حصاد 2024.. أهم الإنجازات التي شهدها مجال الروبوتات خلال العام - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حصاد 2024.. أهم الإنجازات التي شهدها مجال الروبوتات خلال العام - عرب فايف, اليوم الجمعة 27 ديسمبر 2024 06:23 صباحاً

لقد شهد عام 2024 طفرة نوعية في مجال الروبوتات، إذ لم يقتصر التطور على مجرد التحسينات الطفيفة، بل تعداها إلى ابتكارات جذرية أذهلت العالم، وذلك بفضل التركيز المكثف للمطورين على إيجاد حلول مبتكرة للتحديات التقنية.

ولم يقتصر هذا التقدم على نوع واحد من الروبوتات، بل شمل طيفًا واسعًا منها، بدءًا من الروبوتات التي تحاكي الإنسان في براعته ودقة حركاته، ووصولًا إلى الروبوتات الصناعية العملاقة المصممة للعمل في بيئات قاسية مثل خطوط السكك الحديدية والمصانع.

فقد شهد هذا العام ولادة روبوتات لم يكن تخيلها ممكنًا قبل سنوات قليلة، من بين هذه الابتكارات الرائدة، نذكر على سبيل المثال لا الحصر: روبوت تسلا أوبتيموس (Tesla Optimus) الذي يمثل رؤية شركة تسلا في إدماج الذكاء الاصطناعي في الروبوتات البشرية، وروبوت (Figure 02) الذي يتميز بتصميمه المبتكر وقدراته الحركية المتقدمة، بالإضافة إلى روبوت شركة (Clone Robotics) الذي أثار اهتمامًا واسعًا بفضل قدرته على محاكاة الحركات البشرية بدقة متناهية.

وهذه مجرد أمثلة قليلة من بين العديد من الإنجازات التي شهدها مجال الروبوتات في عام 2024، وفي هذا السياق، سنسلط في هذا المقال الضوء على أهم الابتكارات والتطورات التي شهدها هذا العام، مع التركيز في الجوانب التقنية والتطبيقات العملية لكل منها، بالإضافة إلى تأثيرها المحتمل في مستقبل التكنولوجيا والمجتمع:

1- روبوت أوبتيموس (Optimus) من شركة تسلا:

طورت شركة تسلا روبوت (أوبتيموس) Optimus ليجسد رؤيتها في إدماج الذكاء الاصطناعي في الروبوتات البشرية، فقد صُمم ليكون روبوتًا بشريًا متعدد الأغراض، قادرًا على أداء مجموعة متنوعة من المهام التي قد تكون غير آمنة أو متكررة أو مملة بالنسبة للبشر، ويشمل ذلك مهام مثل رفع الأشياء الثقيلة ونقلها، والعمل في بيئات خطرة، وأداء مهام روتينية في المصانع والمستودعات.

ويضم (أوبتيموس) نظامًا معقدًا يتكون من 40 محركًا كهروميكانيكيًا موزعين بنحو إستراتيجي في جميع أنحاء هيكله، وهذه المحركات هي المسؤولة عن توفير نطاق واسع من الحركات الشبيهة بحركات الإنسان، بما يشمل: المشي بثبات على قدمين، والقيام بحركات دقيقة لليدين والأصابع تمكنه من التعامل مع الأشياء بدقة ومهارة، مثل التقاط كرات التنس العالية السرعة كما يظهر في الفيديو التالي.

كما يعتمد روبوت (أوبتيموس) على بطارية تبلغ قوتها 2.3 كيلو واط في الساعة، وهي مصممة خصوصًا لتوفير طاقة كافية لتشغيله لمدد طويلة، وتُدار هذه البطارية بواسطة نظام تسلا الخاص، الذي يعمل على موازنة الطاقة بين المهام الخفيفة والمكثفة، مما يضمن كفاءة استهلاك الطاقة وأداءً مثاليًا في مختلف الظروف.

وقد أعلن إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، في مؤتمر الشركة (We, Robot)، الذي عُقد في شهر أكتوبر 2024، أن الروبوت أوبتيموس أصبح قادرًا على إنجاز أي مهمة، موضحًا أن بإمكانه المساعدة في الأعمال المنزلية، وحمل الأشياء وتقديم الأطباق والتفاعل مع الأشياء باللمس والحمل، وكذلك العناية بالأطفال والكلاب والنباتات.

2- الروبوت الصيني (G1):

لقد أحدثت شركة (Unitree) الصينية نقلة نوعية في مجال الروبوتات الشبيهة بالبشر عندما كشفت عن روبوتها (G1) في شهر مايو 2024، ثم بعد ذلك بأقل من ثلاثة شهور أطلقت رسميًا نسخة الإنتاج الضخم من (G1) بسعر يبلغ 16000 دولار، ويمثل هذا السعر إنجازًا كبيرًا في خفض التكاليف مع الحفاظ على التميز الهندسي.

ولا يمكن وصف سعر روبوت (G1) بأنه تنافسي فحسب، ولكنه أحدث ثورة حقيقية في سوق الروبوتات الشبيه بالبشر، ولفهم حجم هذا الإنجاز، يكفي أن تعلم أن سعر الروبوت (G1) أقل بنسبة تبلغ 90% من سعر الروبوت (H1) الذي أطلقته الشركة في عام 2023 بسعر تجاوز 150 ألف دولار، كما أنه ينافس روبوت تسلا أوبتيموس الذي سيتراوح سعره بين 20 ألف دولار و30 ألف دولار حسبما صرح ماسك. ويجعل هذا الانخفاض الكبير في السعر روبوت (G1) خيارًا جذابًا للشركات والمؤسسات البحثية التي تبحث عن روبوت بشري متطور بتكلفة معقولة.

ويبلغ ارتفاع الروبوت (G1) نحو 130 سم، ويبلغ وزنه 35 كجم، ويمكن طيه ليصبح بحجم يبلغ 69 × 45 × 30 سم، لتسهيل تخزينه ونقله. ويتميز بمواصفات متقدمة تشمل وحدة معالجة مركزية عالية الأداء مكونة من 8 أنوية، ويشتمل رأس الروبوت على نظام رؤية ثلاثي الأبعاد يعتمد على كاميرا (Livox Mid-360 lidar)، وكاميرا عمق (Intel RealSense D435) لرسم الخرائط الثلاثية الأبعاد للبيئة المحيطة، مما يمكنه من التنقل وتجنب العوائق.

كما يضم الروبوت 4 ميكروفونات تدعم مزية إلغاء الضوضاء، مما يتيح له من فهم الأوامر الصوتية بدقة حتى في البيئات الصاخبة، بالإضافة إلى مكبر صوت استريو بقوة 5 واط يُمكن الروبوت من إصدار ردود فعل صوتية والتفاعل مع المستخدمين.

ويعتمد الروبوت G1 على مفاصل متقدمة تسمح له بأداء حركات معقدة مثل القفز والدوران وحتى صعود السلالم المليئة بالحطام، ويتمتع بمرونة عالية للغاية، إذ تصل زاوية حركة المفصل إلى 23 درجة، وذلك عبر مفاصله الكهربائية الموزعة على ذراعيه وساقيه وجذعه، مما يمنحه حركة شبيهة بالإنسان.

وقد حقق الروبوت G1، قفزة طويلة من وضع الوقوف تصل إلى 1.4 متر، وتُعدّ هذه المسافة إنجازًا ملحوظًا، لأنها أطول قفزة مسجلة لروبوت بشري بهذا الحجم على مستوى العالم، خاصةً بالنظر إلى أن ارتفاع الروبوت يبلغ 1.32 متر فقط، ويعني ذلك أن الروبوت قادر على القفز لمسافة تتجاوز طوله.

3- الروبوت (Torso):

كشفت شركة (Clone Robotics) البولندية المتخصصة في مجال الروبوتات، خلال شهر نوفمبر من عام 2024، عن نموذج أولي متطور لجذع بشري آلي يحمل اسم (Torso)، ويتميز بقدرته على محاكاة مجموعة متنوعة من الحركات البشرية. وقد أثار هذا النموذج، الذي ظهر في مقطع فيديو ترويجي، انطباعًا قويًا، إذ وُصف بأنه شبح مخيف بما يكفي ليظهر في أفلام الرعب، نظرًا إلى الشبهه الكبير بينه وبين الجسم البشري.

وفي حين تركز شركات أخرى مثل تسلا في تطوير روبوتات ثنائية الأرجل قادرة على القفز والرقص ومساعدة البشر في الأعمال المنزلية، فإن شركة (Clone Robotics) تتبنى نهجًا مختلفًا، إذ تركز في تطوير الروبوتات الحيوية، التي تحاكي قوة ومهارة الكائنات البيولوجية، وخاصةً الجسم البشري، الذي يُعدّ من أكثر النماذج تعقيدًا.

وقد بدأت Clone Robotics رحلتها بتطوير يد آلية متطورة، تتميز بوجود عظام وعضلات اصطناعية تحاكي اليد البشرية الحقيقية بدقة، إذ يمكنها القيام بحركات دقيقة، مثل: دوران الإبهام والتقاط كرة بسهولة. وكخطوة تالية، طورت الشركة الجذع البشري، الذي يُسمى (Torso) ويمتاز بتصميم تشريحي دقيق، إذ يحتوي على كوع متحرك، يسمح بحركة الذراع، وعمود فقري عنقي (رقبة)، يوفر مرونة في حركة الرأس، وأكتاف مجسمة، تحتوي على مفاصل قصية ترقوية، وعظمة كتفية ترقوية، وعظمة كتفية صدرية، وعظمة كتفية عضدية، مما يُمكنها الحركة في نطاق واسع.

وتحدث الحركة من خلال نظام يعمل بالبطارية يتكون من مضخات وصمامات تعمل على تدوير المياه، إذ يحتوي الجذع على خزان مياه، ويستخدم نظامًا هيدروليكيًا لدفع المياه عبر الأنابيب، مما يحقق المرونة اللازمة وينشط الأوتار لمحاكاة حركات العضلات.

فبدلًا من تصميم نظام آلي تقليدي ثم محاولة جعله يحاكي الحركات البشرية، اتبعت Clone Robotics نهجًا عكسيًا، إذ قامت أولًا بمحاكاة التشريح الدقيق للجذع البشري، ثم طورت نظامًا من العضلات الاصطناعية لتحقيق هذه الحركات.

4- روبوت (SEO1) الصيني.. أول روبوت يحقق المشية الطبيعية للإنسان:

كشفت شركة (EngineAI) الصينية خلال شهر أكتوبر 2024 النقاب عن روبوتها البشري الأول (SE01)، محدثة ضجة كبيرة في صناعة الروبوتات ومثيرة نقاشات واسعة حول مستقبل التفاعل بين الإنسان والآلة، إذ يتميز الروبوت (SE01) بتقنيات متطورة للغاية وتصميم جمالي فريد، مما وضعه كمعيار جديد للروبوتات البشرية.

وتتمثل أهم مزايا روبوت (SE01) في نظام الشبكة العصبية المتطورة، الذي يعالج تحديًا لطالما واجه مطورو الروبوتات، وهو تحقيق مشية طبيعية تحاكي حركة الإنسان بدقة. فعادة ما تتحرك الروبوتات بخطوات متقطعة، مع ثني الركبتين بشكل مبالغ فيه وإحداث صوت دوس قوي عند كل خطوة، ولكن روبوت (SE01) يتحدى هذه الصورة النمطية بحركاته السريعة ورشاقته في المشي التي تقارب حركة الإنسان الطبيعية.

ويعزو فريق (EngineAI) هذه المشية الواقعية إلى مزيج من التكنولوجيا المبتكرة والتصميم الدقيق، إذ طور الفريق وحدة مفصلية متناغمة خاصة وضبط حركات SE01 من خلال إدماج تقنيتي التعلم التعزيزي (Reinforcement Learning) والتعلم بالتقليد (Imitation Learning) في أنظمة التحكم الخاصة بالروبوت، فقد ساعد التعلم التعزيزي الروبوت في تحسين حركته من خلال التجربة والخطأ، في حين ساعده التعلم بالتقليد في محاكاة حركات الإنسان بدقة.

لذلك يمثل هذا الإنجاز التقني نقطة تحول مهمة في مجال (الذكاء الاصطناعي المتجسد) Embodied AI، إذ وضع معيارًا جديدًا في مجال الروبوتات الشبيهة بالبشر.

5- الروبوت اليابانى لصيانة خطوط السكك الحديدية:

أعلنت شركة السكك الحديدية اليابانية (West Japan Railways) خلال شهر يوليو الماضي توظيف روبوتًا عملاقًا فريدًا من نوعه لصيانة خطوط القطارات وتنفيذ مهام أخرى. ويتميز هذا الروبوت بتصميم رأسه الذي يشبه إلى حد كبير شخصية الروبوت (Wall-E) الشهيرة من الأفلام الكرتونية.

ويهدف استخدام هذا الروبوت العملاق إلى تحقيق هدفين رئيسيين:

  • سد النقص في العمالة: تواجه اليابان تحديًا ديموغرافيًا يتمثل في شيخوخة السكان ونقص العمالة الشابة، ويهدف هذا الروبوت إلى تعويض هذا النقص في قطاع السكك الحديدية.
  • الحد من الحوادث: يهدف المشروع أيضًا إلى تقليل حوادث العمل الخطيرة، مثل سقوط العمال من الأماكن المرتفعة أثناء صيانة خطوط السكك الحديدية، وذلك من خلال إسناد المهام الخطيرة للروبوت.

وللتحكم بهذا الروبوت، يُوضع داخل حجرة في الجزء الخلفي من شاحنة يمكنها التحرك على السكك الحديدية، ويجلس مشغله في قمرة قيادة الشاحنة ويمكنه الرؤية من خلال نظام رؤية متطور يعتمد على كاميرات مثبتة في عيون الروبوت، وتشغيل ذراعيه ويديه من بُعد، ويعتمد نظام التحكم على مزامنة دقيقة بين حركات المشغل البشري وحركات الروبوت، مما يسمح للمشغل بالتحكم في الروبوت بدقة عالية وتنفيذ مهام معقدة تتطلب القوة والدقة معًا.

6- الروبوت (Figure 02):

كشفت شركة الروبوتات (Figure AI) خلال شهر أغسطس 2024 عن الجيل الثاني من روبوتها البشري الذي يحمل اسم (Figure 02)، والذي يأتي خلفًا للروبوت (Figure 01)، الذي كشفت عنه الشركة في عام 2023.

ويتميز (Figure 02) بتصميم مُحسّن بنحو كبير يشمل إعادة تصميم شاملة للأجهزة والبرامج تتضمن ترقيات لأنظمة الذكاء الاصطناعي، والرؤية الحاسوبية، والبطاريات، والإلكترونيات، وأجهزة الاستشعار، والمحركات، مما يقدم تطورات ملحوظة مقارنةً بالجيل السابق.

ويُعدّ تحسين نظام التواصل أحد الجوانب الرئيسية في عملية إعادة التصميم، إذ يضم (Figure 02) ست كاميرات RGB، توفر له رؤية شاملة للبيئة المحيطة، كما طورت الشركة نموذج لغوي مرئي يمكنه من فهم وتفسير المعلومات المرئية بشكل أفضل.

كما شهد هذا الروبوت زيادة بمقدار 3 أضعاف في القوة الحسابية وشرائح استدلال الذكاء الاصطناعي مقارنةً بالجيل الأول، مما يتيح له أداء مهام الذكاء الاصطناعي في العالم الحقيقي بطريقة مستقلة.

وقد أجرت الشركة في وقت سابق من هذا العام اختبارًا حقيقًا لروبوت (Figure 02) داخل أحد مصانع شركة (BMW) الألمانية، وحقق الروبوت أداءً مذهلًا على خط الإنتاج، إذ حقق زيادة في السرعة بنسبة بلغت 400%، وتحسّن في معدل النجاح بمقدار سبعة أضعاف، ويشير ذلك إلى زيادة كبيرة في دقة الروبوت وكفاءته في إتمام العمليات دون أخطاء، مما يقلل الحاجة إلى التدخل البشري ويحسّن جودة الإنتاج.

وقد وصفت شركتا (Figure AI) و(BMW) هذه التطورات بأنها تغيير لقواعد اللعبة في أنظمة التصنيع المستقلة، مما يؤكد الأثر الكبير المتوقّع لهذه التكنولوجيا في مستقبل الصناعة.

الوسوم

BMW Figure Optimus Unitree أوبتيموس الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي التوليدي الرؤية الحاسوبية الروبوتات الروبوتات البشرية الشركات الصين النماذج اللغوية الكبيرة اليابان تسلا حصاد 2024

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق