نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الراعي خلال قداس رتبة الغسل في حاريصا: يسوع ترك لنا قدوة في التواضع والخدمة - عرب فايف, اليوم الخميس 17 أبريل 2025 06:11 مساءً
ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي رتبة الغسل في بازيليك سيدة لبنان – حاريصا، حيث ألقى عظة تناول فيها معاني هذا الاحتفال الروحي.
وأشار الراعي إلى أن الرب يسوع قام بفعل تواضع كبير، إذ قام عن العشاء وراح يغسل أرجل تلاميذه الاثني عشر، ومن بينهم تلميذه يهوذا الإسخريوطي الذي سيسلمه. وبعد أن أنهى غسل الأرجل، قال: "لقد أعطيتكم بهذا قدوة، فكما صنعت لكم تصنعون".
وأضاف أن هذا اليوم يشهد عرض القربان المقدس في جميع الكنائس، إذ كانت العادة زيارة سبع كنائس، إقرارًا بأسرار الكنيسة السبعة: المعمودية، الميرون، الزواج، الإفخارستيا، التوبة، الكهنوت، ومسحة المرضى. ولكل سر نعمته الخاصة، فيما يتمثل المعنى الروحي لهذا التقليد في السهر مع يسوع في ليلة آلامه كما أوصى تلاميذه.
وأوضح أن التلاميذ الاثني عشر يُمثَّلون في هذا الاحتفال من خلال أصحاب المهن المختلفة، قائلاً: "نحييكم أيها الأحبة واحدًا واحدًا ونهنئكم على هذا الامتياز، فافتحوا قلوبكم، فالمسيح يغسل أرجلكم بواسطتنا".
وتابع أن المسيح يقيم هذا الفعل الآن وهنا بواسطتنا، ويقول لكل واحد منكم بنوع خاص، ولنا جميعًا: "لقد تركت لكم قدوة"، وهو روح الخدمة في أداء المهنة بتجرد وأمانة وفرح، بعيدًا عن المصلحة الخاصة، وليكن القديس يوسف خير مثال لكم.
وأشار إلى أن يسوع غسل أرجل تلاميذه متخذًا وجه العبد الذي يغسل أرجل أسياده، وإلى هذه الدرجة من التواضع انحدر ربنا، إذ غسل أرجل يهوذا الذي سيسلمه، وسماه "يا صديقي"، قائلاً له: "لأجل هذا أتيت يا صديقي"، فدعاه يا صديقه لعلّه يرجع تائبًا عن فعلته.
وأضاف أنه بالفعل تاب يهوذا، لكنه لم يضع ثقته في رحمة الله، فَيَئِس وشنق نفسه، على عكس بطرس الرسول الذي أنكر يسوع ثلاث مرات تحت تأثير الخوف، ثم ندم وبكى بكاءً مرًّا، واضعًا ثقته برحمة الله.
وأكد أن رحمة الله أكبر من خطايا الإنسان، إذ يكفي العودة إليه بالتوبة والندامة حتى ينسى جميع خطايانا مهما عظمت، فهو لا يتعب من مغفرة خطايانا، بل نحن الذين نتعب من الاستغفار.
وختم بأن الرب يسوع غسل أرجل تلاميذه، كهنة العهد الجديد، ليؤكد لهم فضيلة التواضع وواجب خدمة مغفرة الخطايا للأشخاص الذين في عهدتهم، داعيًا إلى الصلاة في هذه الليلة المباركة، لأن الله لا يحسب الكمية ولا النوعية ولا الزمن في الغفران.
0 تعليق