الأب شهوان: لنعايد بعضنا بعبارة "ولادة جديدة" لتكون اللحظة الّتي نعيشها سعيدة حقًّا - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الأب شهوان: لنعايد بعضنا بعبارة "ولادة جديدة" لتكون اللحظة الّتي نعيشها سعيدة حقًّا - عرب فايف, اليوم الخميس 2 يناير 2025 09:53 صباحاً

أشار الأب أثناسيوس شهوان إلى أن الفرق بين "أنا" و"أنت" يبدو في الظاهر بسيطًا، وهو حرف الألف وحرف التاء، إلَّا أنَّه في الحقيقة كبير جدًّا وشاسع، ويلزمه جهاد كبير لإلغائه، قائلاً: "صحيح أنَّ كلاهما مِنَ الضمائر، لكنَّ الأنا هو مِنَ الضمائر المنفصلة للمتكلِّم، بينما الأنت هو مِنَ الضمائر المنفصلة للمخاطَب، وهنا يكمن كلُّ الفرق"، سائلاً: "فهل في حياتي أضع الأنا قبل الأنت أم العكس؟".

وأضاف: "لنطرح أوَّلًا السؤال التالي: مَن "أنا" ومَن "أنت"؟"، معتبراً أنه "إن كان جوابي أنَّني عظيمٌ مِن دونك أنت، سقطتُ. وإن قلت بأنَّك الإله الَّذي أعبده كلاميًّا فقط مِن دون أفعال، أخطأتُ. وإن كنت لا آتيك إلَّا لحاجة في الأنا، أَكُن إلهيَّ الأنا وليس أنت".

وتابع: "أنت تريد كلَّ شيء لي وأعطيتني ذاتك فكنت الضمير المستتر الَّذي أخلى ذاته آخذًا صورتي، وصُلِبَ مِن أجلي طوعًا، إلَّا أنَّني أقابلك بمسمار أغرزه في أطرافك، وبحربة أطعن بها جنبك الثاني، وبإسفنجة أسقيك مرَّ تمرُّدي وعصياني. ومقابل ذلك أسمعك تُنادي أباك السماويَّ قائلًا: "اغفر له يا أبتاه لأنَّه لا يدري ماذا يفعل!".

وقال: "هنا أتوجَّه إلى نفسي سائلًا ذاتي: هل حقًّا لا أدري ماذا أفعل؟ ألهذه الدرجة أعمت الخطيئة بصيرتي وأظلمت ذهني وجفَّفت فؤادي وحجَّرت إحساسي؟ يقول القدِّيس إسحق السريانيُّ بأنَّ أسوأ ما يمكن أن يصل إليه الإنسان هو عدم الحِسّ، أي فقدان كلِّ تمييز وحكمة وشعور بما هو مسيء ومهلك، عندها يبرع الساقط بخلق الأعذار لإرضاء الأنا الذاتيَّة المريضة، ويغفل عمَّا قاله المزمور: "لا تُمِلْ قلبي إلى أمر رديء، لأتعلَّلَ بعِلَل الشرِّ مع أناس فاعلي إثم، ولا آكُلْ من نفائسهم" (مز 141: 4)".

ورأى أن "العبور إذًا مِنَ الأنا إلى الأنت هو العبور، موت وقيامة، وإن حصل ذلك أكُن في الجديد دائمًا الَّذي هو الربُّ يسوع المسيح، وإلَّا، أكُن قابعًا في جحر خطايا، ولا شيء جديدًا عندي إلَّا خطيئة جديدة ونزوة جديدة، وفي النهاية مرٌّ وجحيم"، داعياً إلى "فلنعايد بعضنا بعبارة "ولادة جديدة" لتكون اللحظة الَّتي نعيشها سعيدة حقًّا".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق