في زيارة هي الأولى من نوعها منذ توليه منصب الرئاسة، زار الرئيس السوري أحمد الشرع، الأحد، محافظتي اللاذقية وطرطوس على الساحل السوري، وسط استقبال جماهيري حافل، وذلك بعد زيارته لمحافظة حلب في وقت سابق.

وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن الرئيس الشرع وصل إلى مدينة اللاذقية، حيث استُقبل بحفاوة كبيرة من قبل الأهالي، في مشهد يعكس تطلعات السوريين نحو مرحلة جديدة من الاستقرار وإعادة الإعمار. وأكد التلفزيون السوري، عبر تطبيق تلغرام، أن "مدينة اللاذقية، بتاريخها العريق، تفتح أبوابها اليوم لقيادة جديدة تسعى لتعزيز الوحدة الوطنية ودفع عجلة التنمية".

إلى جانب اللاذقية، زار الشرع أيضًا محافظة طرطوس، حيث التقى بعدد من المسؤولين والأعيان، في خطوة تعكس اهتمامه بكافة المحافظات السورية والعمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

وفي سياق متصل، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن الشرع التقى وجهاء محافظة حلب، بما في ذلك مناطق عفرين وريفها، حيث ناقش معهم سبل النهوض بالمحافظة وتعزيز جهود التنمية وإعادة الإعمار.

وتأتي هذه الزيارات المتتالية عقب لقاء الرئيس السوري مع وجهاء وأعيان محافظة إدلب يوم السبت، حيث قام بجولة ميدانية شملت مخيمات النازحين، وأجرى حوارات مفتوحة مع الأهالي، ما اعتُبر مؤشرًا على توجه القيادة الجديدة نحو الانخراط المباشر مع المواطنين والاستماع إلى تطلعاتهم.

وتكتسب زيارة الشرع لمحافظة اللاذقية أهمية خاصة، كونها كانت معقل النظام السابق بقيادة الرئيس المخلوع بشار الأسد، ومن قبله والده حافظ الأسد.

ووفق مصادر محلية، فإن الرئيس السوري وصل إلى اللاذقية قادمًا من إدلب عبر طريق حلب-اللاذقية، الذي ظل مغلقًا منذ عام 2013 بسبب الصراع المسلح، حيث فشلت المحاولات الروسية المتكررة في تأمينه خلال السنوات الماضية.

وتشير تحركات الرئيس الجديد إلى استراتيجية تعتمد على إعادة ربط المناطق السورية وتعزيز التواصل بين القيادة والشعب، في ظل مساعٍ لإطلاق مرحلة جديدة من الحكم تعكس مطالب الشارع السوري وتطلعاته نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.