نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. الموقف التاريخي اليمني من معركة طوفان الأقصى - عرب فايف, اليوم السبت 4 يناير 2025 12:13 صباحاً
نشر في الشروق يوم 03 - 01 - 2025
في ظل العدوان الصهيوني المستعر والشامل الذي يمتد من غزة إلى الضفة الغربية، ويصل إلى لبنان مرورًا بسوريا مستغلا الفراغ والفوضى بعد اضعاف محور المقاومة، يبدو أن اليمن قد أصبح الحاجز الأقوى والأبرز في مواجهة مخططات الاحتلال الهادفة إلى إخماد صوت المقاومة في المنطقة وتكريس ما يُسمى ب"إسرائيل الكبرى"... وفي الوقت الذي يتحدث فيه الكثيرون عن انهيار محور المقاومة بعد اغتيال اغلب قادته ، يبقى اليمن ، بشعبه ومقاومته، في الساحة كخط الدفاع الأول ، مؤكّدًا أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة جمعاء، وأن أي محاولة لتصفية هذه القضية أو القضاء على قوة المقاومة ستجد في اليمن ركيزةً صلبة لا تتزحزح، بل تزيد من عزيمتها وثباتها في مواجهة المشروع الصهيوني الذي يسعى الى تمديد هيمنته على المنطقة.
ومنذ اكتوبر من عام 2023 ، وتحديدا بعد ايام قليلة من اندلاع طوفان الاقصى ، أصبحت اليمن شاهدةً على فصل جديد في تاريخ الدعم العربي للقضية الفلسطينية، حيث أعلن الجيش اليمني عن تنفيذ سلسلة من الهجمات العسكرية المتقدمة ضد أهداف إسرائيلية، دعمًا لشعب فلسطين ومقاومته في قطاع غزة. ولم يكن هذا التحرك مجرد فعل عسكري عابر، بل كان نقطة تحوّل في معادلة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، معلنًا للعالم أن اليمن، رغم ما يعيشه من حصار واعتداءات، لن يتراجع عن دوره الثابت في دعم الفلسطينيين.
وتعدّ هذه العمليات النوعية، التي تشمل إطلاق الصواريخ الباليستية وفرط الصوتية والطائرات المسيّرة، بمثابة تذكير حيوي بأن فلسطين ليست وحدها في معركتها ضد الاحتلال. فمن تل أبيب إلى النقب، استطاعت الصواريخ اليمنية إصابة أهداف استراتيجية بدقة عالية، مما شكل ضربة موجعة لأمن الاحتلال وتسببت في ضرب معنويات المستوطنين الإسرائيليين. ولعل أكثر ما يثير القلق لدى الاحتلال هو التأثير النفسي الهائل الذي تسببه هذه الهجمات، حيث يتسبب كل تهديد صاروخي في دفع ملايين المستوطنين للبحث عن الملاجئ، في صورة من صور التأثير الكبير الذي يخلّفه الاسناد اليمني.
ومع تصاعد الحملة العسكرية، يجد الكيان الصهيوني نفسه أمام واقعٍ معقد ، فقد فشلت الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية، المدعومة من الولايات المتحدة وبريطانيا، في وقف العمليات الهجومية اليمنية المستمرة التي تستهدف مناطق حيوية في كيان الاحتلال. بل إن تأثير هذه العمليات تجاوز الحدود العسكرية، حيث عطّل اليمن ميناء إيلات الإسرائيلي بالكامل، مما تسبب في أضرار كبيرة.
وبالرغم من محاولات التعتيم الإعلامي الصهيوني على هذه العمليات، إلا أن الحقيقة كانت واضحة وهي ان اليمن دخل في مرحلة جديدة من المقاومة، مرحلة لا تقتصر على الأرض اليمنية فقط، بل تمتد لتطال قلب الكيان الإسرائيلي. وبالإضافة إلى العمليات العسكرية، تواصل الجماهير اليمنية دعمها اللامحدود لفلسطين عبر مسيرات مليونية، تؤكد على أن القضية الفلسطينية لا يمكن أن تُنسى مهما اشتدّت التحديات.
وفي ظل هذا الصمود، يثبت اليمن بما لا يدع مجالاً للشك أن القضية الفلسطينية هي قضية محورية في وجدان الأمة ، وأن العدوان على غزة لا يمكن أن يمر دون حساب. ففي الوقت الذي يتراجع فيه بعض العرب والمسلمين عن دعم فلسطين، تظل اليمن قوية في موقفها، حاملةً شعار الثبات مع غزة بلا سقف ولا خطوط حمراء. وهذا ما يجعل اليمن اليوم بوصلةً للأحرار في العالم، ورسالةً لا تُقهر إلى الاحتلال الإسرائيلي، مفادها أن الاحتلال مهما طال، فإنه لن ينعم بالأمان طالما أن هناك من يقاومه، وفي مقدمتهم اليمن.
ناجح بن جدو
.
0 تعليق