نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إيديولوجيات هجينة - عرب فايف, اليوم الخميس 20 فبراير 2025 01:00 صباحاً
مقال مرسل من تغريد
بواسطة تغريد:
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الناس واستغلالها في تشكيل القرارات
في عصرنا الحالي، أصبح التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. لا يقتصر دور هذه المنصات على تيسير الاتصال بين الأفراد فحسب، بل أصبح لها تأثير كبير في صناعة الرأي العام. ومع الانتشار الواسع للمعلومات عبر الإنترنت، بدأنا نلاحظ أن الناس أصبحوا يتقبلون المعلومات دون تدقيق أو تحليل عميق. هذا التقبل الأعمى للمحتوى المعروض على منصات مثل فيسبوك، تويتر، وإنستغرام يؤدي إلى غزو العقول بتوجهات وأفكار غالباً ما تكون مشوَّهة أو مغلوطة.
استغل أصحاب المصالح الخاصة هذه الظاهرة لإنشاء إيديولوجيات هجينة تهدف إلى توجيه الجماهير نحو مصالحهم الخاصة. بدلاً من تقديم الحقائق المُجرَّدة، أصبحنا نشهد محاولات لتشكيل الرأي العام من خلال استخدام أساليب تشويشية تُديرها شركات إعلامية أو جهات سياسية. لا يتم فقط نشر المعلومات المغلوطة، بل يتم أيضاً استخدام التأثير العاطفي والتلاعب النفسي لإقناع الناس بأن هذه الأفكار هي الحقيقة الوحيدة. هذا يشمل إعلانات مدفوعة، أخبار مُزيفة، وأحياناً حملات مُنسقة من قِبل أطراف مُحدّدة.
في هذا السياق، يستغل بعض الأطراف هذه الظاهرة لتحريك الجماهير نحو قرارات معينة تتماشى مع أجنداتهم. سواء كانت أجندات سياسية، اقتصادية أو اجتماعية، فإن تحريك الناس عن بُعد أصبح أكثر سهولة. إدمان الأخبار والتحديثات السريعة جعل الناس في حالة من الاستجابة التلقائية لكل ما يُعرض عليهم، مما يؤدي إلى التأثير على قراراتهم بشكل تدريجي ولكن قوي. يُظهر هذا كيف يمكن لعدد قليل من اللاعبين الرئيسيين أن يتحكموا في مسار الأحداث من خلال التأثير على ما يراه الناس ويقرؤونه.
إنَّ غياب الوعي النقدي في التعامل مع الأخبار والمحتوى على الإنترنت يؤدي إلى تأثير سلبي طويل المدى على المجتمعات. فبدلاً من أن يكون لدى الأفراد القدرة على اتخاذ قرارات مدروسة ومبنية على مُعطيات حقيقية، أصبحنا نشهد تسارعاً في تبني الآراء المُضللة، مما يزيد من الانقسامات ويُؤثر على الاستقرار الاجتماعي. لهذا السبب، يجب أن يكون هناك دعوة قوية لتعزيز الوعي الإعلامي وتحفيز الناس على التفكير النقدي بدلاً من الانصياع الأعمى لما يُعرض عليهم.
باختصار، تُعَدُّ وسائل التواصل الاجتماعي سلاحاً ذو حدَّين. بينما يمكنها أن تكون وسيلة فعالة للتواصل وتبادل المعرفة، فإنها في الوقت نفسه قد تتحول إلى أداة قوية في يد من يسعى للتلاعب بعقول الناس. ومن خلال استغلال ضعف الوعي والتقبل الأعمى، يمكن للأطراف التي تتحكم في وسائل الإعلام أن توجه القرارات الكبرى للأفراد والمجتمعات بشكل يخدم مصالحها الخاصة.
شارك الخبر:
0 تعليق