نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لاجئون سوريون في أوروبا.. فرحة بسقوط الأسد وخوف من العودة - عرب فايف, اليوم الخميس 12 ديسمبر 2024 02:42 صباحاً
شعر نجم الموسى بسعادة غامرة وهو يتابع نبأ الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد على شاشات التلفزيون في شقته الصغيرة في العاصمة اليونانية أثينا.
لكن سرعان ما لاحقته مخاوف وأسئلة تتعلق بما إذا كان سقوط الأسد يعني أنه وعائلته سيضطرون إلى العودة إلى سوريا التي فروا منها قبل 9 سنوات.
وشهدت الأحداث في سوريا تحولا جذريا الأحد الماضي، حين زحف مقاتلو المعارضة على دمشق بعد هجوم خاطف أجبر الأسد على الفرار إلى روسيا وأحيا آمال إنهاء حرب أهلية طاحنة درات رحاها 13 عاما وتركت البلاد أرضا خرابا.
والآن يخشى كثيرون أن يضطروا إلى العودة بينما تعيد الدول الأوروبية النظر في سياسات اللجوء الخاصة بالسوريين في ضوء هذه التطورات.
وقال الموسى، المحامي الذي يعمل طاهيا في أثينا والذي ظل يتابع الأخبار منبهرا بما يسمعه ويراه على مدار أيام "بالبداية انبسطنا لأنه شفنا (رأينا)... الشيء الوحيد اللي خلانا نكون مبسوطين، شفنا أن الناس اللي كانت مأسورة (أسرى) كيف طلعت واتحررت بعد ما كانت مأسورة سنين طويلة بالسجون لكن اللي عم ما بيخلينا نكون مرتاحين إن نرجع نشوف الأشكال اللي كنا خايفين منها لما غادرنا سوريا".
وأضاف "أجمل شيء وأكتر شيء صار معانا باليونان الكرامة والحقوق والمساعدات، يعني بشكل عام الحياة اللي خدناها باليونان، دولتي ما قدرت تقدم لي إياها، اليونان قدمت لي إياها".
بدأت الحرب السورية في 2011 بين القوات الحكومية وجماعات مختلفة من المعارضة، لتحصد أرواح مئات الألوف من الناس. ودمر القصف مدنا بأكملها، ونزح ملايين أو أصبحوا في حاجة إلى مساعدات إنسانية.
وسارع آلاف المدنيين الذين فروا إلى تركيا ولبنان بالعودة إلى سوريا هذا الأسبوع والأمل يحدوهم في العيش بسلام في بلدهم.
لكن كان لعشرة لاجئين سوريين تحدثوا إلى رويترز في أوروبا رأي مختلف. فالعودة تعني نهاية حياة جديدة غامروا بكل شيء من أجل بنائها.
وفر الموسى وزوجته بشرى البقاعي من دمشق في 2015 بعد ولادة طفلهما الثاني، وأنفقا كل ما يملكان في رحلة استمرت عامين قادتهما إلى السودان وإيران وتركيا وأخيرا إلى اليونان.
ولدى الموسى وزوجته الآن خمسة أطفال، جميعهم في المدرسة ويتحدثون اليونانية بطلاقة. ولا يتحدث أي منهم اللغة العربية التي يتحدث بها الأبوان.
وقال عن احتمال عودته إلى سوريا "أول شغلة، بيت أكيد مافي، بيوتنا اتدمرت، يعني تلات أرباع بيوت السوريين اتدمرت، يعني أنا بالأساس بيت أهلي ما عندي، لأننا بالأساس بعناه كي نسافر، كي نغادر البلد، هاي واحد، اتنين يعني الواحد ممكن يستأجر بيت ما كتير شغلة صعبة، البيت مثل هون عم يقدر يستأجر، ممكن هونيك يقدر يستأجر بيت".
ومضى يقول "الفكرة مو بالبيت ولا بالسكن ولا بالعمل، ممكن حتى وظائف تتوفر، بس المشكلة في المجتمع يللي بده 100 سنة قدام عشان تقدر يعني تخلي ولادك يدرسوا بالمدارس".
وقال الموسى "ولادي ما بيتخيلوا أنه يتركوا أصدقاءهم بالمدرسة أو هيتركوا منطقتهم أو أنه يرجعوا على سوريا يعني أما نقعد نحكي يقولوا بابا معقولة إن إحنا نرجع نعيش هون بهاي الأماكن؟... بيتمنوا أنه يزورها لأنه هاي بلدهم، بس ما يتخيلوا أنه يتركوا أصدقاءهم اللي هون اللي صار لهم سنين معهم ويغادروهم ويروحوا على سوريا بالنسبة لهم صار شيء شبه مستحيل".
وتوافقه زوجته الرأي، إذ قالت وهي تحمل ابنها الأصغر "ما بتخيل أبدا أن ولادي هيقدروا يبنوا مستقبل بسوريا بصراحة أبدا. الواحد يحكي بصراحة، أنا حتى لو بودي أرجع ولادي ويتعلموا اللغة العربية ويدرسوا أنا درست في المدارس ما فيها مستقبل أبدا، حتى لو درسوا فيها، معلش من قبل، في الوقت الذي كنا ندرس في سوريا، كانت الطلاب تغادر لتدرس برة وتاخد شهادات برة والبعدين ترجع على بلادها".
فرحة غامرة ويأس
أظهرت بيانات للاتحاد الأوروبي أن طلبات اللجوء الأولى التي قدمها السوريون إلى الاتحاد الأوروبي بلغت ذروتها في 2015 و2016، متجاوزة 330 ألف طلب في كل من العامين، قبل أن تنخفض بشدة في السنوات الثلاث التالية. لكن الطلبات تضاعفت ثلاث مرات بين 2020 و2023 بعد زلزال مدمر واستمرار العنف والصعوبات الاقتصادية.
والآن علقت دول أوروبية منها اليونان البت في الآلاف من طلبات لجوء السوريين هذا الأسبوع في الوقت الذي تدرس فيه مقدار ما تتمتع به سوريا من أمن بعد رحيل الأسد.
ولم يتضح بعد ما إذا كان طالبو اللجوء سيُجبرون على العودة إلى سوريا. وقالت منظمة (برو آزيل) الألمانية غير الحكومية التي تقدم المساعدة القانونية لطالبي اللجوء إن الحالات ستظل معلقة إلى أن تنشر وزارة الخارجية تقريرا محدثا عن تقييمها الأمني في سوريا، وهو ما قد يستغرق شهورا.
وقال طارق العويس المتحدث باسم المنظمة لرويترز إن القرار قد يواجه تحديات قانونية لأنه يتعين على السلطات في أوروبا اتخاذ قرار بشأن طلبات اللجوء خلال ثلاثة إلى ستة أشهر من تقديمها.
لكن تصريح إقامة أسرة الموسى في اليونان على وشك الانتهاء، لذلك يشعر بالقلق.
وكان الطبيب البيطري السوري حسن الصغير يحضر درسا لتعلم اللغة الألمانية في مدينة إرفورت الاثنين الماضي، حين سمع أن طلب اللجوء الذي تقدم به إلى ألمانيا قد عُلق بعد أن كان يأمل الانتهاء منه بحلول نهاية العام.
وقال لرويترز عبر الهاتف "تحطيم نفسي أكيد... بعد ما خلاص حطيت في بالك أن تأسس حياتك هون حياة جديدة وتدرس وتتعلم وتندمج هون وتبلش، أكيد بترجع للبلد اللي ما فيها مقومات حياة، ما في شيء".
وقال الصغير (32 عاما) إنه فر من مدينة الرقة في 2018 خوفا من تجنيده في الجيش أو إحدى الجماعات المسلحة. وقضى بعض الوقت في لبنان والعراق وتركيا قبل أن يأتي إلى ألمانيا في 2023.
وأضاف الصغير عن أخبار سقوط الأسد قائلا "الأكيد فرحة كبيرة لكل السوريين الشيء هذا، بس الواحد هلأ جينا دفعنا مصاري (فلوس) وأديينا (استدان المال) يمين ويسار (من كل مكان) وكل ما تروح على مكان بدك تبلش حاجة جديدة ترجع أنك تبلش من الصفر، تقلع (ترحل لمكان آخر) وترجع تبلش من الصفر... فالأمور صعبة وحتى الواحد أما يفكر بالرجعة، الواحد هلأ الرجعة صعبة في سوريا، ما في شيء، ما في شيء تشتغله ما، في شيء تسويه".
أما اللاجئ السوري ظافر نحاس، فتقدم بطلب للحصول على درجة الدكتوراة في برنامج بريطاني قبل يومين فقط من سقوط نظام الأسد.
وقال نحاس، الذي جاء من حلب ويبلغ من العمر 34 عاما، إنه كان مطلوبا في سوريا بعد مشاركته في احتجاج مناهض للحكومة. وأضاف أن جده سُجن لمدة 13 عاما وتعرض العديد من أصدقائه للاعتقال والتعذيب.
وحصل نحاس على حق اللجوء في بريطانيا، لكنه يشعر حاليا بالتوتر، لا سيما وأن زوجته حامل.
وقال لرويترز في مكالمة هاتفية إنه قلق من أن تلغي السطات البريطانية بعض القرارات دون تمييز أو مراعاة لظروف شخصية.
وأضاف أن كثيرا من الأفكار والشكوك والمخاوف الأخرى تعصف به في الوقت الحالي.
رويترز
0 تعليق