صلاة الاستسقاء بين الأرصاد والنمط المملّ - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة
جو 24 :

 

هذا حدث يتكرّر في كلّ سنة، فحين يتأخّر المطر لا نجدّ من يدعو إلى صلاة استسقاء، ولكنّ ومع ظهور توقّع أرصادي مؤكّد بمجيئه نحونا، تتداعى الدعوات نحو صلاة استسقاء!

سألتني إبنتي قبل أيام: لماذا لا يدعون إلى صلاة استسقاء، وقد دخلنا الكوانين دون مطر، إلاّ قليلاً؟ أجبتها: ستعرفين الاجابة مع متابعة "طقس العرب" و"الأرصاد الجوية"، وحين تتأكدين من هطول ماء السماء في يوم ما، ستكون هناك صلاة!

وهذا ما حصل فعلاً، ومع أنني لستُ عالماً في الأرصاد، ولا أدّعي لا سمح الله علمي بخير الغيوم، ولكنّني بتّ أعرف هذا النمط السمج في الدعوة لصلاة الاستسقاء!

الأصل في هذه الصلاة المحمّدية المؤكدة أن يكون المصلّون يدعون ربّهم لشحن الغيم بالماء، سدّاً لرمق الظمأ، وسقياً للزرع، وشحناً للأرواح العطشى لرؤية ماء السماء، لأنّهم انتظروه مطّولاً، ولا يعرفون متى سيأتي، ولهذا يلهجون بالدعاء لخير الله سبحانه.

لا نحبّ أن يزعل المشايخ منّا، وليس في واردنا أن نشكّك في نواياهم الطيّبة، ولكنّنا ننبّه إلى أن مثل هذا يسحب البساط عن المصداقية، ويبعثر جدوى الدعوات لله سبحانه وتعالى، وهذا غير مباح، ولا نقول: حرام، لا سمح الله.

تقول الأرصاد الرسمية وطقس العرب أن المطر لن يأتينا قبل ستة أيام على الأقل، فهل لنا أن ندعو إلى صلاة استسقاء قبل ذلك، وإذا كانت الدعوة إلى الصلاة قبل يوم من التوقّع العلمي، فهل يكون ذلك سوى تلاعب في عقول الناس التي باتت تعرف كلّ شيئ؟ واعذرونا، وللحديث بقية!


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق