جدَّد نادي ريال مدريد الإسباني هجومه على الحكام عبر قناته التلفزيونية غير مبالٍ بالجدل الذي رافق نهائي كأس الملك أمام الغريم برشلونة، السبت الماضي، حيث خصَّص حلقةً عن قاضي مباراته المقبلة ضد سيلتا فيجو، الأحد.
واعتادت القناة على أن تُطلق حلقاتٍ خاصةً عن أخطاء الحكام السابقة ضد الفريق قبل أي مباراةٍ لاحقةٍ سيديرونها له. وكانت أبرز تلك الحلقات تلك التي اتُّهم فيها ريكاردو بينجويتسيا بالتحامل على الفريق، واستعرضت في مقطع فيديو ما وصفته بالأخطاء التي ارتكبها الحكم في حق الريال، لا سيما أمام برشلونة، ما اضطر الرجل للرد باكيًا في مؤتمرٍ صحافي، بيَّن خلاله الآثار السلبية للهجوم على أطفاله بعد وصف والدهم باللص.
مع ذلك، وبعد هذه الحلقة بأقلَّ من أسبوعٍ، تصدَّرت القناة المشهد ثانيةً، وهذه المرَّة بالهجوم على الحكم جيل مانزانو، إذ وصفته في تقريرٍ بـ «صاحب أكبر فضيحةٍ تحكيميةٍ في الآونة الأخيرة»، في إشارةٍ إلى قراره بإنهاء مباراة الريال أمام فالنسيا في الوقت الذي سجل فيه جود بلينجهام هدفًا، كان سيمنح فريقه الفوز 3ـ2، ما أثار غضبًا عارمًا بين اللاعبين والجهاز الفني.
وعلى الرغم من أن الحدث وقع قبل أكثر من عامٍ، وتحديدًا 4 مارس 2024، إلا أن الريال لم ينسَ، ورأى أن الوقت قد حان للرد على مانزانو، الذي تشير بيانات صحيفة «ماركا» إلى أن معظم المباريات التي أدارها للريال، انتهت بفوزه، في 40 من أصل 52.
ولم تكتفِ القناة بمانزانو، بل خصَّصت أيضًا مقاطعَ فيديو لهيرنانديز مايسو، حكم الفيديو المساعد، استعرضت فيها مبارياتٍ سابقةً، شارك بإدارتها، وادَّعت وجود نمطٍ ثابتٍ من القرارات التي أضرَّت بالنادي، بما في ذلك ركلات الجزاء غير المحتسبة، والأهداف غير المسموح بها بشكلٍ غير صحيحٍ، والتسامح في البطاقات الحمراء المستحقة للاعبين المنافسين، حسبَ صحيفة «موندو ديبورتيفو».
وكان النادي دافع في بيانٍ، الجمعة، قبل مباراته في نهائي الكأس عن الفيديو الذي بثَّته قناته ضد الحكم بينجويتسيا باعتباره «محميًّا بحرية التعبير»، ولأن الأخير «يُظهِر العداء الواضح الذي يكنُّه للريال»، وطالب الاتحاد الإسباني باتخاذ القرارات اللازمة لحماية مصداقية المباراة.
ومع أن الريال، لم يطالب رسميًّا باستبدال بينجويتسيا وطاقمه، لكنَّه عدَّ أن ما قاله الحكم في المؤتمر الصحافي «فيه تضاربٌ واضحٌ في المصالح»، ترك النادي في حالةٍ من «الدهشة غير المسبوقة»، على حد وصفه.