نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
شعراء سوريون حفروا أسماءهم في ديوان الثورة - عرب فايف, اليوم السبت 8 فبراير 2025 03:50 مساءً
دمشق-سانا
الشعر ثورة بحد ذاته كما وصفه شعراء معاصرون، وهو الأسلوب الأدبي الأكثر ملاءمة عملياً للثورة، لأنه خلاف غيره من الأجناس ينتج على الفور كما رآه الناقد الأمريكي جاسبر بيرنز.
وفي سوريا التي عاشت ثورة شعبية ضد نظام مجرم هي الأعظم في التاريخ المعاصر، انخرط شعراؤها في حومة الأحداث الدائرة ما بين توثيق للجرائم والمجازر، والغضب من النظام الطاغي، وبكاء ورثاء شهداء الثورة من نساء وأطفال ورجال ومدن وأوابد مدمرة.
شعراء عانوا الاعتقالمنذ انطلاقة الثورة السورية عام ٢٠١١ ساندها عدد كبير من الشعراء بقصائدهم وصوتهم الحر، فطالهم جراء ذلك الملاحقة والاعتقال، كما الشاعر حمد حمزة الذي يوضح في تصريح لـ سانا أنه وقف إلى جانب الثورة منذ بدايتها بقصائد من الشعر الشعبي ذات لون فكاهي تكشف فساد النظام، ونشرها على الإنترنت فاعتقل على إثرها سبعة أشهر، ووجهت إليه تهم عدة ضمن مجال عمله كمحام حتى يبقى في غياهب السجن قبل أن يعود للحرية بعد انتصار الثورة، أما القصيدة التي اعتقل من أجلها حمزة فيقول فيها:
“الوطن مش خارطة حدود وطباعه
الوطن فلاح بموسم زراعه
حرمتو يشبع اللقمة بزمانك
وانت مش همك تموت الجماعه
إل بهمك انك تخلد مكانك”
الشعر والثورة توءمان:ويؤكد حمزة دور الشعر الفعال في فضح النظام حيث انحاز الكثير من الشعراء ليعبروا عن هموم الناس وواقعهم وحالتهم الاجتماعية والاقتصادية المتردية، وليفضحوا الواقع السياسي الفاسد بكلام يسير على الألسنة لأن المتلقي يردد الشعر ولا سيما عندما يجده يعبر عن دواخله وألمه.
شعراء في المهجر ساندوا الثورة السوريةنظام معتد بجبروته، متوحش أقام للناس كهفاً مظلماً يخيم عليه الصمت والرعب، هذا ما وصف الشاعر نوري الجراح به نظام الأسد المجرم، فجاءت قصائده موازية للحراك الثوري ومنها “بانتظار البرابرة” التي تحاكي محنة سوريا فقال فيها:
“أذكرك بأسمائك يا دمشق
لعلي أهز رقاد من دفنوا
تحت تلك الأسماء
وذهبوا عميقاً في الأرض
لأراهم وهم يرفعون التراب عن قاماتهم
ويخرجون باللآلئ والأصوات”
المنفى فجر الخيال الثوري للشعراء:تعرض الكثير من الشعراء السوريين للنفي والإقصاء عن وطنهم جراء مواقفهم المساندة للثورة، وهذا ما واجهته الشاعرة مرام المصري التي وجدت في الشعر شاهداً موثقاً على فظائع النظام المجرم بحق الشعب السوري، فرسمت هذه الجرائم، وعبرت عن حالة التحدي عند الشعب، وأطلقت العنان لخيالها الحسي فكتبت عشرات القصائد ومنها:
“تصل عارية، الحرية، إلى جبال سوريا وسفوحها
وفي مخيمات اللاجئين
أقدامها تنغرس في الوحل
أيديها تتشقق من البرد، والتعذيب
ولكنها تتقدم”.
الشاعرة رشا عمران في المنفى:ومن الشاعرات السوريات اللواتي عانين مرارة المنفى الشاعرة رشا عمران التي صاغت قصائد أوغلت فيها في تصوير المجازر والجرائم الوحشية التي غطت المدن والأرياف:
“من القاتل يحفر كل لحظة مجارٍ جديدة للدم
من مجارٍ لدم سائل لا يتخثر
من دم لا يتبخر
دم من المدن البعيدة
دم من المدن القريبة”
إعلاميون شعراء ساندوا الثورةالشاعر والإعلامي محمد صالح تجربة ناصعة على تلك الفئة المثقفة التي وجهت جل نشاطها للوقوف ضد النظام البائد، فهذا الإعلامي ظل يؤكد في كل إطلالاته ومقابلاته على أن الثورة السورية لا بد منتصرة، وكرر ذلك في قصائده كما في نص (عجل رصاصك):
“عجل رصاصك ذاك دم باردُ
وطء برجلك ذاك دمع شاهدُ
واعطف على حمص دمشق وريفها
من قبل أن يقضي عليك الماردُ
فالثائرون على نظامك أعلنوا
أن المهانة والمنية واحدُ”
انفراجات النصر بعد سنينالشاعر أنس الدغيم من معرة النعمان الذي انشق عن جيش النظام المجرم أثناء الثورة السورية، كافح طويلاً في صفوف الثائرين، وكان أحد نشطاء الثورة السورية ومن قصائده التي ألقاها بعد تحرير سوريا من النظام البائد:
“مَرَّت شُهُورٌ وانقَضَت أعوامُ
وأنا على زِندِ الحَـنيـنِ أنـامُ
حتّى صحوتُ لِصوتِ جيراني وقَدْ
قالوا كلاماً ما عليهِ كلامُ
قالوا: البِلادُ مِن الطُغاةِ تَحرَّرت
والآنَ عنها غادرَ الإجرامُ”.
وسيظل ديوان الثورة السورية حافلاً بأسماء العديد من الشعراء الذين كانوا صورة عن معاناة شعب وصدى لدماء شهدائه ضد الظلم والديكتاتورية، فما استكانوا وما ضعفوا ولاتغيروا.
0 تعليق