تعيش الفئران أسعد أوقاتها الآن. فبينما يحترق العالم بسبب تغير المناخ، تزدهر الفئران في المدن الكبرى. ووفقًا لدراسة نُشرت في مجلة "ساينس أدفانسز"، كلما ارتفعت درجات الحرارة، زاد عدد الفئران التي تتكاثر.

وتصل إناث الفئران إلى مرحلة النضج بشكل أسرع وتلد مجموعات أكبر حجمًا عندما يكون الجو أكثر دفئًا، مما يساهم في زيادة أعداد الفئران، خاصة في المدن الحارة. وأثناء "قلي بيضة على الأسفلت" خلال صيف مدينة نيويورك الحار، فإن أعماق الأرض، تشهد طقوسا تكاثرية للفئران تُنتج المزيد منها. وقام الباحثون بدراسة شكاوى الجمهور وسجلات التفتيش من 16 مدينة بين عامي 2007 و2024. ووجدوا أن 11 مدينة شهدت زيادة هائلة في أعداد الفئران، حيث تقدمت واشنطن العاصمة على بقية المدن بنسبة مذهلة بلغت 390 في المائة. ولم تكن المدن الكبرى الأخرى مثل نيويورك وسان فرانسيسكو وتورنتو بعيدة عن ذلك.

وتعتبر الفئران مهيأة تطوريًا للعيش في المدن، مع كل حاويات القمامة والنفايات البشرية الموجودة في كل مكان. بالإضافة إلى ذلك، عندما لا تكون درجات الحرارة متجمدة، يمكن للفئران أن تظل نشطة لفترات أطول، مما يمنحها الوقت للعثور على المزيد من الطعام في حاويات القمامة مما يمنحها الطاقة للتكاثر بكثرة لإنتاج المزيد منها.

كما وجد الباحثون أيضًا أن أعداد الفئران كانت أعلى في المدن التي لم يكن بها الكثير من المساحات الخضراء، على الرغم من أنهم غير متأكدين تمامًا من سبب ذلك. واقترحوا أن تقوم جميع المدن بعمل أفضل في مجال حماية نفسها من الفئران، وهو ما يبدو وكأنه حل مؤقت للمشكلة الجوهرية الأكبر المتمثلة في تغير المناخ نفسه.