كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن تورط مليشيا الحوثي، التابعة لإيران، في عملية تجنيد مرتزقة يمنيين للقتال في أوكرانيا إلى جانب الجيش الروسي. وأشارت الصحيفة إلى أن مئات اليمنيين تم تجنيدهم عبر شركة يملكها قيادي حوثي بارز، حيث أُغروا بوعود وظائف مربحة وجنسية روسية، لكنهم وجدوا أنفسهم في ساحات القتال بأوكرانيا بعد توقيع عقود باللغة الروسية دون إدراك محتواها.

تفاصيل خطيرة عن التجنيد
وفق التقرير، بدأت عمليات التجنيد في يوليو الماضي، حيث تم استقطاب اليمنيين تحت وعود برواتب تصل إلى 10 آلاف دولار ومكافآت شهرية. عند وصولهم إلى روسيا، تم احتجازهم ونقلهم بالقوة إلى معسكرات تدريب ثم إلى الخطوط الأمامية في أوكرانيا. بعضهم تعرض للخداع الكامل، بينما وُعد آخرون بالعمل في وظائف مدنية مثل الأمن والهندسة.

وأظهرت العقود التي اطلعت عليها الصحيفة تورط شركة مملوكة لعبد الولي عبده حسن الجابري، وهو قيادي حوثي يشغل مناصب عسكرية وسياسية. الشركة التي تحمل اسم "الجابري للتجارة العامة والاستثمار"، مسجلة في سلطنة عمان كواجهة لنشاطاتها المشبوهة.

تفاهمات روسية-حوثية مقلقة
التقرير سلط الضوء على العلاقة المتنامية بين روسيا والحوثيين، حيث أرسل الحوثيون وفودًا رسمية إلى موسكو هذا العام. وأكد دبلوماسيون أمريكيون أن روسيا تبحث عن تقوية علاقاتها مع الجماعة المتمردة، ما يشمل تقديم مساعدات عسكرية وبيانات استهداف، وناقشت مبيعات أسلحة متطورة.

المأساة على أرض المعركة
شهادات المجندين كشفت أوضاعًا مأساوية في أوكرانيا، حيث يعملون في ظروف قاسية دون تدريب عسكري كافٍ، ويتعرضون للقصف اليومي وسط غابات مليئة بالألغام. بعضهم حاول الانتحار، وآخرون لقوا حتفهم في المعارك.

جهود الإغاثة
تمكنت جهود الاتحاد الدولي للمهاجرين اليمنيين من إعادة 11 يمنيًا إلى وطنهم بعد احتجاجات شعبية وضغوط على الحكومة اليمنية. ومع ذلك، لا يزال مئات اليمنيين عالقين في روسيا، وفقًا لرئيس الاتحاد علي الصباحي، الذي أكد استمرار متابعة القضية لإبعادهم عن مناطق القتال.