أعلنت قيادة حرس الحدود العراقي تأمين الحدود المشتركة مع إيران بشكل كامل، مع اتخاذ إجراءات صارمة لمنع عمليات التهريب والانتهاكات الحدودية. جاء الإعلان بعد لقاء جمع الفريق أول محمد عبدالوهاب سكر، قائد حرس الحدود العراقي، مع نظيره الإيراني اللواء أحمد جودرزي في بغداد، حيث أكد الطرفان على أهمية التعاون المستمر لضمان أمن الحدود المشتركة وتسهيل حركة الزوار.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن الفريق أول سكر قوله: "تمت التغطية الكاملة للمناطق الحدودية المشتركة مع إيران، ما يضمن منع أي عمليات تهريب أو تجاوزات". كما شدد على أن حرس الحدود العراقي على أهبة الاستعداد للتعاون الوثيق مع نظيره الإيراني لضمان أمن الحدود، بما يخدم شعبي البلدين.

تعزيز التعاون الأمني بين العراق وإيران

اللقاء بين القيادتين العراقيتين والإيرانية لحرس الحدود يعكس مستوى عالٍ من التنسيق الأمني بين البلدين. وأوضح الفريق أول سكر أن اللقاء يهدف إلى "تعزيز مستوى التعاون ومناقشة القضايا الأمنية الحدودية المشتركة".

من جانبه، أكد اللواء أحمد جودرزي أن قوات حرس الحدود الإيرانية والعراقية تعمل جنبًا إلى جنب لضمان أمن الحدود وسلامة شعبي البلدين. وأشار إلى أن إيران تمتلك 1609 كيلومترات من الحدود المشتركة مع العراق، يتم مراقبتها وإدارتها بشكل جيد بفضل التعاون المستمر والعلاقات الممتازة بين الطرفين.
 

 التحديات الحدودية بين البلدين

تمثل الحدود بين العراق وإيران واحدة من أطول الحدود المشتركة في المنطقة، مما يجعلها عرضة لتحديات عديدة مثل التهريب، خاصةً تهريب المواد المخدرة والبضائع غير المشروعة، والانتهاكات الحدودية التي يمكن أن تؤثر على الأمن الإقليمي.

وعلى مدار السنوات الماضية، عمل البلدان على تعزيز التعاون الأمني ومراقبة الحدود بشكل مشترك، حيث تم إنشاء نقاط تفتيش ومراكز مراقبة متقدمة. هذه الجهود المشتركة جاءت استجابةً للضغوط الأمنية المتزايدة والمخاوف من تصاعد الأنشطة غير القانونية عبر الحدود.

التعاون الاقتصادي وتأمين الزوار

إلى جانب الجوانب الأمنية، يشكل تأمين الحدود بين العراق وإيران عاملاً مهمًا في تسهيل الحركة التجارية وتنقل الزوار بين البلدين، خاصة خلال المناسبات الدينية التي تشهد تدفق ملايين الزوار، مثل موسم زيارة الأربعين.

وأكد الفريق أول سكر أن الإجراءات الجديدة لا تهدف فقط إلى مكافحة التهريب، بل تسعى أيضًا إلى ضمان سلامة تنقل الزوار، مشددًا على أهمية الحفاظ على الانسيابية في المعابر الحدودية، بما يخدم الجوانب الاقتصادية والدينية بين العراق وإيران.

آفاق التعاون المستقبلي

يرى مراقبون أن إعلان تأمين الحدود بشكل كامل يعد خطوة كبيرة نحو تعزيز الاستقرار في المناطق الحدودية، لكن هذا الإنجاز يعتمد على استمرار التعاون الوثيق بين الجانبين. ويشير محللون إلى أن الجهود الأمنية المشتركة ستسهم في تعزيز الثقة المتبادلة وتعزيز العلاقات بين بغداد وطهران.