بعدما كلف عدم انخراط الموظفين في عملهم والتعاسة التي يعيشونها في أماكن عملهم الاقتصاد العالمي قرب 8.9 تريليون دولار في عام 2023، بحسب مؤسسة غالوب، بات من الضروري على المديرين والموظفين محاولة وقف الخسائر.
وبحسب تقرير حالة بيئة العمل العالمية لمؤسسة غالوب أفاد 41% من الموظفين بأنهم يعانون من الضغط المتكرر، لكن مستوى التوتر يختلف بشكل كبير بناءً على كيفية إدارة المؤسسات.
وكشف المسح الذي اطلعت على نتائجه "العربية Business" أن الموظفين الذين يعملون في شركات ذات ممارسات إدارية سيئة يكونون أكثر عرضة للتوتر بنسبة تقارب 60% مقارنةً بمن يعملون في بيئات ذات ممارسات إدارية جيدة.
في الواقع، فإن الشعور بـ"الكثير من التوتر" يتم الإبلاغ عنه بنسبة 30% أكثر من قبل الموظفين تحت الإدارة السيئة مقارنةً بالعاطلين عن العمل.
ومن الملاحظ أن البلدان التي تُعتبر بيئة العمل فيها جيدة وتوفر فرص عمل كثيرة، تسجل مستويات أقل من عدم البطالة المُقنعة ،حيث يتمتع الموظفون بحرية ترك الوظائف السيئة، ورغم أن التزام الموظفين يرتبط بشكل أساسي بالأمل في المستقبل لكن قوانين العمل تُعد عامل أساسي.
دور المدير في رفاهية العاملين وأداء المؤسسات
يشكل المديرون 70% من الفروقات في التزام الموظفين داخل الفريق، وفي جميع البلدان، عندما يكون المديرون ملتزمين، يكون الموظفون أكثر التزاماً أيضاً.
وفي المؤسسات التي تعتمد أفضل الممارسات، يكون 75% من المديرين ملتزمين و70% من الموظفين دون المناصب الإدارية متلزمين.
وتؤدي زيادة عدد الموظفين الملتزمين في المؤسسة إلى تحسين مجموعة من النتائج، بما في ذلك الربحية، ومعدلات الاحتفاظ بالموظفين، وخدمة العملاء.
ما يجب على الموظفين تجنبه
الأمر لا يقتصر على المديرين فقط فهناك مسؤولية عليك تجاه نفسك، فسمعتك المهنية يمكن أن تأخذك في مسيرتك المهنية إلى أبعد مما يمكن أن تفعله شهاداتك ومهاراتك وحدها بحسب تقرير نشرته شبكة "CNBC" الأميركية واطلعت عليه "العربية Business".
لهذا السبب، من المهم أن يكون لديك "مكانة" داخل بيئة عملك — بمعنى آخر، التأثير على اتخاذ القرارات واحترام زملائك في العمل، كما تقول أليسون فراجيل، أستاذة علم النفس التنظيمي في كلية الأعمال كينان-فلاجير بجامعة نورث كارولينا ومؤلفة كتاب "Likeable Badass: How Women Get the Success They Deserve".
أمضت فراجيل أكثر من 20 عامًا في دراسة النفوذ والسلطة، وتقول إن المشكلات المهنية التي يواجهها الناس غالبًا ما تكون مرتبطة، ولو جزئيًا، بالطريقة التي يُنظر إليهم بها في العمل.
وقالت فراجيل: "نسعى جميعًا لأن نُحترم بطرق مختلفة ومن أشخاص مختلفين، ولكن عندما نشعر أننا نحظى بالاحترام والتقدير من قبل من يهمنا رأيهم، فإن ذلك يساهم في حياة أكثر إشباعًا، سواء على الصعيد الجسدي أو النفسي".
ورصدت فراجيل 4 طرق للتفكير تحد من النجاح المهني وهي كالتالي:
1- "لا يهمني ما يعتقده الآخرون عني"
كونك صادقًا مع نفسك في العمل بدلاً من محاولة الظهور بشكل "أكثر احترافية" قد يكون أمرًا إيجابيًا، ولكن إذا قادك التفكير "لا يهمني رأي الآخرين" إلى تجاهل ردود الفعل تمامًا، فقد تجد نفسك في مشكلة كبيرة.
وقالت فراجيل: "البيئات العملية تعتمد غالبًا على بناء العلاقات والتعاون بين الموظفين"، إذا شعر زملاؤك — أو الأسوأ، مديرك — أنك تتجاهل التغذية الراجعة، فقد ينظرون إليك على أنك متعجرف أو صعب المراس، ما يحد من فرصك في التقدم المهني.
أضافت:"ما يعتقده الآخرون عنا يؤثر بشكل كبير على جودة حياتنا"، وإظهار أنك تستمع لآراء الآخرين وتعمل بها يعزز ذكاءك العاطفي ويزيد من ثقة زملائك بك".
2. "ليس لدي وقت لهذا"
بعض التصرفات البسيطة يمكن أن ترفع مكانتك المهنية، مثل ترتيب لقاء قصير مع زميل أو مساعدة موظف جديد في مهمة ما، وترى فراجيل إنه من المفيد تخصيص وقت لمثل هذه الأمور في جدولك المزدحم.
وحذرت أنه إذا لم تفعل ذلك، فقد تعاني من عواقب غير متوقعة، مشيرة إلى أنه إذا شعر مديرك أن جدولك مزدحم لدرجة أنك لا تستطيع توفير 20 دقيقة للقاء بسيط، فقد يتردد في تكليفك بمشاريع جديدة قد تؤهلك للترقية أو زيادة في الراتب".
أضافت: "حتى عندما تكون مشغولاً جدًا، حاول ألا تُظهر ذلك"، مشيرة إلى أن الظهور بمظهر الواثق، حتى لو كنت تشعر بالضغط، يمكن أن يساعد الآخرين على رؤيتك بشكل أكثر إيجابية.
3. "لا أريد أن أبدو وكأنني أبحث عن المكانة"
محاولة الظهور بمظهر جيد في العمل ليست فكرة سيئة بالضرورة، إذ ترى فراجيل، أن إظهار نقاط قوتك، وجعل صوتك مسموعًا، والتصرف بثقة مع زملائك ومديريك يُظهر أنك تهتم بكيفية تقديم نفسك.
قالت فراجيل: "كيف أظهر أمام الآخرين يعني لي الكثير، وأفكر بوعي في كيفية أن أكون صادقًا مع نفسي، ولكن بطريقة تحقق لي أقصى احترام في أعينهم".
أضافت أنه يمكنك السعي للحصول على مكانة دون أن تخلق صورة زائفة عن نفسك أو تحاول التلاعب بانطباعات الآخرين عنك، وتشير إلى أن "السبب الذي يجعل الناس يتجنبون فكرة إدارة سمعتهم بوعي هو أنهم يعتقدون خطأً أن ذلك يعني التصنع.
4. "أنا لست كفؤًا بما يكفي"
حتى مديرك قد يعاني من متلازمة المحتال، وفقًا لمسح أجرته مؤسسة كورن فيري في يونيو 2024 على حوالي 400 مدير تنفيذي، فإن 71% من الرؤساء التنفيذيين في الولايات المتحدة يعترفون بأنهم يشعرون بذلك.
وقالت فراجيل إن مشاعرك الخاصة بالشك في الذات قد تكون نتيجة لتجربة مسؤوليات جديدة ومحاولة الخروج من منطقة راحتك، تقبل هذا التفكير يمكن أن يساعدك على الانتقال من "لا أستطيع" إلى "سأكتشف كيف أفعل ذلك".
قادة مثل باربرا كوركوران، خبيرة العقارات، وبريت شولمان، الرئيس التنفيذي لشركة كافا، يرون الشك الذاتي كقوة، وقالت كوركوران في فيديو على تيك توك: "ستبذل جهدًا أكبر من الشخص التالي، وفي هذا الجهد ستجد ثقتك بنفسك".
0 تعليق