حذّرت صحيفة «واشنطن بوست» من أن أوروبا تقترب أكثر من حافة الهاوية، إذ بدأت تتلاشى مزايا الاستقرار الاجتماعي وفوائد الرعاية الاجتماعية والازدهار الواسع النطاق، ما يفاقم الشعور بالقلق، خصوصاً مع زيادة التهديد الروسي للإنفاق الدفاعي، والضغط على الموازنات العامة.

ورأت أن القارة العجوز تواجه تهديدات عدة سواء من غضب ناخبيها وتفكك أحزابها السياسية التقليدية، أو ركود اقتصاداتها الرئيسية وتباطؤها، وغرق جناحها الشرقي في حرب كارثية.

واعتبرت الصحيفة أن الديمقراطيات الليبرالية في القارة تتعرض لضغوط شديدة من الحركات اليمينية الشعبوية، إذ تحكم أحزاب «متطرفة» الآن 7 دول من بين أعضاء الاتحاد الأوروبي بشكل كامل أو جزئي، مع ما يتبع ذلك من الإحباط بسبب فشل الحكومات في الحد من الهجرة، وتعزيز فرص العمل والإسكان وتحسين مستويات المعيشة.

ورأت نائبة رئيس صندوق مارشال الألماني- الأمريكي الباحثة ألكسندرا دي هوب شيفر: أن هناك خيبة أمل وأزمة ثقة في هذا الجيل الشاب الذي يعتقد أنه ليس من المهم العيش في نظام ديمقراطي ما لم تقدم الحكومة الخدمات العامة والاقتصاد الجيد وأسعار الطاقة المنخفضة.

ولفتت إلى أن ألمانيا وفرنسا، اللتين اعتمدت القارة على قوتهما لفترة طويلة، غير قابلتين للحكم تقريبا الآن، وأعطت مثالاً على ذلك بأن فرنسا عينت رابع رئيس وزراء في عام 2024 قبل بضعة أسابيع، ويعتقد كثيرون أنه لن يستمر طويلاً كسلفه نظراً للبرلمان المنقسم.

ونبهت إلى أن أوروبا لم تواجه منذ الحرب الباردة مثل هذه البيئة الأمنية المهددة، إذ تدق أجراس الإنذار في كل مكان تقريباً، لا بسبب تكثيف موسكو حربها الهجينة وتدخّلها في الانتخابات بمختلف أنحاء القارة فقط، بل أيضا لأن وعد واشنطن بالحماية بعد الحرب العالمية الثانية يبدو في أضعف أوقاته، خصوصاً مع استعداد ترمب للعودة إلى البيت الأبيض.

ووفق الصحيفة، فإن منطقة اليورو التي تعاني من القيود التنظيمية المفرطة وشيخوخة السكان ونقص العمالة، بدأت تفقد أرضيتها لصالح الولايات المتحدة، وسط فجوة متزايدة الاتساع عكست التفاوت بين الاقتصاد الأمريكي المزدهر، الذي يتوقع أن ينمو بنسبة 2.8% في عام 2024، والاقتصاد الهزيل في منطقة اليورو، الذي يتوقع أن يتوسع بنسبة 0.8% فقط.