استقبل قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا، أحمد الشرع، يوم الأحد، وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في قصر الشعب بالعاصمة السورية دمشق، في خطوة دبلوماسية هامة تعكس تطورات في العلاقات بين تركيا وسوريا.

حضر اللقاء أيضًا نائب وزير الخارجية التركي، نوح يلماز، والقائم بأعمال سفارة أنقرة في دمشق، برهان كور أوغلو، ووزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال السورية، أسعد حسن الشيباني. وأوضح أوغلو في تصريحات صحفية أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يخطط لزيارة دمشق قريبًا، بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية التركي.

وفي تصريحاته لوسائل الإعلام التركية، أكد أوغلو أن الرئيس أردوغان يدرس زيارة دمشق بعد زيارة فيدان، مشيرًا إلى أن الهدف من هذه الزيارة هو مناقشة الهيكل الجديد في سوريا، بعد تطورات الأحداث في المنطقة. وكان الرئيس التركي قد أعلن في وقت سابق أن فيدان سيتوجه إلى دمشق لبحث الوضع السوري.

من جهة أخرى، تصاعدت الأعمال القتالية في سوريا بعد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد قبل أسبوعين، حيث سيطرت تركيا والجماعات المسلحة الموالية لها على مدينة منبج من قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في التاسع من ديسمبر. وقد ترك سقوط الأسد فصائل كردية في موقف دفاعي، حيث تسعى هذه الفصائل للاحتفاظ بالمكاسب السياسية التي حققتها خلال السنوات الماضية.

وفي تصريحات أخرى، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن تركيا ستفعل "كل ما يلزم" لضمان أمنها إذا لم تتمكن الحكومة السورية الجديدة من معالجة مخاوف أنقرة بشأن الجماعات الكردية التي تعتبرها "إرهابية". وأوضح فيدان أن الخيار الأفضل هو أن تقوم الإدارة السورية بمعالجة هذه القضايا بما يتماشى مع وحدة الأراضي السورية وسيادتها، ولكن إذا لم يتحقق ذلك، ستضطر تركيا لاتخاذ إجراءات لحماية أمنها القومي، بما في ذلك الخيار العسكري إذا لزم الأمر.

كما علق فيدان على تصريحات قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، بشأن إمكانية التوصل إلى تسوية مع أنقرة، مؤكدًا أن الحل يجب أن يتم بالتنسيق مع الحكومة السورية، باعتبار أن "الواقع الجديد" في سوريا يتطلب معالجة هذه القضايا بشكل مباشر.