أعلن بنك كوريا المركزي، يوم الخميس، عن قراره تثبيت سعر الفائدة الرئيسي عند 2.75%، رغم التباطؤ في النمو الاقتصادي، وذلك في إطار سعيه لدعم العملة المحلية (الوون) في ظل تصاعد الشكوك حول السياسات التجارية الأمريكية، وخاصة الرسوم الجمركية الجديدة.

وجاء القرار في أعقاب سلسلة من التخفيضات بدأت في أكتوبر 2024، كان آخرها في فبراير الماضي، عندما خُفضت الفائدة بمقدار 0.25 نقطة مئوية، ضمن دورة التيسير النقدي التي تُعد الأولى منذ أغسطس 2021.

وأكد البنك من خلال هذه الخطوة حرصه على تحقيق التوازن بين دعم النمو الاقتصادي وحماية الاستقرار المالي، لاسيما مع ازدياد تقلبات أسواق المال وسوق الصرف الأجنبي، بفعل المستجدات السياسية والاقتصادية الدولية، أبرزها الرسوم الجمركية المفروضة من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وكانت العملة الكورية قد تراجعت إلى أدنى مستوى لها منذ 16 عامًا، مسجلة 1,484.1 وون مقابل الدولار الأمريكي، بعد إعلان واشنطن عن فرض رسوم “متبادلة” بنسبة 25% على الواردات من كوريا الجنوبية، بالإضافة إلى رسوم أساسية بنسبة 10% على جميع الواردات الأجنبية. ومع ذلك، أدى إعلان ترامب عن تجميد مؤقت لتطبيق الرسوم لمدة 90 يومًا إلى تحسن تدريجي في سعر صرف الوون، الذي بلغ 1,420 وون مؤخرًا، وهو أعلى مستوى له هذا العام.

ويرى الخبراء أن الفجوة الحالية بين سعر الفائدة في كوريا الجنوبية ونظيرتها الأمريكية، والتي تبلغ 1.75 نقطة مئوية، قد تُعرض العملة الكورية لضغوط إضافية في حال اتسعت أكثر.

ويبدو أن بنك كوريا اختار الحفاظ على سعر الفائدة الحالي كتكتيك مرحلي لمنح صناع القرار فسحة للتحرك في المفاوضات التجارية القادمة مع الولايات المتحدة، حيث ستُعقد محادثات مرتقبة بين وزير المالية الكوري “تشوي سانغ-موك” ونظيره الأمريكي “سكوت بيسنت” خلال الأسبوع المقبل.

وقد افتتح سعر صرف الدولار مقابل الوون جلسة الخميس عند 1,416.0 وون، مرتفعًا بواقع 10.7 وون عن الجلسة السابقة، وفقًا لوكالة “يونهاب” الكورية.