دبي: حمدي سعد
كشف استبيان أجرته شركة «آي بي إم»، أن 65% من مسؤولي تكنولوجيا المعلومات في الإمارات سرعوا تبني الذكاء الاصطناعي على مدى العامين الماضيين، ما أعاد تشكيل العمليات التجارية، وعزز القدرة التنافسية في السوق.
ومع ذلك، يظل التركيز بشكل كبير على الخبرات التقنية؛ إذ تتصدّر المهارات الصعبة الأولوية بالنسبة لمسؤولي التكنولوجيا، مع ذكر الخبرات المرتبطة بالتقنيات الناشئة 27% وتحليل البيانات واستخلاصها 23%، باعتبارها المهارات الأكثر أهمية في تعزيز جاهزية الموظفين لاستشراف مستقبل قائم على التكنولوجيا. وفي حين أن هذه المهارات مهمة في بعض الأدوار، إلا أنها ليست حاسمة للقوى العاملة بأكملها عند تبني الذكاء الاصطناعي.
فجوة المهارات
قال آلان جاكوبسون، كبير مسؤولي البيانات والتحليلات في شركة «ألتيريكس» لـ«الخليج»: «على الرغم من التحويل الكبير الذي يتركه الذكاء الاصطناعي على مختلف القطاعات، ورغم مواصلة الشركات والمؤسسات في استكشاف إمكاناته، إلا أنه لا تزال هناك فجوة بين تبني الذكاء الاصطناعي وفهم المهارات اللازمة لإطلاق العنان لإمكانات التقنيات بالكامل».
وأكد أن شركات الإمارات تتبنى بشكل متزايد نهجاً متوازناً يجمع بين البراعة التقنية والمهارات الناعمة؛ مثل التعاطف والتعاون والقيادة؛ باعتباره نهجاً ضرورياً لتسخير الذكاء الاصطناعي بفاعلية داخل المؤسسات.
وأضاف: أظهرت دراسة أجرتها «مايكروسوفت» أن الشركات في الإمارات تستفيد أكثر من الذكاء الاصطناعي عندما تتكامل التقنيات مع مبادرات شاملة للارتقاء بالمهارات، مع إعطاء الأولوية نفسها للمهارات الناعمة.
وإضافة إلى تعزيز دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف العمليات، يسهم هذا النهج في دعم منظومة قوى عاملة قادرة على التكيف والابتكار في بيئة متقدمة تكنولوجياً.
المهارات الناعمة
وقال جاكوبسون: «يؤدي عدم إدراك مدى أهمية المهارات الناعمة لتوسيع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي بنجاح، إلى حصر فوائد الأتمتة والرؤى المدعومة بالبيانات واستخداماتها على أصحاب الخبرات التقنية. كل هذا على الرغم من إدراك قادة الأعمال بطموحات الفرق غير التقنية باستخدام الذكاء الاصطناعي؛ حيث أفاد 39% بأنّ أقسام التسويق والاتصالات لديهم أعربت عن رغبتها في تسخير الذكاء الاصطناعي على المدى القصير والطويل». وأشار إلى أن التساهل بقيمة المهارات الناعمة يؤدي إلى سوء استخدام الذكاء الاصطناعي؛ حيث أعرب 73% من قادة الأعمال عن مخاوفهم بشأن دقة الإجابات التي يقدّمها الذكاء الاصطناعي في مؤسساتهم، ما يفاقم من الحاجة إلى وجود مهنيين يتمتعون بتفكير نقدي ضمن منظومة القوى العاملة قادرين على تقييم وتدقيق مخرجات الذكاء الاصطناعي.
الوعي بالبيانات
وحتى يتمكن جميع الموظفين من المشاركة في الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات، يجب بذل المزيد من الجهود لضمان توفر المهارات الأساسية الصحيحة. لا يعني هذا أن يكون كل موظف عالم بيانات لتتمكن المؤسسات من جني فوائد التقنيات، بل يعني الاستثمار المستمر في القوى العاملة لتعزيز ثقافة البيانات والتحليلات، كما يجب أن تكون هناك فرص مستمرة للارتقاء بمهارات وتدريب الموظفين الحاليين.
وتعدّ المعرفة بالبيانات أمراً ضرورياً لتبني الذكاء الاصطناعي بنجاح، ومن الأهمية بمكان أن ننظر إلى المهارات الناعمة على أنها جزء لا يتجزأ من ذلك. شعور الموظفين بالحرية لإطلاق العنان لإبداعهم يمكّنهم من تحديد طرق أكثر ابتكاراً لاستخدام البيانات.
دور كبير
قال جاكوبسون: «يكتسب مسؤولو الذكاء الاصطناعي في الإمارات أهمية متزايدة، مع التركيز على دمج الذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات، والتي تهدف إلى تعزيز مكانة الدولة وريادتها العالمية من خلال الارتقاء بالمهارات الرقمية للمسؤولين الحكوميين وصناع القرار».
أوضح جاكوبسون، أن 61% من قادة الأعمال يتوقعون ظهور دور كبير لمسؤولي الذكاء الاصطناعي لتلبية هذه الحاجة وتتمثل الأولوية الأكثر إلحاحاً بين قادة الأعمال حالياً في العثور على وتوظيف مهندسي تطبيقات الذكاء الاصطناعي 37%، وهم المسؤولون عن تصميم وتطوير النماذج التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، يليهم علماء أبحاث الذكاء الاصطناعي 33%، الذين يقودون الابتكار، من خلال البحث والتطوير لأنظمة الذكاء الاصطناعي. وبالمقارنة، أعرب 17% فقط عن سعيهم لتوظيف مهندسين مكلفين بالتواصل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي وتوجيهها، ويتوقع أكثر من نصفهم 56%، أن تصبح هذه الأدوار ضرورية في المستقبل. وإضافة إلى هذه الفرص الجديدة، يجب أن تكون أقسام الموارد البشرية على دراية بالمهارات التقنية التي سيتولى الذكاء الاصطناعي مسؤوليتها عنها، وكيف سيؤثر ذلك في الأدوار الوظيفية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق