الاردن هو الاردن و فلسطين هي فلسطين - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة
جو 24 :

الشارع الأردني عبر عن نفسه و حسم موقفه الوطني الصادق الحقيقي المؤيد و الملتف حول قيادته الهاشمية ، المدافع عن وطنه الاردني و لقضيته المركزية القضية الفلسطينية، ذلك الموقف النابع من جذور هويته و من أصالة نشأته و سجل تاريخه المشرف الحافل بالمواقف السياسية و العسكرية البطولية الدالة على طيب أخلاقه و رفيع مكارمه ، وشجاعة عشائره ، و واسع فكره الاردني العروبي ، و تنوع ثقافة مجتمعه الاجتماعية التراثية ،و وعيه للأحداث السياسية ، وقدرته على استيعابها و التعامل معها ، هو ذاته الشعب الذي قال عنه الحسين بن طلال رحمه الله واكرم مثواه: " إني أحب هذا الشعب فلولاه لما كنت شيئا مذكورا " الذي جعل انسانه و مواطنه اغلى ما يملك ، ليرد هذا الشعب اليوم وفاءا للحسين و تأكيدا و إكراما لمواقف و مقولة ابا الحسين الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه في يوم البيعة و الوفاء بأن الاردن سيظل وسيكون اولا و الاقوى مستقبلا .

جاء هذا التعبير عبر نزول الجماهير الغفيرة من أبناء الاردن العظيم النشامى من شتى المشارب الفكرية والسياسة والاجتماعية إلى شوارع المحافظات لتطوف الميادين و الساحات لم تمنعهم الظروف الجوية الباردة الماطرة عن تلبية نداء وطنهم ، وتأدية واجبهم في إقامة الوقفات رفضا لاي تصريح همسا أو جهرا يمس بأمن الاردن و استقراره ، صادرا عن اين من كان أو يكون ، محاكيا موقف الامس و في نفس التاريخ و التوقيت و ظروف الطقس الصعبة في عام 99 حيث لم يمنعهم عن وداع الحسين بن طلال رحمه الله يوم وفاته ، لينهضوا في اليوم التالي لبيعة ملكهم الجديد و ليكملوا مسيرة وطنهم بكل إصرار بما عاهدوا عليه وما بدولوا تبديلا .

هو الاردن و جماهير شعبه الأبي من وسط الميادين رفعوا عناوين كثيرة و عدة أبرزها ( الاردن هو الاردن و فلسطين هي فلسطين ) ( الاردن للأردنيين و فلسطين للفلسطينيين) و هي شعارات تستحق أن تصبح بنودا لتشريعات و قوانين داخل دستورنا لكن بعد فهمها و معرفة معناها و أبعادها و رسائلها السياسية للداخل الاردني و خارجه .

الرسالة الخارجية :

جوهرها و فحواها من الشعار هو أن الاردن لما تقتضيه الأحداث و المستجدات و تداعياتها و طبيعة موقعه الجيوسياسي و تاريخه الديبلوماسي و الوطني تجاه القضية الفلسطينية ، اتخذ موقف الانفصال الكياني الجغرافي حفاظا و درءا و تصديا لمشروع التهجير القسري للشعب الفلسطيني الذي هو اصلا مخالف لمبادئ القوانين و المعاهدات الدولية و انتهاكا لحقوق توأمه الفلسطيني الشرعية و حقه في إقامة دولته المستقلة فوق ترابه الوطني التاريخي ، و لم يرفع الاردن هذا الشعار انفكاكا أو تخليا عن دوره السياسي و التاريخي و الديني و الوطني تجاه القضية الفلسطينية ، كيف لا و هو الأقرب في الجغرافيا و الديمغرافيا و الاكثر شراكة في الدم و التضحية و المصير و تأثرا بعواملها ، لهذا فأن اي مقترح لا يخدم مصلحة الاردن و فلسطين هو من المحرمات .

الرسالة الداخلية :

هي للحكومات و اصحاب القرار في مواقع المسؤولية في الدولة الاردنية و لجماهير شعبنا الذين طافوا و انتفضوا بالهتافات من وسط الساحات حاملين شعارات التحدي و التصدي الوطنية السياسية ، حيث لم يدعوا مجالا للشك في صدق النية للتعامل إزاء الحالة السياسة الراهنة التي تستهدف الاردن و امنه ، و أخذوها على محمل أعلى مستويات الجدية ، بل الاستعداد للتضحية و إبداء أعلى درجات الاستعداد و الجهوزية ، بعيدا عن ارهاصات أو ادعاءات المجاملات أو مظاهر النفاق التي تتقنه بعض الفئات من أصحاب المنافع و المكاسب مقاولين الاحتفالات و المناسبات الوطنية ، لأن الحدث فيه تهديد واضح للأمن الوطني القومي الاردني ، الذي يرتقي إلى التهديد الوجودي للأردن اذا ما تمت تصفية القضية الفلسطينية على حسابه وهذا لا يحتمل المواقف الرمادية ولا السوداوية ، بل هي الموافق الحمراء و الأعين الحمراء ( العين الحمرة) لكل من يتجاوز الخطوط الحمراء و تسول له نفسه من القوى السياسية أو المجاميع الفئوية الشعبية الداخلية أو من يتبعوا السفارات الخارجية بالعبث أو المساس بالسيادة الأردنية أو التقليل و الحط من مفاهيم و قيم الهوية الأردنية الواحدة و الوحدة الوطنية أو محاولة زعزعزة الجبهة الداخلية و الاندفاع خلف دعوات مشبوهة تنظيمية أو أقليمة خارجية أو داخلية ، بل الجهل و ضعف الإدراك و الوعي من وراء اي شعار سياسي هو خيانة و خطيئة لا تغتفر لأن فيها إتاحة لبعض المغرضين تجار الاوطان و الأديان و قيادات تيار العميان و منتفعي المناصب بأن يدسوا السم بالدسم ولن نتيح لهم تلك الفرصة .

الحكومات الأردنية عليها واجب ابتكار الحلول و الاستدارة للملفات الداخلية وفق مسارات التحديث الثلاث و إبداء الديناميكية و الميدانية في العمل و الانطلاق من الميدان و إعادة الثقة بهم و إثبات أنهم رجال الدولة الأردنية المعجزة دولة القانون و العدالة و السيادة و رجال الوطن الاردني الذي يستحق الثقة ، اردن الكرامة الذي دافع عنه الاجداد و الآباء و الأبناء قيادة وشعبا, الذي يستحق من جميع فئاته و طبقاته دون تمييز خالص الولاء والانتماء و الوفاء .

الاردن هو الاردن وفلسطين هي فلسطين و ذلك الاحتلال إلى زوال لو بعد حين .


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق