خيالات وسيل الادعاءات تجاه الاردن - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة
جو 24 :

تستمر آلة العبث ، وخيالات المأفونين في الزج بالأردن في سيل الادعاءات ورسم السيناريوهات ووضع التصريحات الكاذبة على ألسنة مسؤولين غير معرفين، تجاه حرب غزة وسيناريوهات النهايات التي حددها الأردن وعبر عنها مرارا وتكرارا، ولن يقبل بغيرها، ذلك أنها انعكاس لثوابت الدولة الأردنية ممثلة بقيادته الهاشمية والمؤسسات الدستورية متناغمة منسجمة بين جميع السلطات.

خيالات الادعاءات التي باتت كالسيل الجارف اليوم تسعى إلى تضليل الرأي العام عموما ، وتشويش الرؤية وصنع البلبلة من خلال خلق صورة لتضارب المواقف وتزييفها وتهويلها وتحويلها ، إن التحليلات المتسرعة، والتكهنات المقنعة، التي تُصاغ على عجل لمجاراة الخريطة الساخنة، لا تخدم القضية الاساس التي وضعها الأردن على رأس أولوياته ودبلوماسيته التي قادها جلالة الملك في عام واحد منذ السابع من أكتوبر بأكثر من 30 زيارة عمل ، ولقاء أكثر من 180 زعيما عربيا واجنبيا ، وتلقي أكثر من 120 مكالمة هاتفية من شخصيات عالمية ، وكل ذلك في محاولة لتنظيم ضغط دولي على إسرائيل للموافقة على وقف إطلاق النار .

لقد انحاز الأردن صراحةً إلى الفلسطينيين في غزة فور اندلاع الحرب. واستدعى سفيره من إسرائيل إلى الأردن، ونظم مساعدات إنسانية لسكان غزة عبر الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، وجمع التبرعات، وأدخل بعض المرضى والجرحى إلى المستشفيات الأردنية. وفي إطار جهوده الإغاثية، أنشأ الأردن مستشفى عسكريًا في خان يونس في نهاية نوفمبر 2023 لتقديم المساعدة الطبية العاجلة للجرحى الفلسطينيين ، وعلاوة على ذلك، سلم الأردن مساعدات إنسانية إلى غزة جوًا وبرًا. ومنذ 6 من نوفمبر 2023، أسقطت القوات الجوية الأردنية مساعدات طبية جواً على المستشفى العسكري الأردني في غزة، مُشكّلةً سابقةً حذت حذوها لاحقاً الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ، وقد أُضيفت هذه المساعدات الجوية إلى قوافل الشاحنات التي تنقل الإمدادات من جسر الملك حسين (جسر اللنبي) إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم للتأكيد على أن الفلسطينيين ليسوا وحيدين، بل إن الأردن يقف إلى جانبهم.

إن مسألة تهجير الفلسطينيين خلال الحرب ليست بجديدة للموقف الاردني ، ففي قمة القاهرة للسلام في 21 أكتوبر 2023، كانت فطنة الأردن ووعيه لمخططات اليمين المتطرف فقد أدان جلالة الملك عبد الله بشدة التهجير القسري للفلسطينيين، مُعلنًا: "هذه جريمة حرب وفقًا للقانون الدولي، وخط أحمر لنا جميعًا" ، لذا فإن معارضة الأردن لخطة ترامب ليست مفاجئة ، وعقيدة الأمن الأردنية مبنية بقوة على حل الدولتين، وأي بديل لا يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة غير مقبولة ،ويفسر هذا الموقف سبب تأكيد القادة الأردنيين، بعد نشر الخطة، على موقفهم الراسخ بشعار: "الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين" ، وفي جوهره، يرفض الأردن أي فكرة مفادها أن يكون وطنًا بديلًا للشعب الفلسطيني، ويصر على ضرورة إقامة دولة فلسطينية داخل الأراضي الفلسطينية ، علاوة على ذلك، فإن التهجير القسري للفلسطينيين من غزة لن يُقوّض حل الدولتين فحسب، بل سيُشكّل أيضًا سابقة خطيرة لإجراءات مماثلة في الضفة الغربية.

وبعد كل ذلك فإن على سيل "التحليل الموجه " ، " الاستهداف الموجه " ،إن يتوقف عن الهراء الذي يخرج به رواد الفتن في مقالات ظاهرها كما باطنها دس السم في الدسم ، واستهداف للصمود الفلسطيني في الاراضي الفلسطينية ، واستهداف لخلق الفتن المتعمدة على قلعة الاردن الكبير وأمام ذلك علينا أن نختار الإنصات لا التلقّي، والتفكير لا التهليل لأن الوعي اليوم، لم يعد خيارًا... بل ضرورة بقاء.

* [email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق