نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
وضع حزب الله وشبح الحرب الداخليّة في لبنان؟! - عرب فايف, اليوم الثلاثاء 1 أبريل 2025 06:44 صباحاً
ما ان تم التوصل الى اتفاق لوقف الاعمال العدائية بعد الحرب الاسرائيلية الاخيرة على لبنان، حتى بدأ الحديث عن امكان عودة الحرب بين اللبنانيين، وذلك على خلفية الضربة الكبيرة والقاسية التي تلقاها حزب الله وخصوصاً بعد استشهاد امينه العام السابق السيد حسن نصر الله. فقد برزت اقوال وافكار كثيرة منها ما ينادي بوجوب "القضاء" على الحزب وافقاده اي قدرة على المبادرة عسكرياً كانت ام سياسية، ومنها ما يعتبر ان هذا الوضع تحديداً الذي يجد الحزب نفسه فيه، سيكون مصدر المشكلة والسبب الاساسي في ان يلعب كل اوراقه على قاعدة "عليّ وعلى اعدائي".
في الواقع، يجب التروي قليلاً ومحاولة النظر الى الواقع اللبناني الحالي بموضوعية. بداية، لا يمكن استبعاد شيء في لبنان، وبعد الذي شهده هذا البلد في الفترة الاخيرة، لم يعد هناك من مستحيل او غير وارد، وعليه، كل الامور مفتوحة. الا ان بعض الاحداث تحمل معها تجارب من الصعب تغييرها، وبالتحديد الضوء الاخضر الدولي. فالحديث عن حرب داخليّة، يعني حكماً وجود موافقة دولية مسبقة على هذا الامر، والا من الذي سيتولى التغطية الدبلوماسيّة والسياسيّة، والتمويل، والدعم العملي والمعنوي، ويحدد مقومات تأمين الحد الادنى لمناصري هذا الحزب/التيار او ذاك، والاهم الاهم من الذي سيتولى ايصال الاسلحة للصمود؟
كل المؤشرات تفيد انّ الدول الخارجية غير مهتمة بتاتاً باندلاع حرب في لبنان، ولو ان نتائجها قد تصب في مصلحة هذه الدول على المدى المتوسط، الا انّ المخاطرة ستكون كبيرة جداً، وقد تأخذ الامور منحى يعاكس مصالح هذه الدول، وتنقلب عندها الامور رأساً على عقب. واذا نظرنا تحديداً الى ما ترغب فيه الولايات المتحدة الاميركية التي استعادت، شئنا ام ابينا، احادية القرار العالمي مع الادارة الاميركية الحالية، نجد ان الحرب الداخليّة في لبنان ستؤذي مصالحها في هذا البلد والمنطقة ككل، وما يمكنها اخذه من دون لغة السلاح، سيكون اصعب واطول مما ستحصل عليه بقوة المدافع والصواريخ. صحيح ان ضم اسرائيل لاراضٍ لبنانية سيكون اسهل في ظل الحرب الداخليّة، وسيكون وضعها الامني في اوج استقراره، الا ان مسار التطبيع يسير على الدرب الصحيح، ولم يعد من المستحيل الوصول اليه في ظل سياسة العصا والجزرة التي اثبتت انها حققت نجاحاً اكثر من مقبول.
في المقابل، يعترف الجميع، اصدقاء واعداء للحزب، انه من غير الممكن القضاء على وجوده كلياً طالما ان الطائفة الشيعيّة لا تزال موجودة في لبنان، ومن السخيف سماع بعض الاصوات التي تنادي بطرد الطائفة الشيعية اذا ما استمرت على تأييدها للحزب وحركة "امل"، فهذا قد يكون من الامور النادرة التي تكسر المفهوم الذي انطلقت منها آنفاً حول عدم استبعاد اي شيء في لبنان. واذا كان القضاء على القدرة العسكرية لحزب الله امر قابل للتنفيذ بعد التطورات الاخيرة، فإنّ القضاء على دوره السياسي موضوع مختلف، في ظلّ التأييد الشيعي العارم له، وهو بالتالي سيعوّض ما خسره عسكرياً، بالناحية السياسية ليبقى على الطاولة اللبنانية، وحاضراً كغيره من الاطراف كندٍّ لهم وليس كلاعب ضعيف على الساحة.
اضافة الى كل ذلك، لا بد من الاشارة الى ان الاوضاع العالميّة لا تدوم، ومن يملك السلطة المطلقة اليوم، سيجد نفسه بعد سنوات، اكانت قريبة ام بعيدة، مجرد لاعب عادي على الساحة، وستؤول السلطة لغيره وتتغير الظروف. وللموضوعيّة ايضاً، هذا لا يعني الجزم بأن حزب الله سيعود الى ما كان عليه من قوة عسكريّة في المنطقة، وبالتالي على الطرفين الواقفين على الحدّين الفاصلين للحزب ان يتعاملا مع الامور بموضوعيّة وعقلانيّة، كي لا يصابا بصدمات وخيبات...
0 تعليق