بعد قرابة عامين ونصف العام من المعاناة في المحاكم والسجون وخسارة كل شيء تقريبا، وجد البرازيلي داني ألفيش، نجم برشلونة السابق، نفسه بريئا بعدما اتهمته شابة بالاغتصاب عام 2022 في ملهى ليلي.
وأبطلت محكمة الاستئناف في برشلونة إدانة ألفيش بالسجن لمدة أربعة أعوام ونصف العام بتهمة الاغتصاب، وفق ما أعلنت، الجمعة.
وبررت المحكمة في بيان صحافي قرارها بأن إدانة الدولي البرازيلي السابق الذي صدر بحقه الحكم في فبراير 2024، بأنها اتسمت بسلسلة من النواقص وعدم الدقة والتناقضات في ما يتعلق بالحقائق والتقييم القانوني وعواقبه.
وبناء على ذلك، قبل قضاة المحكمة الأربعة بالإجماع الاستئناف الذي قدمه فريق دفاع اللاعب السابق وألغوا إدانته، مشيرين إلى عدم كفاية الأدلة لإثبات إدانته حسب البيان الصحافي للمحكمة والذي لا يزال قرارها قابلا للاستئناف أمام المحكمة العليا.
كما رفضت المحكمة الاستئناف المقدم من النيابة العامة التي طالبت برفع عقوبة ألفيش إلى تسعة أعوام سجنا نافذا، وفق المصدر ذاته.
محامية ألفيش: لقد قالت العدالة كلمتها
وقالت أينيس غوارديولا، محامية نجم برشلونة وباريس سان جرمان الفرنسي السابق، الذي أمضى 14 شهرا في السجن قبل أن يتم إطلاق سراحه في مارس 2024 في انتظار قرار الاستئناف، بكفالة قدرها مليون يورو، في تصريح لإذاعة "راك 1": نحن سعداء جدا. إنه بريء، وقد تم إثبات ذلك. لقد قالت العدالة كلمتها.
في المقابل، قالت إيستر غارسيا محامية المدعية: إن موكلتي شعرت كما لو أنها عادت إلى المراحيض التي وقعت فيها الأحداث.
وأضافت المحامية: قانونيا، يتعين علينا استئناف هذا القرار، لكننا سنأخذ في الاعتبار أيضا الحالة النفسية لموكلتنا. لقد كانت سنتان من الجحيم بالنسبة لها.
وحُكم على ألفيش في 22 فبراير 2024 بالسجن لمدة أربعة أعوام ونصف العام، وأُمر بدفع 150 ألف يورو لضحيته، وفرضت المحكمة عليه أيضا خمسة أعوام من الإفراج المشروط عند إطلاق سراحه من السجن، ومنع الاقتراب من ضحيته لمدة تسعة أعوام ونصف العام.
ومع إلغاء إدانته، تم التخلي عن كل هذه التدابير الاحترازية، وفق ما أفادت محكمة الاستئناف في برشلونة.
وخرج ألفيش، البالغ من العمر 41 عاما، من السجن في مارس 2024 بعد دفعه كفالة مالية قدرها مليون يورو، وذلك بانتظار الاستئناف، واحتاج النجم السابق لأندية برشلونة الاسباني ويوفنتوس الايطالي وباريس سان جرمان الفرنسي إلى خمسة أيام لجمع مبلغ الكفالة.
بعد خروجه من السجن.. لجأ ألفيش إلى تطبيق لممارسة شغفه
ولجأ بعدها الظهير الأيمن إلى استخدام تطبيقاً شائعاً عبر الهاتف لتنظيم المباريات، إذ يساعد التطبيق المستخدمين في العثور على لاعبين محليين وإعداد مباريات غير رسمية، وذلك حتى يتمكن من العودة إلى لعب كرة القدم.
وكان قد حكم على ألفيش، أحد أكثر اللاعبين تتويجا في العالم، بالسجن بتهمة اغتصاب شابة في حمام بملهى ليلي في برشلونة في الساعات الأولى من 31 ديسمبر 2022.
وأدخل ألفيش إلى السجن بعد توقيفه في يناير 2023. وطلب فريقه القانوني مرارا إطلاق سراحه بكفالة، لكن المحكمة رفضت الطلب دائما على أساس أنه قد يهرب، لاسيما أن البرازيل لا تقوم بتسليم مواطنيها عندما يُحكم عليهم في بلدان أخرى.
وقالت الضحية خلال الإدلاء بشهادتها إن ألفيش أجبرها بعنف على ممارسة الجنس في حمام خاص بالملهى الليلي على الرغم من توسلها إليه للسماح لها بالرحيل، مما تسبب لها في الألم والرعب.
تمثال داني ألفيش في مسقط رأسه غلف بأكياس القمامة بعد اتهامه بالاغتصاب
ونفى ألفيش الذي ينحدر من عائلة فقيرة في غوازيرو بولاية باهيا البرازيلية، في البداية معرفته بالمرأة في مقابلة تلفزيونية قبل أن يقر لاحقا بممارسة الجنس معها قائلا إنه تم بالتراضي. وقال لصحيفة "لا فانغارديا" في يونيو 2023 إنه اضطر للكذب خشية أن تتركه زوجته.
ويعتبر ألفيش أحد أعظم المدافعين في العالم، حيث فاز بـ42 لقبا خلال مسيرته الناجحة، في حين كانت ذروة مسيرته بقميص برشلونة بين عامي 2008 و2016 عندما فاز بـ23 لقبا.
تعاقد في يونيو 2022 مع فريق بوماس أونام المكسيكي الذي فضل فسخ عقده معه بعد وقت قصير من اعتقاله.
دافع عن ألوان منتخب البرازيل في 126 مباراة دولية، بعدما استهل مسيرته معه في أكتوبر 2006. توّج مع "سيلسياو" بلقب كوبا أميركا مرتين وبالذهب الأولمبي في طوكيو عام 2021.
في مونديال قطر 2022، أصبح في سن الـ 39 عاما و210 أيام أكبر لاعب برازيلي يشارك في نهائيات كأس العالم.
0 تعليق