نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رئيس الدولة يطمئن الشعب: تونس ربحت ورقة المستقبل - عرب فايف, اليوم السبت 28 ديسمبر 2024 04:01 مساءً
نشر بوساطة فؤاد العجرودي في الشروق يوم 28 - 12 - 2024
كسر رئيس الدولة قيس سعيد مجرى التضليل الذي يوحي بأن كل شيء انتهى بانتكاسة سوريا مستثمرا في عناصر القوة التي اكتسبتها تونس بالعودة إلى ثوابت الدولة الوطنية.
وبكل المقاييس جاء خطاب رئيس الدولة بمناسبة انعقاد مجلس الوزراء أمس الأول الخميس ليطمئن أحرار تونس ويحبط في المقابل جحافل العملاء الذين يحلمون بربيع عبري جديد مستندا إلى رصيد الثقة الذي راكمه خلال الأعوام الأخيرة بالصدق والثبات.
والواضح أن هذا الخطاب قد جسم مسؤولية مؤسسة رئاسة الدولة في هذا الظرف الدقيق الذي يفرض استنهاض الهمم للدفاع عن المكتسبات الوطنية بقدر ما يتطلب الاستثمار في عناصر القوة التي تعزز ثقة الشعب التونسي في قدراته.
ويبدو جليا أن خطاب رئيس الدولة قد أدرك ذروته بالقول «إن تونس لن تحني رأسها إلا لله عز وجل» مجسدا ثقة تونس في خطواتها وإيمانها بثوابتها التي لا يمكن أن تتأثر بالتضليل الذي تمارسه الماصونية العالمية وأدواتها للإيحاء بأن الربيع العبري الذي دفن في تونس عاد بانتكاسة سوريا وأنه لم يعد أمام الشعوب الحرة إلا رفع راية الاستسلام «إما التطبيع مع الكيان الصهيوني أو حكم الإرهاب والفوضى».
والواضح أنه من خلال هذه الرسائل القوية نقل رئيس الدولة الضغط إلى الضفة المقابلة بالتعبير عن إدراك تونس الدقيق لخصوصية المخاض العالمي الراهن بوصفه «مرحلة غير مسبوقة في التاريخ».
ستتنهي حتما بانتصار الشعوب الحرة المتمسكة باستقلالية قرارها الوطني خلافا لمجريات للحربين العالمتين الأولى والثانية التي انتهت بهيمنة القوى المنتصرة في الحرب وتقدم مسار بناء «مشروع الصهيونية العالمية».
وبالنتيجة بشر رئيس الدولة بانتهاء «العالم القديم» مجتازا الظرفية الراهنة المتأثرة بالتضليل الهادف إلى إحباط الشعوب الحرة عبر الإيحاء بأن «عالم الأسياد والعبيد» قدر محتوم مؤكدا في المقابل أن تونس تقف في المكان الصحيح الذي يؤهلها لإقتطاع ورقة المستقبل معتمدة بالخصوص على استقلالية قرارها الوطني بوصفه ثمرة التعويل على الذات.
وعلى هذا الأساس أكد رئيس الدولة أن سنة 2025 ستكون سنة رفع كل التحديات وذلك على خلفية أن حرب الإستنئزاف التي تواجهها تونس وتؤثر على نسق البناء مرتبطة ارتباطا عضويا بتداعيات حرب البقاء التي تخوضها الماصونية العالمية وأدواتها في الداخل التي اشتركت في تدمير تونس خلال عشرية الدم والخراب .
وفي المقابل أكد رئيس الدولة على أهمية «الوحدة الوطنية» في هذا الظرف الدقيق لترسيخ الوعي الإيجابي بالمخاطر القائمة وذلك على خلفية أن تونس التي أغلقت الباب أمام «هيمنة الديون» . تواجه مثل غيرها من الدول الحرة شبح الإرهاب متعدد الأشكال لأن ما يسمى الماصونية العالمية لا يمكن أن تمارس الهيمنة بمعزل عن سلاح الديون أو الإرهاب.
وبالمحصلة جاء خطاب رئيس الدولة ليثمن عناصر القوة التي تمتلكها تونس ولاسيما مكاسب التعويل على الذات بقدر ما دعم ثقة الشعب التونسي في دولته وإدراكها العميق لدقائق الأمور فالصراع المحتدم إقليميا ودوليا هو في آخر المطاف صراع بين الوهم والحقيقة لا يمكن أن تدرك أبعاده وتستشرف مآلائه إلا الدول الوطنية الرافضة للإصطفاف والمتشبثة بمنطق الثوابت والمبادئ.
وعلى هذا الأساس جدد رئيس الدولة في لقاءات متفرقة هذا الأسبوع التأكيد على الثوابت الوطنية الجوهرية وفي مقدمتها الإيمان الراسخ بأن المجتمع الإنساني سيتغلب على النظام الدولي ورفض الإعتراف بالكيان الصهيوني تثبيتا للحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني غير القابلة للتجزئة.
والواضح في هذا الصدد أن التطورات الحاصلة في الشرق الأوسط قد تكون نفعت الشعوب الحرة أكثر مما أضرتها خاصة من خلال تعرية الترابط العضوي بين الحركتين الإخوانية والصهيونية .
كما أن تونس التي قدمت تضحيات جسام في سبيل الدفاع عن استقلالية قرارها الوطني غير معنية بتجارب الآخرين بل على العكس بدأت تشكل بثوابتها الوطنية الراسخة نموذجا ستهرب إليه الدول التي اكتوت بنار التصادم بين العالمين القديم والجديد.
.
0 تعليق