قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني عبدالسلام محمد إن الاتفاق بين لبنان وإسرائيل برعاية أمريكية ما كان ليتم لولا استسلام حزب الله لإسرائيل وتخليه عن قضية فلسطين التي كان يستخدمها للابتزاز.

وأشار إلى أن هذا الاستسلام جاء بعد الهزيمة التي تعرض لها الحزب في معركة بدأت من خلال استهداف إسرائيل لخمسة آلاف قيادي في حادثة البيجرات قبل ثلاثة أشهر، تلاها استهداف قيادات الصف الأول والثاني من الحزب، بما في ذلك الأمين العام للمنظمة وقيادات أمنية.

وأضاف محمد أن هذه الهزيمة كانت نتيجة مباشرة للتخلي الإيراني عن حلفائها في محيط إسرائيل، فضلاً عن تعرض الحزب لاختراقات كبيرة، مكونة هيكلًا موازيا له، ما جعله عرضة للانهيار.

وأوضح أن هذا الاستسلام جاء بعد أن خرج الحزب إلى سوريا وشارك في الحرب هناك، مما تسبب في قتل وتشريد ملايين الأشخاص وتهديد أمن المنطقة في سبيل المصالح الإيرانية، مما جعل العرب يرون أن الحزب فاق إسرائيل في ارتكاب الجرائم.

من جهة أخرى، أكد عبدالسلام محمد أن الوضع في غزة لا يزال على حاله، حيث لا هدنة حتى الآن، وتظل إسرائيل محاصرة في منطقة ضيقة مليئة بالجياع، رغم أن حركة حماس ما زالت متمسكة بقضيتها الفلسطينية ولم تتفكك بعد، مما يجعل اختراقها أقل مقارنة بحزب الله. ورغم ذلك، فإن إسرائيل قد دمرت غزة بالكامل.

وفي الختام، اعتبر محمد أن محور الممانعة الذي أسسته إيران تحت شعار "استعادة القدس" قد انهار، وما تبقى من نفوذ إيراني في المنطقة لا يتعدى العراق واليمن، في إطار تحقيق أهداف إيران الرئيسية في استهداف دول الخليج.

وأشار إلى أن تهديد نتنياهو بالانتقال للتركيز على إيران بعد هزيمة حزب الله يتعلق بتأمين المصالح الإسرائيلية في مناطق حيوية مثل ممرات سوريا والعراق من الشرق، وكذلك البحر الأحمر وباب المندب في الجنوب، وأن حلفاء إيران في هذه المناطق لن يكونوا قادرين على مقاومة إسرائيل التي ضربت مراكز عملياتهم الاستراتيجية.

وفي ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن لبنان وإسرائيل يقبلان بوقف إطلاق النار.

وأوضح بايدن، أن الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ الأربعاء في العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي، لافتا إلى أنه سيتم تنفيذ الاتفاق بشكل كامل ولن يكون هناك انتشار للقوات الأمريكية في جنوب لبنان.

وأكد بايدن أنه في حال خرق حزب الله الاتفاق فإن إسرائيل تملك حق الدفاع عن نفسها، مشددا على أن الاتفاق يدعم سيادة لبنان ويشكل بداية جديدة لهذا البلد ويقود الشعب اللبناني لمستقبل ينعم فيه بالسلام.