مع الشروق : بداية تفكّك المنظومة الغربية - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق : بداية تفكّك المنظومة الغربية - عرب فايف, اليوم الثلاثاء 25 فبراير 2025 12:13 صباحاً

مع الشروق : بداية تفكّك المنظومة الغربية

نشر في الشروق يوم 24 - 02 - 2025

2345129
"عواصف" سياسية واقتصادية وأمنية عاتية بدأت تعصف بالمنظومة الغربية، التي يبدو أنّها دخلت مرحلة حرجة بسبب التغييرات الداخلية والخارجية التي شهدها العالم في السنوات القليلة الماضية.
لعلّ أبرزها عاصفة سياسية ضربت الوحدة الغربية خاصّة منها الامريكية الاوروبية، هي عودة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب الى البيت الأبيض، الذي لم يتأخّر في تسديد الطعنات يمنة ويسرة دون تفريق بين عدوّ وصديق.
والأكثر غرابة أنّ ترامب بدأ بحلفاء واشنطن قبل أعدائها ومنافسيها، ونقصد هنا كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي الذين أصبحوا محلّ ابتزاز من الرئيس الأمريكي الطامح الى فرض الاتاوة والخضوع على الجميع.
في هذا المضمار، يرى زعيم حزب الإصلاح البريطاني، نايجل فاراج، أن القارة الأوروبية مقبلة على "ثورة سياسية" شبيهة بما شهدته الولايات المتحدة مع إعادة انتخاب دونالد ترامب – وفقًا لتصوره.
والنتائج الواقعية بدأت تظهر، حيث أطاحت الانتخابات بالمستشار الألماني اولا شولتز من منصبه، والذي وصف الخسارة بأنها "مريرة بالنسبة للديمقراطيين الاجتماعيين"، ليحلّ محلّه رئيس حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" فريدريش ميرتس.
التحدّيات السياسية ستكون بالجملة امام الاوروبيين مع هذه النزعة الامريكية في التدخّل في سيادات الدول الاوروبية، حيث يشنّ حليف ترامب القوي ايلون ماسك حملة قويّة من أجل تغيير كبير في القارة العجوز.
هذه الهزّات السياسية داخل القارة الأوروبية ستتواصل مستقبلا مع كل استحقاق انتخابي، حيث ان فرنسا مثلا تعيش في ظلّ واقع سياسي معقّد تعطّلت فيه الامور كثيرا وتراجعت فيه فرنسا على الساحة الدولية.
اضافة الى الجانب السياسي، يبرز الجانب الأمني هو الآخر كمعضلة كبيرة في المنظومة الغربية، حيث يعيش حلف شمال الأطلسي على واقع ضبابية كبيرة في الحفاظ على تماسكه ووحدته والحماية العسكرية الامريكية لأوروبا.
هذا الأمر برز جليا في إزاحة الرئيس الامريكي دونالد ترامب لحلفائه الأوروبيين من المشاركة في حلّ الازمة الأوكرانية و اكتفائه بالجلوس مع روسيا فقط وابتزاز أوكرانيا بمئات المليارات من الدولارات.
كل هذه الامور جعلت المنظومة الامنية الغربية في حالة فوضى، قد تؤول الى الانفصام عن الحماية الامريكية وتعويل الأوروبيين على أنفسهم، وهو ما اصبح ينادي به الكثير من المسؤولين الاوروبيين الكبار.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز قال صراحة إن "الاعتماد على الولايات المتحدة لم يعد مستدامًا"، وهي رسالة مفادها أن وقت "الجيش الأوروبي" قد حان.
واضافة الى الجانب السياسي والأمني، فإن الجانب الاقتصادي أصبح هو الآخر نقطة محورية في تفكّك المنظومة الغربية الاقتصادية، حيث لم يتوان الرئيس الامريكي في شن حرب تجارية على الأوروبيين.
هذا الامر دفع فرنسا لحشد أوروبا ضد تهديدات ترامب التجارية، وهو ما يعني أن الصراع مع الادارة الامريكية الجديدة يسير على ثلاث جبهات سياسية وأمنية واقتصادية، مما قد يعجّل بالانفصال وبالتالي الفوضى.
بدرالدّين السّيّاري

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق