أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة على وشك توقيع اتفاق مع أوكرانيا لتقاسم عائدات المعادن الحيوية الموجودة في الأراضي الأوكرانية، في خطوة وصفها مراقبون بأنها استراتيجية من الطراز الأول لتعزيز النفوذ الأميركي في شرق أوروبا، وسط اشتعال الصراع الروسي الأوكراني.

جاء تصريح ترامب خلال لقائه بالصحفيين في البيت الأبيض، حيث أكد أن الاتفاق الذي طال انتظاره بشأن المعادن النادرة "تم التوصل إليه فعليًا"، وأن توقيعه "بات وشيكًا جدًا".

الولايات المتحدة تدرس دخول مباشر في البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا

إضافة إلى ملف المعادن، كشف ترامب عن مباحثات جارية بين بلاده وأوكرانيا حول إمكانية امتلاك شركات أميركية لمحطات الطاقة الأوكرانية، مما يمهد الطريق لتحالف اقتصادي واسع في قطاعات حيوية تشمل الكهرباء والطاقة النووية والغاز.

وقال ترامب: "نتحدث بجدية مع الأوكرانيين بشأن محطات الطاقة. نريد أن نكون شركاء حقيقيين في إعادة بناء قطاعهم الحيوي."
 

رسوم جمركية جديدة تلوح في الأفق

في سياق متصل، أعلن الرئيس الأميركي أنه بصدد فرض رسوم جمركية جديدة على واردات السيارات، الألومنيوم، وبعض أنواع الأدوية، مشيرًا إلى أن هذه الإجراءات تهدف إلى حماية الصناعة الوطنية والحفاظ على انخفاض الضرائب داخل الولايات المتحدة.

وأوضح أن هذه الرسوم ستمثل أداة فاعلة "لمنع الشركات الأجنبية من الإضرار بالمنافسة الأميركية"، مضيفًا أن الإدارة الأميركية "لن تتردد في اتخاذ إجراءات قوية لدعم الصناعة الوطنية".

الرياض تستضيف محادثات بين مسؤولين أميركيين وأوكرانيين وروس

في تطور دبلوماسي لافت، عقدت في العاصمة السعودية الرياض اجتماعات ضمت وفدًا أميركيًا ومسؤولين من كل من أوكرانيا وروسيا، بهدف بحث وقف إطلاق النار في منطقة البحر الأسود، إحدى أكثر الجبهات اشتعالًا في الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وقال ترامب إن المحادثات ركزت على "وقف التصعيد العسكري"، لكن قضايا أخرى مثل الاقتصاد وإعادة الإعمار وفتح الممرات الإنسانية "ستُطرح قريبًا"، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ملتزمة بلعب دور الوسيط القوي بين الأطراف.

رسائل إلى موسكو... واستعداد أميركي لإعادة رسم خريطة الموارد الأوروبية

يرى مراقبون أن توقيع اتفاق لتقاسم المعادن النادرة بين واشنطن وكييف سيشكّل ضربة استراتيجية لموسكو، التي لطالما اعتبرت أوكرانيا ضمن دائرة نفوذها الحيوي. كما يُتوقع أن يؤدي الاتفاق إلى تقليل الاعتماد الغربي على الصين في هذا النوع من المعادن التي تدخل في صناعة التكنولوجيا والدفاع والطاقة.