في تطور لافت على صعيد الملف النووي الإيراني، أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، يوم الجمعة، عن استعداد بلاده للدخول في مفاوضات "بناءة" دون تأخير بشأن برنامجها النووي، بهدف التوصل إلى اتفاق شامل.

وأكد عراقجي أن "الصيغة التي تتبناها إيران هي نفس صيغة الاتفاق النووي"، موضحًا أنها تتمحور حول "بناء الثقة بشأن البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات".

يأتي هذا الإعلان في ظل تقارير إعلامية نقلاً عن مصادر مطلعة، تُفيد بأن الرئيس الأميركي، جو بايدن، يدرس خيارات بشأن "هجوم أميركي محتمل" على المنشآت النووية الإيرانية.

وأضافت المصادر أن هذا التحرك الأميركي "المحتمل" سيحدث في حال تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي قبل 20 يناير.

تحليل وتوسع:

• موقف إيران: يُعتبر إعلان إيران عن استعدادها للمفاوضات خطوة إيجابية نحو تهدئة التوترات وإحياء الدبلوماسية. وتأكيدها على التمسك بصيغة الاتفاق النووي يُشير إلى رغبتها في العودة إلى الإطار الذي وُضع عام 2015.
• الموقف الأمريكي: التقارير عن دراسة بايدن لخيار "الهجوم المحتمل" تُضيف عنصرًا من التعقيد والضغط على المفاوضات.

ويُمكن تفسير ذلك كرسالة ردع لإيران لمنعها من تجاوز الخطوط الحمراء، أو كجزء من استراتيجية تفاوضية تهدف إلى الحصول على تنازلات أكبر.

• التوقيت: يُعتبر التوقيت مهمًا جدًا، حيث يأتي هذا التطور قبل 20 يناير، وهو التاريخ الذي ذكرته المصادر كمهلة زمنية.

هذا يُشير إلى أن الفترة القادمة ستكون حاسمة في تحديد مسار الملف النووي الإيراني.

الاتفاق النووي (خطة العمل الشاملة المشتركة):
تم توقيع الاتفاق النووي عام 2015 بين إيران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، المملكة المتحدة، وألمانيا).

وقد فرض الاتفاق قيودًا على البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات الاقتصادية.

إلا أن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق عام 2018 في عهد الرئيس دونالد ترامب، وأعادت فرض العقوبات على إيران.

التصعيد الأخير:
شهدت الفترة الأخيرة تصعيدًا في التوتر بين إيران والولايات المتحدة، على خلفية البرنامج النووي الإيراني وتطوراته.

وقد تبادل الطرفان الاتهامات واتخذا إجراءات تصعيدية، مما زاد من المخاوف من اندلاع صراع عسكري.