أثار مستوى منتخبنا الوطني أمام نظيره البحريني جدلاً واسعاً بين الجماهير والنقاد والمتابعين. وتلقى الأخضر خسارة عريضة من البحرين في مباراة الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية لبطولة كأس الخليج لكرة القدم (خليجي 26) والتي تحتضنها الكويت في الفترة من 21 ديسمبر الجاري وحتى 3 يناير المقبل.

وتسابق المحللون في كشف أسباب هذا الخلل الفني الكبير الذي يعاني منه الأخضر.

لكن يبقى السبب الرئيسي في هذا الخلل والظهور المخيًب للأمال، هو قناعات عيرفي رينارد، الذي عاد للولاية الثانية في تدريب الأخضر بقناعاته القديمة، دون متابعة حقيقية للاعبين الذين اختارهم لقائمة المنتخب في البطولة.

اختيار نواف العقيدي لحراسة مرمى المنتخب اختيار جانبه الصواب، حتى ولو كان العقيدي يمتلك جودة عالية، على حد وصف رينارد، لكنه غائب عن المباريات منذ فترة بعيدة، وبالتالي فقد حساسية المركز، وبالتالي كان الاعتماد عليه قراراً خاطئاً جملة وتفصيلاُ.

الدفع بياسر الشهراني في مركز الظهير، اعتمد على قناعاته القديمة، وهي المستويات التي كان يقدمها الشهراني في ولاية رينارد الأولى، لكن ياسر الآن حبيس دكة البدلاء، بعدما اعتمد فريقه الهلال على لزدي أساسيا، ثم متعب الحربي البديل المباشر له، وابتعد الشهراني تماماً عن الصورة.

والتوليفة التي اخترعها رينارد في قلب الدفاع، بوجود علي البليهي إلى جوار علي لاجامي، تسببت في ارتباك كبير في هذه المنطقة، وافتقد الثنائي لأي انسجام أو تفاهم، وكانت هذه المنطقة ثغرة خطيرة، حتى أي هجمة، أصبحت تشكل خطورة واضحة على مرمى الأخضر.

استدعاء عبدالإله المالكي لمركز المحور قرار غير فني تماماً، حيث ظهر تأثر اللاعب بالأصابات الكثيرة التي تعرض لها، وأصبح ضعيفاً في التغطية وأضعف في صد هجوم المنافس مبكراً، وحتى عاجزاً عن البناء، بعدما فقد كثيراً من روحه القتالية التي كان يتمتع بها، واصبح غير قادر على سد غياب عبدالله الخيبري.

رينارد كسر جناحي المنتخب بالاعتماد على عبدالله الحمدان و عبدالإله هوساوي، والاثنان لا يصلحان كجناحين، وإذا كان يخطط لهما بأن ينضما للداخل لفتح مساحات لانطلاقات الظهيرين على الأجناب، فلم نشاهد مثل هذا.

وإذا أراد الدفع بعبدالإله هوساوي فالأنسب له في وسط الملعب.

بينما عبدالله الحمدان فقد استنفد كل الفرص التي اتيحت لإثبات نفسه كلاعب منتخب، قادر على شعار الأخضر، ومعه عبدالله ال ديف، رغم صغر سنه، لكنه لم يؤكد الرهان عليه كمهاجم أول للمنتخب.

يبقى قرار رينارد باستدعاء مروان الصحفي، محل شك، يبدو أنه لم ينل حظه من الدراسة، حيث أن اللاعب لن يلحق بالمنتخب إلا بعد مباراة العراق، في وقت ألقت فيه مباراة المنتخب مع البحرين ظلالاً من الشك حول قدرة الأخضر على تجاوز الدور الأول من هذه البطولة.

المنتخب مطالب بمشاركة كامل اللاعبين في المباراة المقبلة فالحاجة أصبحت ملحة لصدمة تحدث تغييراً جوهرياً في أداء الأخضر.