نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
شبح الجفاف يهدد لبنان: أزمة زراعية وأمن غذائي في خطر - عرب فايف, اليوم الأربعاء 19 مارس 2025 06:27 مساءً
يواجه لبنان أزمة مائية غير مسبوقة تهدد قطاعه الزراعي بشكل مباشر، إذ تشير التقارير الرسمية إلى انخفاض معدلات الأمطار بنسبة 50% عن المعدل الطبيعي، مما يضع البلاد أمام تحديات خطيرة تتعلق بالأمن الغذائي واستدامة الموارد المائية. ومع استمرار التغيرات المناخية وغياب سياسات مائية فعالة، يتصاعد القلق حول قدرة لبنان على تجاوز هذه الأزمة دون خسائر فادحة.
تشكل المياه عصب الحياة الزراعية، وفي ظل هذا النقص الحاد، يعاني المزارعون من تراجع منسوب المياه في البرك والآبار الجوفية، مما يجبر البعض على اللجوء إلى مصادر غير آمنة مثل مياه الصرف الصحي لري محاصيلهم، في خطوة قد تؤدي إلى كارثة صحية وغذائية على مستوى البلاد.
قطاع الزراعة في مهب الريح: خسائر متوقعة وتحديات متزايدة
لطالما شكلت الزراعة إحدى الركائز الاقتصادية في لبنان، حيث يعتمد عدد كبير من السكان على هذا القطاع كمصدر رئيسي للرزق. لكن الجفاف الحالي يهدد هذه المنظومة بالكامل، إذ تواجه المحاصيل الزراعية نقصًا حادًا في الري، مما يؤدي إلى تراجع الإنتاج وارتفاع أسعار المنتجات الزراعية.
وفي حديثه لموقع سكاي نيوز عربية، أوضح أستاذ الموارد المائية وهندسة الري في الجامعة اللبنانية داوود رعد أن الزراعة تستهلك ما بين 65% و70% من إجمالي الموارد المائية المتاحة، مما يزيد من تعقيد الأزمة ويجعلها أكثر خطورة على المدى الطويل. وأكد أن استمرار هذا النقص في المياه دون حلول جذرية سيؤدي إلى انهيار منظومة الري التقليدية، مما يهدد بفقدان مساحات زراعية شاسعة وتحويل الأراضي الخصبة إلى أراضٍ قاحلة.
وزارة الزراعة تتحرك.. لكن هل يكفي ذلك؟
مع تصاعد التحذيرات من تفاقم أزمة الجفاف، أعلنت وزارة الزراعة اللبنانية عن إجراءات احترازية تهدف إلى الحد من تداعيات شح المياه، حيث أكد وزير الزراعة نزار هاني أن الوزارة أصدرت توجيهات صارمة للمزارعين تتضمن ضرورة ترشيد استهلاك المياه واعتماد تقنيات حديثة للري للحفاظ على الموارد المتاحة.
وشملت هذه التوصيات حثّ المزارعين على استخدام تقنيات الري بالتنقيط لتقليل الهدر، وتجنب حراثة التربة العميقة للحفاظ على الرطوبة، بالإضافة إلى استخدام الأغطية البلاستيكية للحد من التبخر. كما شددت الوزارة على عدم استخدام المياه الملوثة للري، وضرورة إصلاح أي تسربات في شبكات الري الزراعية والمنزلية لضمان الحد من الفاقد المائي.
لكن رغم هذه الجهود، يرى الخبراء أن هذه الحلول قد لا تكون كافية ما لم تترافق مع استراتيجية وطنية شاملة لإدارة الموارد المائية، تشمل إصلاح البنية التحتية، وتحسين شبكات المياه، وتشجيع الابتكار في تقنيات الزراعة الحديثة، فضلاً عن زيادة التوعية حول أهمية الحفاظ على المياه.
الجفاف ليس أزمة موسمية.. بل تهديد طويل الأمد
على الرغم من التوقعات بهطول بعض الأمطار خلال الأسابيع المقبلة، إلا أن الخبراء يؤكدون أن الجفاف في لبنان ليس مجرد أزمة موسمية، بل هو تحدٍ طويل الأمد يتطلب استراتيجيات مستدامة لتأمين المياه للأجيال القادمة. ويشير الخبير البيئي والكيميائي جلال حلواني إلى أن استمرار انخفاض معدلات الأمطار لعدة سنوات متتالية قد يؤدي إلى جفاف خطير يهدد ليس فقط الزراعة، بل كافة القطاعات الاقتصادية والصحية في البلاد.
وأوضح حلواني أن تغير المناخ يؤثر بشكل مباشر على مصادر المياه الجوفية، مما يجعل الحاجة إلى تبني سياسات مائية فعالة أمرًا ضروريًا لتجنب كارثة محققة. وأشار إلى أن لبنان بحاجة ماسة إلى خطط استراتيجية تشمل بناء سدود جديدة، وإعادة تأهيل شبكات المياه، وتفعيل مشاريع تحلية المياه، وتشجيع تقنيات الري الذكي التي تعتمد على الحد الأدنى من استهلاك المياه.
0 تعليق