أبو الغيط: لا تقف أطماع المتطرفين في حكومة إسرائيل عند حدود فلسطين - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أبو الغيط: لا تقف أطماع المتطرفين في حكومة إسرائيل عند حدود فلسطين - عرب فايف, اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025 02:41 مساءً

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الأربعاء، إنه لم يعد خافياً على أحد في العالم أن إسرائيل تمارس حرب إبادة على سكان غزة، "فإما الموت قتلاً أو جوعاً، أو ترك الأرض لتصبح نهباً للاستيطان والاحتلال".

وأضاف بكلمته في الجلسة الافتتاحية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري الدورة العادية 163: "هذه الحرب الوحشية على المدنيين تتواصل يومياً بالقصف والقتل وهدم المنازل.. وبالحصار والتجويع ومنع إدخال المساعدات... بعد هدنة استمرت ما يقرب من شهرين... شهدت تبادلاً للأسرى وعودة للرهائن، وتخفيفاً للوضع الإنساني المستحيل في غزة، عادت إسرائيل لتستأنف حرب الإبادة في 18 مارس الماضي.. ويقترب عدد الشهداء الفلسطينيين الذين قضوا على يد الاحتلال منذ هذا التاريخ من الألفين... فضلاً عن إغلاق القطاع بالكامل أمام المساعدات والمواد الغذائية والصحية.. على نحو أدخل القطاع وسكانه في وضع هو الأسوأ والأشد وطأة على الإطلاق منذ أكتوبر 2023".

وأضاف: "لا تقف أطماع المتطرفين في حكومة إسرائيل عند حدود فلسطين... إذ صار واضحاً ما يسعون إليه من فرض واقع جديد على المنطقة... واقع من التوتر المستديم، والعنف اليومي، والغارات المتواصلة والمناطق العازلة التي تتغول على سيادة البلدان العربية وتقتطع الأراضي من إقليمها... تحت ذرائع كاذبة".


وتاليا كلمة أبو الغيط:

معالي السيد أيمن حسين عبد الله الصفدي

نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين

للمملكة الأردنية الهاشمية – رئيس الدورة العادية (163)

لمجلس الجامعة على المستوي الوزاري

أصحاب السمو والمعالي الوزراء،

أصحاب المعالي والسعادة الضيوف الكرام،

السيدات والسادة،

أتقدم بالتهنئة لكم معالي الأخ العزيز نائب رئيس الوزراء، على تولي المملكة الأردنية الهاشمية رئاسة أعمال الدورة 163 للمجلس الوزاري مُتمنياً لكم كل التوفيق والنجاح.. كما أتقدم بالشكر لمعالي الدكتور شائع الزنداني وزير الخارجية وشئون المغتربين للجمهورية اليمنية على رئاسته للدورة 162 من أعمال المجلس،

واسمحوا لي أن أهنئ معالي السادة الوزراء الجدد الذين يشاركون في المجلس للمرة الأولى وأتمنى لهم التوفيق والسداد في مهامهم الجديدة، وكلي ثقة في أنهم سيمثلون إضافة مهمة لأعمال هذا المجلس.

أصحاب المعالي،

نحيي هذه الأيام الذكرى الثمانين لتأسيس الجامعة العربية... ذكرى عزيزة علينا جميعاً.. تمر علينا فنشعر بالفخر لاستمرار هذا المشروع من العمل الجماعي العربي عقوداً طويلة وصموده أمام رياح الزمن العاتية وعواصف التغيير التي طالت المنطقة والعالم... أقول نشعر بالفخر، ولكننا نشعر أيضاً – ومن دون تجميل أو ادعاء – بالأسى... فالوضع العربي على ما ترون جميعاً.. بعض الدول يواجه أوضاعاً هي الأقسى في تاريخه الحديث والمعاصر.. نعم .. لا يخفى أن هناك دولاً مهددة في وجودها ذاته.. ودولاً تنهش في جسدها أمراض الفتنة والاحتراب الداخلي.

إن بلداً عربياً عزيزاً مثل السودان يواجه أزمة إنسانية هي الأكثر حدة على وجه الأرض اليوم... وليس الوضع في اليمن بأفضل حالاً... والأسباب في الحالين سياسية... ولكن الثمن الذي تدفعه الشعوب فادح وبما يفوق الوصف.

أما التحديات التي تواجهها ليبيا وسوريا والصومال.. فهي متعددة الأبعاد، شديدة الوطأة على الشعوب وكيانات الدول.

وبرغم هذه الصورة القاتمة في بعض جوانبها.. فإن العروبة كفكرة جامعة ومنفتحة.. وكحقيقة ثقافية وتاريخية قائمة وممتدة.. أقول إن العروبة مازالت تمثل النسيج الرابط لأوصال هذه المنطقة... ومازالت هذه المنظمة، وبعد ثمانية عقود، هي المظلة التي تضمنا... بكل همومنا المشتركة وتطلعاتنا وأحلامنا... هي الإطار الذي ينتج مواقف عربية جماعية حيال كافة القضايا والأزمات والتحديات.. وهي السقف الذي نتوافق تحته على المصلحة العربية العليا ومقتضياتها.

السيدات والسادة،

لم يعد خافياً على أحد في العالم أن إسرائيل تمارس حرب إبادة على سكان غزة.. فإما الموت قتلاً أو جوعاً، أو ترك الأرض لتصبح نهباً للاستيطان والاحتلال.. هذه الحرب الوحشية على المدنيين تتواصل يومياً بالقصف والقتل وهدم المنازل.. وبالحصار والتجويع ومنع إدخال المساعدات... بعد هدنة استمرت ما يقرب من شهرين... شهدت تبادلاً للأسرى وعودة للرهائن، وتخفيفاً للوضع الإنساني المستحيل في غزة، عادت إسرائيل لتستأنف حرب الإبادة في 18 مارس الماضي.. ويقترب عدد الشهداء الفلسطينيين الذين قضوا على يد الاحتلال منذ هذا التاريخ من الألفين... فضلاً عن إغلاق القطاع بالكامل أمام المساعدات والمواد الغذائية والصحية.. على نحو أدخل القطاع وسكانه في وضع هو الأسوأ والأشد وطأة على الإطلاق منذ أكتوبر 2023.

لم يعد هناك شك في أن التطهير العرقي هو هدف الحرب... وللأسف ساعد طرح سيناريو التهجير في إعطاء دفعة غير مسبوقة لخطط اليمين الإسرائيلي الأشد تطرفاً وقسوة... خطط لإعادة احتلال أجزاء من القطاع وفرض حصار كلي عليه، وفرض واقع من القتل اليومي على الفلسطينيين... ودفع العالم كله لتقبل هذا الوضع باعتباره أمراً طبيعياً.

إن صمت العالم على هذا الوضع المتجرد من الإنسانية هو صمت مخزٍ ومشين... وأشير في هذا المقام إلى مواقف البابا الراحل "فرنسيس" الذي فارق عالمنا قبل ثلاثة أيام، والذي كان صوتاً فريداً للإنسانية والضمير في زمن اختار فيه الكثيرون أن يعطوا ظهورهم لهذه القيم.. وظلَّ حتى اللحظة الأخيرة، وقبل وفاته بساعات، منحازاً للحق والإنسانية مطالباً بوقف إطلاق النار وتقديم المساعدة لشعب غزة الذي "يتضور جوعاً ويتوق شوقاً إلى مستقبل يسوده السلام".. كما قال بنص كلماته في عظته الأخيرة.

السيدات والسادة،

لقد عبَّر الجانب العربي عن موقفه الواضح الداعي لوقف حرب التطهير العرقي فوراً.. ورفض سيناريو التهجير غير الواقعي وغير القانوني.. وقدم طرحاً بديلاً في قمة القاهرة في مارس الماضي.. طرحاً واقعياً، وعملياً، وقابلاً للتطبيق.. للتعافي المبكر وإعادة الإعمار وإدارة القطاع على نحو يتجنب اندلاع مواجهات في المستقبل... ويمهد الطريق لتجسيد حل الدولتين الذي لا نرى بديلاً عنه كسبيل للاستقرار والسلام في المنطقة... ونتطلع جميعاً إلى دعم أصدقائنا وأصدقاء السلام عبر العالم.. من أجل إنقاذ هذه الرؤية وهذا الحل من مخططات اليمين المتطرف ذي النزعات التوسعية في إسرائيل.. ونتطلع إلى المؤتمر الذي يعقد في يونيو القادم.. في رحاب الأمم المتحدة.. وبرئاسة سعودية فرنسية مشتركة.. ليمثل نقلة نوعية في التعامل مع حل الدولتين على نحو يدفع به من مجال التأييد الخطابي إلى التطبيق العملي والتجسيد الفعلي.

السيدات والسادة،

لا تقف أطماع المتطرفين في حكومة إسرائيل عند حدود فلسطين... إذ صار واضحاً ما يسعون إليه من فرض واقع جديد على المنطقة... واقع من التوتر المستديم، والعنف اليومي، والغارات المتواصلة والمناطق العازلة التي تتغول على سيادة البلدان العربية وتقتطع الأراضي من إقليمها... تحت ذرائع كاذبة.

إن هذه السياسة التوسعية العدوانية تدفع بالمنطقة إلى آتون الصراعات وتضرب أسس السلام القائم، وتضعف فرص السلام الدائم في المستقبل.. إننا ندين الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية وتغولها على سيادة الدولة وإقليمها ومساعيها المكشوفة لتأجيج الفتن والصراعات الداخلية في هذا البلد.. كما ندين اعتداءات إسرائيل المتواصلة على لبنان وخروقاتها المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار.. وندعو دول العالم للضغط على دولة الاحتلال والاستيطان للانسحاب من الأراضي العربية.

وأقول بعبارة واضحة إن التصورات التوسعية لليمين الإسرائيلي.. وسياساته المتهورة لن تقود لرسم شرق أوسط جديد كما يعلن بعض قادته.. وإنما تؤسس للكراهية وتؤصل للعنف وتزج بالمنطقة في حلقات لا تنتهي من الصراع.

السيدات والسادة،

إن جراحاً عربية لازالت مفتوحة... وأخطرها جرح فلسطين النازف... ولكن الدول الأعضاء في هذه المنظمة لازالت تسعى لمواجهة التحديات بمنطق العمل الجماعي وبروح العروبة.. وأحسب أن رياح التغيرات العالمية المتسارعة والتي تكاد تقتلع الراسخ من القواعد والمألوف من المعايير.. هذه الرياح العاتية تحملنا على التشبث بهذا السقف والاحتماء بذلك الجدار... ففي أوقاتٍ مثل هذه، تغيم فيها الرؤية ويشتد انعدام اليقين، يبقى العمل الجماعي ملاذاً وسبيلاً.. وتظل العروبة حضناً وسنداً، وباعثاً للثقة في المستقبل بإذن الله.

شكراً لكم،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

المملكة

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق