العواصف الغبارية والتصدي لها - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العواصف الغبارية والتصدي لها - عرب فايف, اليوم الأحد 11 مايو 2025 12:15 صباحاً

في بعض الدول ذات الأجواء المناخية الصحراوية، تتعرض بعض مدن تلك البلاد لحالات غبارية حادة ومخيفة للبعض من سكانها، وتكون شديدة من حيث الحجم والشكل، وتحجب الرؤية، ينتج عنها تغير شكل شوارعها ومنازلها من حالة نظيفة ومرتبة إلى حالة من الفوضى في شوارعها، ويتضرر بعض سكانها ومرضاها ممن يعانون من الأمراض التنفسية والصدرية المزمنة، تلك هي الطبيعة وتقلباتها منذ بدء الحياة متنقلة الزهو والجمال والأمطار والربيع إلى الحالات الغبارية والبراكين والزلازل. الرياض الحبيبة وبعض مدننا الغالية تتعرض هذه الأيام لموجات غبارية محملة بالأتربة تعقبها أمطار غزيرة في بعض المناطق. العاصمة الرياض ومن معايشة في السنوات الماضية انخفضت فيها الحالات الغبارية مقارنة بالسنوات الماضية للفترة الزمنية من نفس العام، وكتب عن ذلك في الإعلام مستندة إلى إحصائيات تبين تدني الأيام الغبارية فيها في الأعوام الماضية، هذا الانخفاض الغباري جاء جراء جهود متعددة قامت بها بعض الجهات الرسمية وبعض المبادرات الشخصية في المناطق المحيطة فيها من زراعة الملايين من الأشجار التي تناسب البيئة المحلية الصحراوية. الرياض نفسها تشهد مشروع الرياض الخضراء الذي انطلق في عام 2019، تحت رعاية سمو ولي العهد، والذي يهدف إلى زيادة المساحة الخضراء في المدينة من نسبة 1.7% إلى نسبة تصل إلى 9%، ويشمل المشروع مبادرات في زيادة المساحة الخضراء للوصول إلى مستهدفات المشروع وهي زراعة 7.5 مليون شجرة باستخدام 72 نوعاً من الأشجار المحلية الملائمة لمدينة ومنطقة الرياض.

على المستوى الوطني السعودي هناك المحميات الملكية السبع والطبيعية المنتشرة في مناطق مختلفة من المملكة، ولها محددات بيئية للحفاظ على الثروات الحيوانية المهددة بالانقراض والمحافظة على تعزيز الغطاء النباتي الذي تعرض للانقراض في عقود ماضية؛ نتيجة ممارسات بشرية وبيئية خاطئة، هذه المشاريع الخضراء سوف تعزز السياحة البيئية وتزيد فرص العمل لأبناء تلك المناطق، وتحافظ على التوازن البيئي الحيواني والنباتي في تلك المحميات؛ التي تشكل مساحاتها الكلية نسبة 13% من مساحة المملكة، وتهدف إلى زراعة 80 مليون شجرة بشكل مستدام في تلك المحميات، مشاريع الاستمطار الرائدة التي تقوم بها مشاريع الاستمطار في المملكة زادت من نسبة كميات الأمطار في المملكة، كل هذه الجهود الإبداعية الموظفة للتقنية الحديثة سوف تكون لها في السنوات القادمة مؤشرات للحد من الظواهر الطبيعية غير المرغوب فيها من جفاف وقلة أمطار والحد من تأثير العواصف الغبارية على البلاد وخاصة المدن الكبيرة، بل هناك مستهدفات في هذه المشاريع مثل تقليل درجات الحرارة في بعض المدن ومنها الرياض، مع توظيف التقنية المتقدمة والذكاء الاصطناعي. الصين أكملت حملة استمرت 46 عاماً لتطويق أكبر صحراء لديها بالأشجار لإنهاء التصحر والحد من العواصف الرملية، وقد اكتمل هذا الحزام الأخضر حول صحراء «تكلامكان» على امتداد ثلاثة آلاف كيلومتر غربي البلاد.

بقي القول إن الإنسان منذ الأزل جُبل على تحدي الظروف الصعبة المحيطة فيه، وكيف لا والعالم تقدم تقنياً بشكل لم يجربه العالم مع التقدم في الذكاء الاصطناعي الذي فقط نحن على أبواب مراحله الأولى، ودولتنا وقيادتنا الرشيدة تعمل في توظيف هذه التقنيات في تطوير الخدمات المتعددة التي تخدم الإنسان في المملكة والعالم ومنها المشاريع الخضراء التي تحتاج إلى وعي ووقت حتى تحقق مستهدفاتها المأمولة، وليس كلما ضربنا «عاصوف» غباري نتساءل أين دور هذه المشاريع في التصدي لهذا «العاصوف».

أخبار ذات صلة

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق