نجحت شركة "Gameto" الأمريكية للتكنولوجيا البيولوجية في تطوير تقنية مبتكرة باسم "Fertilo"، تتيح إنضاج البويضات في المختبر باستخدام خلايا جذعية، مما أدى إلى أول ولادة بشرية حية بهذه الطريقة. وتُعد هذه التقنية بديلاً أسرع وأكثر أماناً للتلقيح الصناعي التقليدي، حيث تقلل من التدخلات الهرمونية وتقصّر مدة العلاج إلى ثلاثة أيام فقط.

منذ ولادة أول "طفل أنابيب" في عام 1978، أصبح التلقيح الصناعي (IVF) حلاً شائعاً للأزواج الذين يعانون من العقم. إلا أن التلقيح الصناعي التقليدي يواجه تحديات عديدة، من بينها ارتفاع تكاليفه، طوله الزمني، وتأثيره العاطفي والجسدي على المرضى. كما يتطلب الأمر استخدام جرعات هرمونية عالية قد تصل إلى 90 حقنة لكل دورة علاجية، مما يزيد من خطر الإصابة بمتلازمة فرط تحفيز المبيض.

تعمل تقنية "Fertilo" على تحسين هذه العملية من خلال استخدام خلايا دعم المبيض (OSCs) المستمدة من الخلايا الجذعية متعددة القدرات البشرية (iPSCs). وبدلاً من استخدام الهرمونات، تُستخدم هذه الخلايا لمساعدة البويضات غير الناضجة على النضوج في المختبر بطريقة تحاكي العمليات الطبيعية. ووفقاً للشركة، تقلل هذه الطريقة من الحاجة إلى 80% من الحقن الهرمونية المعتادة، مما يجعلها أكثر أماناً وأقل إزعاجاً للمرضى.

تم تسجيل أول ولادة حية باستخدام تقنية "Fertilo" في ليما، بيرو، بمساهمة من مختبرات برانور وعيادة سانتا إيزابيل. وأوضح الدكتور لويس غوزمان، الباحث الرئيسي، أن هذه التقنية تقلل بشكل كبير من المخاطر الصحية والآثار الجانبية المرتبطة بالتلقيح الصناعي التقليدي. وقد بدأت Gameto بالفعل في شراكات مع عيادات مختارة في أستراليا ودول أخرى لتوسيع استخدام هذه التقنية.

حصلت "Fertilo" على موافقات رسمية في عدة بلدان، بما في ذلك أستراليا، اليابان، الأرجنتين، وباراغواي. كما تستعد الشركة لبدء المرحلة الثالثة من التجارب في الولايات المتحدة، مما يمهد الطريق لتوفير هذه التقنية على نطاق أوسع وتحسين علاج العقم للأزواج حول العالم.