إلى الشعب الأمريكي: هل هذه هي أمريكا التي اخترتموها؟ أم أنكم تُقادون نحو مستقبل لا قرار لكم فيه؟ - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة
جو 24 :

 

يا شعب أمريكا، يا من تتغنون بالديمقراطية والحرية، كيف تقبلون أن تتحول دولتكم إلى أداة في يد رجل لا يفكر إلا في صفقاته؟ هل تتأملون حال بلادكم اليوم، وتنظرون إلى قرارات ترامب، ثم تسألون أنفسكم بصدق: هل هذا هو الرئيس الذي يمثلنا؟ هل هذا هو الوجه الذي نريد أن يعكس قيمنا أمام العالم؟ أم أنكم تركتم زمام الأمور بيد جماعات ضغط تقرر عنكم، وتوجه بلادكم كما يحلو لها، بينما أنتم غارقون في الصمت؟

ترامب، الذي يتعامل مع العالم وكأنه مزاد علني، يتحدث عن غزة وكأنها صفقة عقارية متعثرة، يقترح تهجير أهلها كأنهم فائض بشري بلا حقوق، ويعلن عن مشاريع خيالية لتحويلها إلى "ريفييرا”، بينما يدعم آلة الحرب التي تدمرها يوميًا. هل هذا هو الرئيس الذي يفكر في مصلحة أمريكا؟ أم أنه مجرد دمية تحركها جماعات الضغط الصهيونية، تنفذ أجنداتها دون أي اعتبار للقانون الدولي أو المصالح الأمريكية الحقيقية؟

إذا كنتم تعتقدون أن هذا الصراع لا يعنيكم، فتذكروا أن القرارات التي تُتخذ باسمكم لن تبقى بعيدة عنكم. دعم الاحتلال، المشاركة في العدوان، والتحريض على تهجير الشعوب، كلها أمور لها عواقب سياسية وأمنية واقتصادية سترتد على أمريكا نفسها. أنتم من يدفع ثمن هذه الحروب، من أموال ضرائبكم ومن سمعتكم أمام العالم. أنتم من يتحمل العداء المتزايد لأمريكا، لأن سياسات قادتكم تجعل من بلادكم رمزًا للقمع بدلًا من أن تكون رمزًا للحرية.

وما يزيد الأمر خطورة، أن ما يفعله ترامب لا يقتصر فقط على السياسة الخارجية، بل يمتد إلى الداخل الأمريكي نفسه. قراراته الأخيرة تُثبت أنه ليس رئيسًا للشعب، بل لخدمة المصالح الضيقة للنخبة الاقتصادية والجماعات المتطرفة. فقد أعلن حالة الطوارئ الوطنية لتعزيز سياساته القمعية ضد المهاجرين، وكأنه ينسى أن أمريكا بُنيت على أيدي هؤلاء المهاجرين. انسحب من اتفاقية باريس للمناخ، ليضع مستقبل كوكبكم على المحك، متجاهلًا الإجماع العالمي حول الكارثة البيئية القادمة. ألغى قوانين تحمي حقوق الأقليات، وتجاهل مشكلات الطبقات الفقيرة، وكأن أمريكا لم تُبنَ على تكافؤ الفرص، بل على تفضيل الأغنياء وأصحاب النفوذ.

لكن الأسوأ من كل ذلك، أن سياسات ترامب تضع بلادكم في مواجهة مباشرة مع القانون الدولي. ما يقترحه من تهجير قسري للفلسطينيين ليس مجرد رأي سياسي، بل هو جريمة حرب وفقًا للقوانين الدولية التي كانت أمريكا نفسها شريكًا في صياغتها.

•اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية (1948) تُجرّم التحريض على التطهير العرقي، وتؤكد أن أي شخص—بما في ذلك الرؤساء والمسؤولون—يمكن محاسبته.

•نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية (1998) يُصنف النقل القسري للسكان كجريمة ضد الإنسانية (المادة 7)، ويعاقب عليه بشدة.

•اتفاقية جنيف الرابعة (1949) تحظر عمليات التهجير القسري (المادة 49)، وتعتبرها جريمة حرب جسيمة (المادة 147).

•الولاية القضائية العالمية تعني أن أي دولة في العالم يمكنها محاكمة قادة يُتهمون بارتكاب جرائم حرب، كما حدث في محاكمات جرائم الحرب في يوغوسلافيا ورواندا.

ترامب، ومن يدعمونه في هذه السياسات، لا يدركون أن العدالة الدولية لن تغفر لهؤلاء الذين يروجون للتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية. رؤساء وقادة من قبله حوكموا، وسُجنوا مدى الحياة بسبب قرارات أقل وحشية من هذه.

السؤال الآن لكم، أيها الأمريكيون: هل هذا هو إرثكم؟ هل هذه هي صورتكم أمام العالم؟ هل ستقبلون أن يتحول رئيسكم إلى مجرم حرب، يقودكم نحو العزلة والعداء، بينما أنتم صامتون؟ هل ستبقون غارقين في اللهو والترف، بينما مستقبل بلادكم يُسرق من بين أيديكم؟

إذا كنتم تؤمنون حقًا بأنكم أمة ديمقراطية، فلا تصمتوا على الظلم. إذا كنتم تؤمنون بالحرية، فلا تسمحوا لرئيسكم بأن يحول بلادكم إلى أداة قمع. التاريخ لن يرحمكم إن تواطأتم بالصمت، ولن يمنحكم فرصة أخرى إذا استيقظتم بعد فوات الأوان.

استعيدوا أمريكا، قبل أن تصبحوا أنتم الضحايا القادمين.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق