نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الأم المثالية في الوادي الجديد.. رحلة كفاح بدأت لحظة وفاة زوجها - عرب فايف, اليوم الأربعاء 19 مارس 2025 12:07 مساءً
فى تصريحات خاصة لـ " بوابة الجمهورية" ، تُروى منال عبدالحميد، وعلى وجهها ارتسمت علامات الرضا والسعادة، التى تعبر عن فرحتها الغامرة بهذا الإنجاز، قائلة: "إلى روح زوجي أهدي نجاحي وفوزي بلقب الأم المثالية" ، موجهة الشكر والتقدير إلى اللواء دكتور محمد سالمان الزملوط، محافظ الوادي الجديد، لمواقفه الإنسانية وقراراته الداعمة لمسيرة تعليم أبنائها، وخاصة نجلها خريج طب الأسنان، الذي كان أحد الأسباب الرئيسية لحصوله على منحة تعليم الجامعة البريطانية واجتيازه سنوات الدراسة بامتيازً.
كشفت منال عبدالحميد احمد خليل ، الأم المثالية بالوادى الجديد لعام ٢٠٢٥ عن تفاصيل رحلة كفاحها الطويلة والتى بدأت عندما تزوجت من زوج كان يعمل سكرتيرًا في إحدى المدارس الحكومية عام 1994، وكان عمرها آنذاك 19 عامًا ، حيث رزقت بأول ذريتها عام 1995، وبعد مرور ثلاث سنوات أنجبت ابنتها الثانية، وفي عام 2000 رزقها الله بابنها ، مشيرة إلى عدم تلقي أبناؤها أي دروس خصوصية، فكانت هي بالنسبة لأفراد أسرتها المعلمة والمُدربة لهم، بالتبادل مع والدهم.
أضافت أنها واجهت تحديات الحياة ببسالة وإصرار، لتُربي أبنائها على القيم والأخلاق الحميدة وتُساعدهم على تحقيق أحلامهم ،فلم تستسلم يوما لضغوط الحياة وتصدعاتها ، بل أدارت حياتها بين رعاية زوجها المريض وتقديم الدعم لأبنائها، فكانت تحرص على ألا يؤثر رعايتها لزوجها على تفوق أبنائها، حتى تخرجوا من أكبر كليات القمة ، مشيرة إلى تخرج ابنتها الأولى من كلية الطب البيطري ، وابنتها الثانية من كلية الطب وأصبحت معيدة بإحدى الجامعات ، وصولا إلى تخرج شقيقهما الأصغر من كلية طب الأسنان من الجامعة البريطانية بتقدير امتيازً مع مرتبة الشرف.
وتابعت ، أن ظروف الحياة وتكدس أعباء المعيشة والمصروفات الدراسية دفاعاها للعمل إلى جانب وظيفتها الحكومية للعمل بمهنة الخياطة لمساعدة زوجها في تلبية احتياجات الأسرة ، إلا أن صدمات الحياة لم تمنحها الرأفة وشاءت حكمة الله أن يلتحق زوجها إلى الرفيق الأعلى عام 2019 عقب زواج ابنتها الكبرى بثلاثة أشهر، وهى لا تزال بالـ44 من عمرها ، مخلفا ورائه إرثا كبيرا من المسؤولية وتراكم الديون ، فاضطرت للعمل بتجارة المفروشات بجانب عملها لسداد الديون ودفع مصاريف الجامعة الخاصة لابنها وتجهيز ابنتها الثانية للزواج.
لم تكن يوما لتستسلم منال، بل واصلت كفاحها مع أبنائها وأحفادها، حتى بعد إصابتها بمرض القلب والسكر والضغط والمياه البيضاء في العين ، لتتجسد قصة عبدالحميد نموذجاً مصريا للتضحية والفداء بإرادة وإصرار، تكتب سجلا ناصعا من العطاء والايثار كأم حنونة كافحت من أجل أبنائها، لتُصبح رمزًا للأم المثالية في الوادي الجديد.
تتطلع أم الأطباء و"الأم المثالية" بالوادى الجديد إلى لقاء اللواء دكتور محمد سالمان الزملوط، محافظ الاقليم ، لتقدم له شكرها وامتنانها الصادقين على الدور الكبير الذي لعبه في مسيرة نجاح ابنها ، مؤكدة بأن دعم المحافظ اللامحدود، ووقوفه إلى جانب نجلها، كانا حجر الزاوية في تمكينه من تحقيق حلمه بالتحاقه بالجامعة البريطانية، حيث كان المحافظ هو من ساهم بشكل كبير في حصوله على منحة تعليم كاملة، مكنته من التخرج بتقدير امتياز.
وتعتبر منال ، أن هذا الدعم الإنساني ليس غريباً على محافظ الوادي الجديد، الذي اشتهر بكرمه وحسن معاملته، وحرصه الدائم على رعاية أبناء المحافظة وتشجيعهم على التفوق والنجاح في مختلف المجالات ، لافتة إلى أن لقب "الأم المثالية" الذي حصدته هو تكريم لكل من وقف إلى جانبها في رحلة كفاحها الطويلة، بما في ذلك المحافظ الذي كان له الفضل الأكبر في تحقيق حلم ابنها.
وفى سياق متصل ، غمرت فرحة عارمة أفراد أسرة منال عبدالحميد، عقب إعلان فوزها بلقب "الأم المثالية" لهذا العام ، حيث عبروا عن فخرهم الكبير بها، واعتبروها رمزاً حياً للتضحية والعطاء، ومصدر إلهام لكل أم مصرية ، لافتين إلى مجهوداتها التي لم تتوقف يوماً، في تربية أبنائها على أرقى القيم والأخلاق الحميدة، وتقديم كل ما بوسعها لضمان نجاحهم في الحياة، مشيرين إلى أنها كانت داعماً لهم في كل خطوة حياتية ، فكانت ولا زالت تبذل قصارى جهدها لتوفير كل ما يحتاجونه، حتى في أصعب الظروف ، مؤكدين أن هذا اللقب هو تكريم لرحلة كفاحها الطويلة، وإقرار بفضلها الكبير في تشكيل أبنائها ليكونوا أطباءً مخلصين، يسعون لخدمة مجتمعهم.
عبر اللواء دكتور محمد سالمان الزملوط، محافظ الوادي الجديد، عن بالغ سعادته واعتزازه بفوز السيدة منال عبدالحميد بلقب "الأم المثالية" على مستوى المحافظة، مؤكداً أن هذا اللقب هو تكريم لكل أم مصرية، وخاصة أمهات الوادي الجديد، اللواتي يقدمن تضحيات كبيرة في سبيل تربية أبنائهن على القيم والأخلاق الحميدة، ويسهرن على تكوين جيل واعٍ ومخلص لوطنه.
وأوضح المحافظ أن قصص الكفاح التي تعيشها أمهات المحافظة، من شأنها أن تبعث على الفخر وتُلهم الجميع على مواصلة العمل الجاد من أجل تقديم كل ما هو أفضل لخدمة هذا الجيل ، وإعدادهم ليكونوا قادة المستقبل ونافعين لمجتمعاتهم ، مؤكدا حرصه ودعمه المتواصلين لكل النماذج المضيئة وتسليط الضوء على جهود أمهات المحافظة بأن تُكرم وتُقدر، لكونهم أساس المجتمع، والمحرك الحقيقي للتغيير الإيجابي ، معرباً عن أمله في أن تكون قصة الأم المثالية مثالاً يحتذى به لكل أم مصرية.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
أخبار متعلقة :