رغم حدة الهجمة الإعلامية المنظمة ضد الأردن، خاصة فيما يتعلق بموقفه من تقديم الدعم والمساعدات إلى غزة وفلسطين، إلا أن هذه الأزمة ليست بالضرورة ضارة. بل يمكن تحويلها إلى فرصة استراتيجية حقيقية، تعزز من حضور الأردن الإنساني والسياسي إقليميًا ودوليًا.
فالاتهامات والتشويهات، مهما بدت قاسية، تفتح نافذة غير مسبوقة لتسليط الضوء على الجهود الأردنية الحقيقية، من إرسال المساعدات، إلى تشغيل المستشفيات الميدانية، وصولًا إلى التحركات الدبلوماسية الميدانية والدولية التي لم تتوقف منذ اليوم الأول للعدوان.
ووفق مبدأ "رب ضارة نافعة"، يمكن استثمار هذا الهجوم في إطلاق حملة إعلامية ورقمية شاملة، تُظهر بشكل احترافي، إنساني ومؤثر، التزام الأردن التاريخي والأخلاقي تجاه الأشقاء الفلسطينيين، وتحوّل سردية التشكيك إلى مشهد دعم وتضامن موثق بالصور، بالأرقام، وبالشهادات الميدانية.
ليس ذلك فحسب، بل بإمكان الأردن استثمار هذه اللحظة لتحفيز الدول والمنظمات الإنسانية الأخرى على مضاعفة الجهود والمشاركة في مبادرات مشتركة يقودها الأردن، مما يعزز مكانته كمركز إقليمي للجهد الإنساني في المنطقة.
هكذا تتحول الأزمة من امتحان إلى منبر، ومن تهديد إلى فرصة لإعادة ضبط البوصلة الإعلامية، واستعادة الدور القيادي الأخلاقي للدولة الأردنية في واحدة من أكثر قضايا المنطقة حساسية ووجعًا.
0 تعليق