أفادت بذلك الخدمة الصحفية لمعهد موسكو للفيزياء التقنية.

وقال العلماء إن النفاثات الفضائية عبارة عن تدفقات قوية من البلازما تطير داخلها الجزيئات بسرعات قريبة من سرعة الضوء. وهي تتشكل نتيجة لعمليات معقدة تحدث في أقراص الغاز "التراكمية" حول الثقوب السوداء والنجوم النيوترونية.

وفي أثناء تكوين القرص يتم إطلاق الطاقة القادرة على قذف المادة والإشعاعات إلى الفضاء. ويؤدي التفاعل بين المادة الدوارة والمجالات المغناطيسية إلى خلق قوة توجه بعض المواد بعيدا عن مركز القرص، مما يشكل نفاثة فضائية.

وقدم علماء المعهد نتائج دراسة قاموا فيها بمحاكاة النفاثات الفضائية باستخدام البروتونات ومجمع ليزر. وقد أتاح البحث الذي تم تنفيذه بالتعاون مع شركة "سني ماش" الروسية، فرصة للحصول على حزمة من البروتونات بزاوية تباعد صغيرة جدا. كما يجعل البحث من الممكن تطوير نموذج نظري يشرح نتائج التجارب.

وقد وجد العلماء أن عدم استقرار البلازما في السيكلوترون يلعب دورا رئيسيا في تكوين شعاع البروتونات. وتؤدي هذه العملية إلى ظهور تيارات قوية من شأنها تعزيز المجال المغناطيسي على طول محور الشعاع، مما يؤدي إلى حدوث ردود فعل إيجابية. ونتيجة لذلك، يلتوي الشعاع ويضيق، ما يسبب تسريع الجسيمات في اتجاه واحد وتقسيم تدفق البلازما إلى تكوينات منفصلة.

وقال فلاديمير كرينوف، الأستاذ في قسم الفيزياء النظرية في معهد الفيزياء التقنية: "لقد تمكنا من الإثبات نظريا وتجريبيا أن تطور عدم استقرار البلازما في السيكلوترون مع توليد الإشعاعات الناتجة عنه يلعب دورا رئيسيا في عدد من العمليات الجارية في البلازما ذات المجال المغناطيسي".

وقد نُشرت نتائج البحث في المجلة الفلكية التابعة لأكاديمية العلوم الروسية. وحسب العلماء، فإن فهم العمليات التي تحدث في النفاثات الفضائية يمكن أن يؤدي إلى اكتشافات جديدة في مجال الفيزياء الفلكية ويساعد في تطوير التقنيات القائمة على التحكم في البلازما. ويمكن أن تستخدم هذه التقنيات في مجالات الطاقة والطب وفي العلاج الإشعاعي وحتى في الرحلات الفضائية.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل