد يُسهم السائح في الجهود المستمرة للحفاظ على البيئة، فعندما يشاهد جمال هذه الحيوانات في بيئتها الطبيعية يصبح جزءاً ممن يقومون بحمايتها، حتى تتمكن الأجيال القادمة من الاستمتاع بها مستقبلاً.
وتتخلل الرحلة الاستراحات في منتصف النهار وتناول الوجبات الشهية، والتوقف عند غروب الشمس لتناول بعض المشروبات. وتتوفر أيضاً برامج السفاري بحسب رغبة السائح، وتكون أحياناً بواسطة طائرات صغيرة، فمن يتوقون إلى المغامرة توفر لهم رحلات السفاري الفاخرة رحلات حصرية تأخذهم بعيداً عن المسار المعتاد إلى أعماق البرية.
ومن رحلات السفاري ما يكون بالطائرات المروحية التي توفر إطلالة بانورامية على المناظر الطبيعية إلى رحلات المنطاد الهوائي التي تمنح مشاهدة هادئة من الأعلى للسهول.
كلف مرتفعة
أشار تقرير اتجاهات عام 2024 الذي نشره موقع السفر «آفريكا ترافيل ويك» إلى تزايد «تجارب السبع نجوم» و«الرفاهية المطلقة» في إفريقيا.
ومن المتوقع أن ينمو سوق رحلات السفاري الفاخرة من 1.7 مليار دولار في عام 2023 إلى 1.98 مليار دولار بحلول عام 2032، وفقاً لشركة أبحاث السوق «بزنس ريسيرش إنسايتس».
وتراوح كلفة رحلات السفاري الإفريقية الأساسية ما بين 100 و300 دولار للشخص الواحد في اليوم، ولكن هذه الميزانية تسمح برحلات مشتركة لمشاهدة الحيوانات البرية في أوقات محددة من اليوم.
وقد تكون مشاهدة الحياة البرية محدودة مقارنة برحلات السفاري الفاخرة في المحميات الخاصة أو المحميات الطبيعية.
أما مقابل 300 إلى 600 دولار في اليوم، فسيجد السائح خدمة ممتازة مع عدد أقل من الأشخاص، وفي الغالب تتوفر أنشطة إضافية مثل جولات المشي في الأدغال بصحبة مرشدين والرحلات الليلية وحراس الغابات ذوي الخبرة.
وجهات فارهة
في كينيا تشمل المخيمات التي تندرج ضمن هذه الفئة: مارا إنتربيدس، مخيم اشنيل مارا، تانجوليا مارا، ونزل كيتومو مارا.
وتتوفر أيضاً منتجعات بهذه المواصفات في كلٍ من تنزانيا وجنوب إفريقيا وبوتسوانا وناميبيا.
وتعد أنغاما مارا وجي دبليو ماريوت ماساي مارا لودج أمثلة على مخيمات السفاري الفاخرة في ماساي مارا في كينيا.
ومن الوجهات الأخرى في كينيا مخيم فينش هاتون بالقرب من منتزه تسافو الوطني، كما يوجد مخيم مجموعة إيليوانا في مواقع بكر في كينيا وتنزانيا، ومخيم أسيليا الذي يدير أيضاً رحلات السفاري في أوغندا.
ويوجد أيضاً مستوى أعلى يصل إلى الفخامة الفائقة، وللحصول على أقصى تجربة للسفاري يتطلب الأمر دفع مبلغ يراوح بين 1500 و10 آلاف دولار في اليوم، للاستمتاع بالأنشطة المصممة بعناية فائقة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق