على ساحل عروس البحر الأحمر، ولدت هلا خاشقجي في 11 أكتوبر 1999، ومنذ نعومة أظافرها كانت الرياضة جزءًا لا يتجزأ من يومياتها.
كبرت هلا بين أجواء كروية بحتة فأسرتها اتحادية بالفطرة، وكان عشق المستديرة يحيط بها من كل جانب، في سن التاسعة بدأت رحلتها مع الكرة عندما انضمت إلى نادي البحر الأحمر.
في مدرستها جدة نولدج إنترناشونال سكول كانت كرة القدم رفيقتها الدائمة أيضًا، وتطوَّرت مهاراتها مع الوقت حتى تخرجت وبدأت مرحلة جديدة من حياتها يحيطها شغفها بالرياضة وسعيها إلى تحقيق حلمها الآخر في دراسة الطب.
قد يبدو الجمع بين الطب واحتراف كرة القدم تحديًا صعبًا، لكن هلا لم تره كذلك على العكس كانت الرياضة المتنفس الذي يمنحها القوة والصبر لتجاوز ضغوط الدراسة والاختبارات حين كانت تشعر بالإرهاق كانت تذهب إلى الملعب حيث تتحول الطاقة السلبية إلى حماس وانتصارات تحفزها على الاستمرار، لم يكن هذا المسار سهلًا، لكنه علَّمها المثابرة وعدم الاستسلام، فآمنت أن العقبات ليست سوى خطوات تدفعها نحو الأعلى.
في عام 2017 انضمت هلا إلى فريق جدة إيجلز، وهناك بدأت تتلمس طريق الاحتراف بوضوح، معتمدة على مهاراتها المصقولة أعوامًا من الاجتهاد والتدريب المستمر.
عام 2022 شهدت مسيرتها نقلة نوعية حين استحوذ نادي الاتحاد على فريق جدة إيجلز، ما يعني أنها أصبحت رسميًّا لاعبة في صفوف العملاق الجداوي الذي نشأت على حبه ليصبح الحلم حقيقة.
طموحات هلا خاشقجي لم تتوقف عند كونها لاعبة كرة قدم فحسب، بل تسير بخط متوازٍ مع رغبتها في بلوغ أعلى المراتب في مجال الطب بعد تخرجها «جراحة» 2023، في الصباح تمسك بالمشرط وتجري العمليات وفي المساء تطارد أحلامًا أخرى مع سيدات النمور داخل ميادين الساحرة المستديرة.
وسط كل هذا التحدي، تعيش هلا وفق قاعدة أساسية تقوم على الإيمان بالذات والقدرة على تحقيق التفوق دائمًا، أو كما تقول لـ«الرياضية» أن مبدأها في الحياة: «من لا يثق بالله ثم في نفسه، سيظل واقفًا عند أبواب النجاح».
هلا تجيد اللعب في مركز الظهير وتظهر أكثر في الجناح الأيسر ولعبت مع الاتحاد 18 مباراة دورية، سجَّلت خلالها 6 وصنعت هدفًا، وتخطط على كتابة قصة فريدة من نوعها عنوانها «جراحة وبطلة لا تعرف المستحيل».