بعد أيام من الانخفاضات الحادة التي دفعت بأسعار النفط إلى أدنى مستوياتها في أكثر من أربع سنوات، استيقظت الأسواق اليوم على نغمة مختلفة تمامًا، عنوانها الانتعاش والتفاؤل. 

طبقا لـ تحيا مصر ، فقد ارتدت الأسعار صعودًا مدعومة بعودة النشاط في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، الصين، بعد عطلة مطولة، أعادت معها الزخم إلى شرايين السوق العالمية.

عودة التداول في الصين تعيد الأمل للأسواق

مع بداية تعاملات الثلاثاء، ارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" تسليم يوليو بنسبة 1.6%، ليصل إلى 61.19 دولارًا للبرميل، فيما شهد خام "نايمكس" الأمريكي تسليم يونيو صعودًا مماثلًا بلغ 1.6% أيضًا، مسجلًا 58.05 دولارًا للبرميل. 

النفط يسجل 61.19 دولارًا للبرميل بعد انتعاش بنسبة 1.6%

هذا التعافي يأتي بعد جلسة قاتمة سجل فيها الخامان أدنى مستوياتهما منذ فبراير 2021، وسط ضغوط اقتصادية وقلق متزايد بشأن تباطؤ الطلب العالمي.

جلسة قاتمة سجل فيها الخامان أدنى مستوياتهما منذ فبراير 2021

الدفعة الأقوى جاءت من آسيا، حيث استؤنفت حركة التداول في الصين بعد عطلة الأول من مايو، ما ساهم في تعزيز عمليات الشراء ورفع معنويات المستثمرين. 

كما لعبت البيانات الاقتصادية الأمريكية دورًا في هذا الصعود، إذ أعلن معهد إدارة التوريدات عن ارتفاع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 51.6 نقطة في أبريل، متجاوزًا التوقعات التي رجّحت تراجعه إلى 50.2 نقطة فقط.

ارتفاع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 51.6 نقطة في أبريل

هذا التحسن الطفيف في المؤشرات الاقتصادية الأمريكية أعاد إشعال الآمال في تحسن النشاط الاقتصادي العالمي، وهو ما ينعكس عادة على معدلات الطلب على الطاقة. لكن في المقابل، لا تزال الأسواق تترقب بيانات أكثر حسمًا، وعلى رأسها تقرير معهد البترول الأمريكي عن مخزونات الخام، والذي من المنتظر أن يصدر اليوم، يليه التقرير الرسمي من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية غدًا الأربعاء.

وتكمن أهمية هذه البيانات في قدرتها على تحديد الاتجاه العام للأسعار خلال الأيام المقبلة، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية وتغيرات الإنتاج التي تلقي بظلالها على السوق، إلى جانب القلق المتنامي من التباطؤ الاقتصادي العالمي.

رغم الارتفاع الحالي، يبقى المشهد النفطي معقدًا، تتجاذبه عوامل العرض والطلب، وتؤثر فيه تحركات البنوك المركزية، وسلوك المستهلكين، وتوقعات الأسواق بشأن الاقتصاد العالمي. 

ومع اقتراب موسم الصيف، وهو فترة تقليدية لزيادة استهلاك الوقود، قد تحمل الأسابيع المقبلة مزيدًا من التقلبات، وربما مفاجآت.