عرب فايف

د.ممدوح معوض: قادرون علي تحقيق الاكتفاء الذاتي في الدواء والغذاء والصناعة - عرب فايف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
د.ممدوح معوض: قادرون علي تحقيق الاكتفاء الذاتي في الدواء والغذاء والصناعة - عرب فايف, اليوم الاثنين 21 أبريل 2025 01:00 مساءً

أوضح أن مبادرة "بديل المستورد" التي يتبناها المركز تهدف إلي تحديد السلع المستوردة التي يمكن تصنيعها محليًا وفقًا للأبحاث والتطوير المحلي والتعاون مع الشركات الوطنية في تبني تقنيات التصنيع الحديثة المستندة إلي الأبحاث المحلية للاستغناء عن الاستيراد وتجنيب الدولة تحمل أعباء تكاليفه، مؤكداًپأن هجرة العقول والكفاءات العلمية وسفر الباحثين إلي الخارج أحد أهم التحديات التي تواجه البحث العلمي.

وتحدث عن أحدث بحث في استخدام جسيمات النانو لاستهداف الخلايا السرطانية، وأبحاث تتعلق بتحويل بعض المستخلصات النباتية إلي جزيئات نانوية تستخدم في علاج مرض السكر بكفاءة عالية.... وإلي نص الحوار:

* هل نستطيع تحقيق الاكتفاء الذاتي والاستغناء عن الاستيراد؟
بالعلم والبحث العلمي، يمكن لمصر تحقيق الاكتفاء الذاتي في مختلف المجالات الحيوية مثل الدواء، الغذاء، والصناعة، ما يجعلها أقل اعتمادًا علي الاستيراد، ويعزز استقلالها الاقتصادي، وهذا يتطلب إستراتيجية واضحة، استثمارات قوية، وتعاون بين الجامعات والمراكز البحثية من جهة ورجال الصناعة والمستثمرين من جهة أخري.

*پكيف يتم تحويل مخرجات البحث العلمي لمنتجات ذات قيمة تدعم الاقتصاد الوطني؟
البحث العلمي هو قاطرة التنمية لأي دولة وجميع الدول المتقدمة بدأت تزدهر عن طريق البحث العلمي، ولذلك فان الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي التي أطلقها الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي تهدف إلي تطوير منظومة التعليم العالي والبحث العلمي في مصر، وجعلها أكثر كفاءة وفعالية، بما يتماشي مع مُتطلبات العصر واحتياجات سوق العمل حيث تكمن أهمية الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، في أنها بمثابة خارطة طريق لتطوير هذا القطاع الحيوي خلال السنوات القادمة، حيث تسعي الإستراتيجية إلي تحقيق عدد من الأهداف الرئيسة، لتسهم بشكل فاعل في تحقيق أهداف التنمية المستدامة "رؤية مصر 2030"، ومن أهم هذه الأهداف خلق مناخ محفز لتوطين وإنتاج المعرفة، وربط مخرجات المعرفة والابتكار بأولويات الدولة، فضلا عن دعم خطة التنمية الاقتصادية عن طريق تعزيز الاستثمار في قطاعي التعليم والبحث العلمي، وبناء البنية التحتية الرقمية، وجدير بالذكر أن هذه الإستراتيجية ترتكز علي سبعة مبادئ "التكامل، والتخصصات المتداخلة، والتواصل، والمشاركة الفعالة، والاستدامة، والمرجعية الدولية، والابتكار وريادة الأعمال".

تأتي الإستراتيجية الوطنية ترجمة لتوجيهات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي بشأن تحويل مخرجات البحث العلمي إلي منتجات ذات قيمة تدعم الاقتصاد الوطني حيث يتم ذلك من خلال عدد من الخطوات والإجراءات التي تهدف إلي ربط البحث العلمي بالصناعة، وتعزيز الابتكار المحلي، وتقليل الاعتماد علي الاستيراد، وأطلق المركز القومي للبحوث العديد من المبادرات والتي يمكن من خلالها توظيف مبادرتي "منتجات قابلة للتصنيع" و"بديل المستورد".

* ما أهدافپمبادرتي "منتجات قابلة للتصنيع" و"بديل المستورد
مبادرة "منتجات قابلة للتصنيع" تهدف إلي تحديد المخرجات البحثية التي تمتلك جدوي اقتصادية وإمكانية تصنيعها محليًا وتوفير الدعم الفني والتكنولوجي لتحويل هذه الأبحاث إلي نماذج أولية ومن ثم إنتاجها علي نطاق واسع مع توفير حوافز للباحثين والشركات التي تتبني تصنيع هذه المنتجات محليًا، إضافة إلي إنشاء روابط قوية بين الجامعات والمراكز البحثية وبين المصانع والشركات الإنتاجية مع تحفيز المستثمرين ورجال الأعمال علي تبني نتائج الأبحاث العلمية وتحويلها إلي مشروعات إنتاجية.

وأنشأ المركز القومي للبحوث العديد من الحاضنات التكنولوجية المتخصصة لدعم الأفكار البحثية القابلة للتنفيذ الصناعي إضافة إلي شركة المركز القومي للبحوث للمنتجات الابتكارية بغرض تسويق المنتجات البحثية.

أما مبادرة "بديل المستورد" فتهدف إلي تحديد السلع المستوردة التي يمكن تصنيعها محليًا وفقًا للأبحاث والتطوير المحلي وكذلك التعاون مع الشركات الوطنية في تبني تقنيات التصنيع الحديثة المستندة إلي الأبحاث المحلية إضافة إلي توفير التمويل والتسهيلات للشركات الناشئة والصناعات الصغيرة والمتوسطة لتصنيع البدائل المحلية.

*پما الجديد في مجال علاج الأمراض المختلفة؟
من الأبحاث التي تقوم بها الآن المجموعة البحثية التي أتشرف بالعمل معهم، استخدام جسيمات النانو لاستهداف الخلايا السرطانية مباشرة دون التأثير علي الخلايا السليمة، والعمل علي تحويل بعض المستخلصات النباتية إلي جزيئات نانوية تستخدم في علاج مرض السكر بكفاءة عالية.

* ما التحديات التي تواجه البحث العلمي؟
رغم التقدم الذي يشهده البحث العلمي في مصر في الآونة الأخيرة إلا أنه لا تزال هناك عدة تحديات تحد من قدرته علي تحقيق التأثير المطلوب في الاقتصاد الوطني والتنمية المستدامة، ومن هذه التحديات: نقص التمويل والاستثمار في البحث العلمي، الاعتماد الكبير علي التمويل الحكومي مع ضعف مشاركة القطاع الخاص، ضعف الربط بين البحث العلمي والصناعة، العديد من الأبحاث تظل حبيسة الأدراج وغير قابلة للتطبيق علي أرض الواقع.پضعف التعاون بين الجامعات والمراكز البحثية وبين القطاعات الصناعية والإنتاجية، هجرة العقول والكفاءات العلمية بسبب سفر الباحثين إلي الخارج، قلة التعاون الدولي والشراكات البحثية، قلة الوعي بأهمية البحث العلمي في المجتمع.

* ما أهمية العمل الجماعي في البحث العلمي؟
الابتكار العلمي لا يمكن أن يكون جهودًا فرديًة فقط. بل يعتمد علي التكامل بين التخصصات والخبرات والعمل في مجموعات بحثية، وفي السنوات الأخيرة بدأ يظهر توجه نحو العمل الجماعي في الأبحاث العلمية من خلال إنشاء فرق بحثية متعددة التخصصات، في جميع التخصصات البحثية وليس في تخصص بعينه، حيث أصبح البحث العلمي متداخلا بين التخصصات المختلفة، فعلي سبيل المثال صناعة الأدوية تحتاج لتخصصات الكيميائيين، الصيادلة، الأطباء، وعلماء الأحياء.

* جامعة الطفل أحد الأنشطة المهمة في المركز للعام الرابع علي التوالي.. فما الهدف؟
جامعة الطفل هي إحدي المبادرات المهمة التي يتبناها المركز القومي للبحوث للعام الرابع علي التوالي بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وتهدف إلي تطوير المهارات العلمية والإبداعية لدي الأطفال من سن 9 إلي 15 عاماً، وإعداد جيل جديد من الباحثين والمبتكرين، ويتم ذلك من خلال زيارات للمعامل العلمية لمشاهدة التجارب الواقعية، عمل ورش عمل في المجالات التكنولوجية المختلفة، تنفيذ مسابقات علمية لتحفيز الإبداع والتفكير النقدي، ولقاءات مع علماء وباحثين لتحفيز الأطفال علي دخول عالم البحث العلمي.

* وماذا عن تدريب شباب الباحثين من الجامعات؟
تدريب شباب الباحثين من الجامعات هو أحد التوجهات الرئيسية للمركز القومي للبحوث، ويهدف إلي تأهيل كوادر بحثية قادرة علي الابتكار والمنافسة عالميًا، سواء من المراكز البحثية أوالجامعات الحكومية والخاصة، حيث يتم تدريب طلاب الكليات العلمية بمعامل المركز تحت إشراف الخبراء والأساتذة من المركز بغرض سد الفجوة بين التعليم الأكاديمي والتطبيق العملي، حيث يتيح التدريب للطلاب التعامل مع الأجهزة والتقنيات الحديثة المستخدمة في المختبرات البحثية بالمركز القومي للبحوث، إضافة إلي إتاحة أجهزة ومعامل المركز لطلاب السنوات النهائية بالكليات العملية لإجراء مشروعات التخرج بمعامل المركز تحت إشراف أساتذة وخبراء من المركز.

* ما مردود حصول المركز القومى للبحوث على المركز الأول فى "تصنيف سيماجو
حصد المركز القومي للبحوث المركز الأول فى الإصدار الثالث لمؤشر سيماجو للمراكز والمعاهد البحثية عام 2024، على مستوى مصر والشرق الأوسط وشمال افريقيا من بين 322 مركزاً بحثياً فى 22 دولة، وتعتمد مؤشرات التقييم علي 3 محاور أساسية، الأول الإنتاج البحثي للمؤسسة ويشمل عدد الأبحاث الدولية المنشورة وتميزها ومعدلات الاستشهاد بها وقيمتها العلمية، أما المحور الثاني فيشمل الابتكار بما يعكس المردود الاقتصادي للبحث العلمي، ويتناول المحور الثالث من مؤشرات التقييم الخدمات المجتمعية.

ولحصول المركز القومي للبحوث علي المركز الأول مردود إيجابي كبير سواء علي مستوي البحث العلمي أو الاقتصاد الوطني أو التعاون الدولي، ويعكس الإنجاز جودة الأبحاث العلمية التي ينتجها المركز، ويؤكد قدرة مصر علي المنافسة عالميًا في البحث والابتكار كما يرفع من تصنيف مصر في مؤشرات البحث العلمي والابتكار علي المستوي الدولي، كما يزيد من فرص حصول المركز علي تمويل محلي ودولي لدعم مشروعاته البحثية، إضافة إلي عقد شراكات مع هيئات بحثية وصناعية عالمية، ما يسهم في تنفيذ أبحاث تطبيقية ذات مردود اقتصادي، كما يفتح الباب أمام مشاركة المركز في برامج ومشروعات بحثية ممولة من جهات دولية مثل المشروعات الممولة من الاتحاد الأوروبي.

* ما مدي التعاون العلمي للمركز علي المستوي الدولي؟
التعاون العلمي الدولي بين المركز القومي للبحوث والعديد من الدول يمثل ركيزة أساسية في تطوير البحث العلمي في مصر، حيث يسهم في نقل وتوطين التكنولوجيا، تبادل الخبرات، وتحقيق شراكات بحثية قوية في مختلف المجالات، هناك تعاون علمي مع الجامعات والمراكز والمعاهد البحثية علي مستوي العالم من خلال المشروعات البحثية المشتركة بتمويل من جهات مانحة أجنبية مثل مشروعات الاتحاد الأوروبي، منح للحصول علي الماجيستير والدكتوراة من الخارج، تدريب شباب الباحثين علي التكنولوجيات الحديثة والعلوم البازغة، أقامة مؤتمرات وندوات وورش عمل مشتركة، ومن اكثر الدول التي يتعاون معها المركز دول الاتحاد الأوروبي مثل ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، إنجلترا، الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، الصين، اليابان، العديد من الدول العربية مثل الإمارات، السعودية، الأردن، تونس، الجزائر، السودان، سلطنة عُمان، والعديد من الدول الافريقية.

* لماذا ينظم المركز ندوات عن تسويق التكنولوجيا؟
تسويق التكنولوجيا يعني تحويل الابتكارات والأبحاث العلمية إلي منتجات وخدمات قابلة للتطبيق التجاري، بحيث يمكن استخدامها في الصناعة، الصحة، الزراعة، والطاقة، ما يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني، وهو ما تركز عليه القيادة السياسية وتحث عليه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بربط البحث العلمي بالصناعة والإنتاج وهو ما نتبناه في المركز القومي للبحوث من خلال إقامة الندوات وورش العمل ودعوة رجال الصناعة والمستثمرين للاطلاع علي المنتجات التي يمكن تسويقها.

* ما الدور المجتمعي للمركز القومي للبحوث؟
يحرص المركز القومي للبحوث علي تقديم خدمات صحية متكاملة لدعم المجتمع، سواء من خلال القوافل الطبية المتخصصة المجانية التي تصل إلي المناطق الأكثر احتياجًا والقري والنجوع، أو العيادات الطبية المتخصصة داخل المركز، والتي تقدم خدمات تشخيصية وعلاجية متقدمة وخاصة في مجال الامراض الوراثية حيث يتفرد المركز القومي للبحوث في هذا التخصص النادر.

* حدثنا عن إنجازاتك في أبحاث التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية؟
قمت بنشر أكثر من 175 بحثاً في مجلات علمية عالمية وبلغ عدد الاستشهادات أكثر من 3405، ومعامل هيرش 35 "طبقاً لتقييم Scopus"، كما بلغ عدد الاستشهادات 4670 ومعامل هيرش 40 "طبقاً لتقييم Google Scholar"، إضافة إلي تأليف 12 كتاباً دولياً ومحلياً، كما قمت بالإشراف علي أكثر من 25 رسالة ماجستير ودكتوراة، كما شاركت في أكثر من 23 مشروعاً بحثياً ممولاً من جهات محلية ودولية من أهمها إجراء مشروع مشترك مع الجانب الألماني وبالتعاون مع كل من كندا وفرنسا وسويسرا بقسم علاج الأورام بمعهد الأورام القومي بألمانيا ممول من جماعة البحث العلمي الألمانية كما تمت الاستعانة بي كأستاذ زائر بقسم بيولوجية الأورام بمعهد الأورام القومي بمدينة هيدلبرج بألمانيا، كما حصلت علي برائتي اختراع. والعديد من الجوائز منها جائزة المركز القومي للبحوث التشجيعية في مجال الكيمياء عام 2004، وجائزة التفوق العلمي في مجال العلوم الأساسية عام 2012، جائزة التمييز في المخرجات البحثية وأعلي معامل هيرش وأعلي معامل تأثير في الأعوام من 2010 إلي 2015، إضافة إلي الحصول علي العديد من شهادات التقدير والتكريم من مجلسي النواب والشيوخ وكذلك من بعض الجمعيات والهيئات ومنظمات المجتمع المدني، إلي جانب الحصول على جائزة أفضل شخصية لعام 2020 من المؤسسة المصرية العربي للاستثمار والابتكار والتنمية لصناعية.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

أخبار متعلقة :