نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
شارع آل وديان… القائد الذي قاد النشاط الطلابي من التميز إلى الريادة - عرب فايف, اليوم الثلاثاء 6 مايو 2025 12:47 مساءً
في مشهدٍ يختلط فيه الامتنان بالوفاء، طوت إدارة التعليم في محافظة وادي الدواسر صفحة مشرقة من صفحات عطائها، مع إحالة الأستاذ شارع بن محمد آل وديان، رئيس قسم النشاط الطلابي، إلى التقاعد في شهر أبريل الماضي، بعد مسيرة تجاوزت ثلاثة عقود من البذل والإخلاص والتميز.
لم يكن مجرد موظف يؤدي عمله اليومي، بل كان قائداً حقيقياً، مزج بين الحنكة الإدارية والقيادة الملهمة، واستطاع أن يصنع من قسم النشاط الطلابي بيئة نابضة بالحياة، تنبض بالحيوية والتجديد، وتُثمر منجزات محلية وعربية وعالمية، تضاف إلى رصيد إدارة التعليم بكل فخر.
قائد بمهارات إنسانية عالية
ما ميّز الأستاذ شارع آل وديان، إلى جانب كفاءته الإدارية، هو امتلاكه لمزيج نادر من الذكاء العاطفي والقدرة على التحفيز، حيث كان يشعرنا — نحن من عملنا معه — بأننا في بيئة عمل داعمة، مليئة بالتقدير والثقة، فكان لذلك أبلغ الأثر في رفع الإنتاجية، وتحقيق أهداف القسم على أفضل وجه، فبأفكاره الإبداعية، واطلاعه الدائم على كل جديد، استطاع أن يخلق بيئة متجددة، محفزة، تجعل من كل يوم فرصة جديدة للعطاء، ومن كل تحدٍ، منصة لصناعة النجاح، لم يكن مدفوعاً بالروتين، بل مدفوعاً برؤية ورسالة وقيم إنسانية عميقة.
عدالة في الإدارة وصدق في العلاقة
كان الأستاذ شارع نموذجًا في العدالة والإنصاف، يستمع للجميع، يُقدّر كل رأي، ويؤمن أن التطوير لا يتم إلا بمشاركة الأفكار وتبادل الخبرات، علاقته بزملائه كانت قوية، لا بحكم المنصب، بل بحسن التعامل وصدق التواصل، وكان منصفاً في المواقف، عادلاً في القرارات، حازماً عندما تستدعي الحاجة، ومرحاً إذا احتاج الموقف إلى روح خفيفة تزيل عن النفوس توتر العمل.
روح الفريق قبل كل شيء
من أهم ما غرسه هذا القائد المُلهم والإداري الناجح، هو ثقافة الفريق الواحد، فلم يكن يؤمن بالإنجاز الفردي بقدر ما آمن بقوة العمل الجماعي، لذلك كانت روح الفريق والولاء للقسم وللإدارة من أبرز القيم التي ترسّخت فينا، بفضل طريقته في التحفيز، ودفعنا للإيمان بأننا جزء مهم من قصة نجاح تستحق أن تروى.
وداعاً أيها القائد الإنسان
مع تقاعد الأستاذ شارع آل وديان، فإننا لا نودّع مجرد رئيس قسم، بل نودّع قامةً تربوية، وإنساناً نبيلاً، وقائداً ملهماً، ترك بصماته في القلوب قبل الملفات، وفي سلوك زملائه قبل جدران الإدارة… وسيبقى أثره فينا طويلاً، في كل مشروع أنجزناه معه، وفي كل فكرة استثمرناها بإلهامه، وفي كل ذكرى تجمعنا معه في أروقة النشاط الطلابي.
له منا جميعاً، جزيل الشكر، وعظيم الامتنان، والدعاء الصادق أن يكتب الله له السعادة والتوفيق في قادم أيامه، وأن يجعل ما قدمه في موازين حسناته.
مبارك بن عوض الدوسري
@mawdd3
0 تعليق