أعلنت شركة الاتصالات الإسبانية تليفونيكا عن بيع وحدتها في بيرو مقابل نحو مليون دولار فقط، بعدما كانت قد اشترتها قبل ثلاثة عقود بأكثر من ملياري دولار.
الجهة المشترية هي شركة إنتيغرا تيك إنترناشيونال Integra Tec International الأرجنتينية التي وافقت ليس فقط على شراء الحصة الرئيسية البالغة 99.3 في المئة من «تليفونيكا بيرو»، بل أيضاً على تحمّل ديون تتجاوز 1.24 مليار يورو لصالح السلطات الضريبية البيروفية وحملة السندات.

وعلى الرغم من أن «تليفونيكا بيرو» كانت تُعد الأكبر في سوق الاتصالات المحلي، فإن الشركة دخلت دوامة من الأزمات بسبب خلافات ضريبية وقرارات إدارية وصفتها بأنها وضعتها في «وضع تنافسي غير عادل»، ما أدّى في النهاية إلى انهيار نموذجها التشغيلي.تجدر الإشارة إلى أن تليفونيكا كانت قد دخلت السوق البيروفية عام 1994 عبر الاستحواذ على الشركة الحكومية السابقة للاتصالات، في إطار موجة خصخصة شهدتها أميركا اللاتينية آنذاك، لكن السوق تغيّرت، والشركة الإسبانية وجدت نفسها أمام واقع جديد لا يمكن معه الاستمرار.اللافت في الصفقة أن المشتري لم يكتفِ بالحصة الكبرى، بل التزم أيضاً بشراء النسبة المتبقية البالغة 0.7 في المئة من مساهمي الأقلية في «تليفونيكا بيرو»، ما يعني انتقالاً كاملاً للملكية وسط ظروف مالية حرجة.بيع وحدة اتصالات بحجم «تليفونيكا بيرو» مقابل مليون دولار فقط يعكس حقيقة أعمق تتجاوز سعر البيع، تتمثل في خروج اضطراري من سوق أصبحت عبئاً مالياً وتنظيمياً على الشركة الأم. كما تثير الصفقة تساؤلات حول قدرة الشركات الأوروبية على مواصلة العمل في بيئات اقتصادية وقانونية غير مستقرة، خاصة في الأسواق الناشئة التي تشهد تغيرات ضريبية وتنظيمية مستمرة.قد تمثّل الصفقة فرصة للمستثمر الأرجنتيني، لكنها تنطوي أيضاً على مخاطرة كبرى بالنظر إلى حجم الديون وتعقيد العلاقة مع السلطات المحلية.(رويترز)