ترامب يسوّق للأفكار الصهيونية.. متى يستيقظ العرب؟ - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ترامب يسوّق للأفكار الصهيونية.. متى يستيقظ العرب؟ - عرب فايف, اليوم السبت 8 فبراير 2025 10:00 مساءً

ذوالفقار ضاهر

برز مؤخرا كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول رغبته بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة باتجاه مصر والأردن، ما يعيد إلى الذاكرة كيف أن نفس هذا الشخص خلال ولايته الرئاسية السابقة “أعطى” لكيان العدو الإسرائيلي القدس المحتلة وجعلها عاصمة للكيان المؤقت، كما أنه “قدم” الجولان السوري المحتل إلى نفس “الكيان اللقيط”.

والمتابع لـ”كرم” ترامب السابق والحالي يتبين أن ترامب يقدم الهدايا من “كيس غيره”، بدون أن يملك ما يقدمه أو يتبرع به، فلا القدس ولا الجولان ولا غزة هي ملك لترامب أو غيره كي يتصرف بها، وبالتالي ليس من حقه أن يعطيها لأي كان، فكيف إذا كان المتلقي هو كيان محتل غاصب؟ وهذا المحتل يرتكب كل انتهاكاته وجرائمه منذ عشرات السنين بحق الشعب الفلسطيني وبقية شعوب المنطقة، ومع ذلك عجز عن القضاء عليهم أو شطب حقوقهم، فهذه المسائل ثابتة أبد الدهر ولا يمكن أن تسقط بمرور الزمن.

ترامب ونتنباهوولعلّه كان الأسهل لترامب أن يقترح تقديم قطعة أرض أو جزء من ولاية أميركية ليجعلها كيانا للصهاينة ويُريح نفسه والعالم ومنطقتنا من مخططاتهم ومؤامراتهم، بدل أن يكلف نفسه عناء الوعود الوهمية غير القابلة للتطبيق أو التي يحتاج تطبيقها إلى مزيد من الخراب لدول عربية إضافية.

وبهذا السياق، اقترح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على ترامب إرسال المستوطنين الصهاينة إلى “غرينلاند”، وقال: “بدلاً من ترحيل الفلسطينيين، يجب على ترامب أن يرحّل الإسرائيليين، ليأخذهم إلى غرينلاند وبذلك سيحققون هدفين بحجر واحد، وهما حل مشكلة إسرائيل وغرينلاند”.

حول كلام ترامب، قال أمين سر “لقاء مستقلون من أجل لبنان” رافي ماديان في حديث لموقع قناة المنار الإلكتروني إن “تصريحات ترامب أثارت الكثير من ردود الفعل، ليس فقط على المستوى الفلسطيني والعربي، وإنما أيضًا على المستوى الأمريكي، حيث وصفها السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز بأنها دعوة إلى التطهير العرقي، كما أنها ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية”.

اهالي غزة

ولفت إلى أن “دعوة ترامب هي دعوة إلى الترانسفير وإلغاء وجود الشعب الفلسطيني في غزة، وهذه دعوة لاقتراف جريمة ضد الإنسانية وانتهاك حقوق الإنسان والقانون الدولي العام وحق تقرير الشعوب لمصيرها”، واعتبر أن “هذه الدعوة تعكس عقلية نيوإمبريالية وعنصرية تجاه الشعب الفلسطيني”، ورأى أن “هذه الفكرة تنتمي إلى الحركة الصهيونية وليست من بنات أفكار ترامب”.

وأشار ماديان إلى أن “هذه الأفكار التي يطرحها ترامب تضمنتها خطة الجنرالات الأربعة الهادفة لطرد الفلسطينيين من شمال غزة، وتدمير كل شمال القطاع“، وتابع “هناك خطط استعمارية اقتصادية تخص هذه المنطقة، لذلك، يقول ترامب بأنه سيقيم في شمال غزة منطقة سياحية أو ما أطلق عليه هونغ كونغ لأنه قبالة شواطئ شمال غزة حيث يوجد أيضًا الكثير من حقول الغاز والنفط التي يسعى للسيطرة عليها والاستثمار فيها لصالح الشركات الأميركية”، واعتبر أن “هذا يعد استعمارًا مباشرًا أميركيًا لغزة”.

ثروات بحر غزةوأوضح ماديان أن “فكرة تهجير الفلسطينيين تتوافق أيضًا مع مخططات صهيونية لنقل أهل من قطاع غزة وتوزيعهم على عدد من الدول بما في ذلك بعض الدول الأفريقية”، وأضاف “بعض الخطط تقترح أن تقوم المنظمات الدولية التي تمول إعادة الإعمار بتقديم الدعم المالي لتهجير الفلسطينيين وإسكانهم في بلدان أخرى بعيدة عن فلسطين التاريخية”، وأكد أن “كل هذه الأفكار العنصرية هي مقترحات للتطهير العرقي تسوّق لها الحركة الصهيونية واليمين المتطرف في الكيان الإسرائيلي”.

ترامبوذكّر ماديان أن “ترامب سبق أن أعطى الجولان السوري المحتل لإسرائيل، وهو يقوم اليوم بنفس الخطوات، حيث يهب أجزاء من الضفة أو غزة للكيان الإسرائيلي”، وأضاف “هنا ينطبق القول الشهير: أعطى من لا يملك لمن لا يستحق“، وسأل “من أين يحق لهذا المستعمر الأميركي أن يعطي الأراضي الفلسطينية والعربية والسورية للكيان الإسرائيلي العنصري؟”.

يبقى أن على العالم العربي بكل دوله وشعوبه وحركاته وتياراته أن يستيقظ من ثباته العميق ليدرك أن المخططات الأميركية الإسرائيلية تستهدف الجميع بدون استثناء، وأن من يعتقد أنه بمنأى عن ذلك فهو واهم، لأن الدور سيأتيه وسيتعرض لما تعرض له جيرانه في فلسطين ولبنان وسوريا، وبالتالي يجب التحرك للدفاع عن قضايا الأمة وحقوقها بدل الإرتماء في الحضن الصهيوني للحصول على حماية وهمية تسقط عندما تدعو مصالح واشنطن وتل أبيب ذلك.

المصدر: موقع المنار

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق