قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار،  يوم السبت، إن إسلام آباد ونيودلهي اتفقتا على وقف إطلاق النار "بأثر فوري"، مشيرًا إلى أن هذه ليست هدنة بل تفاهما كاملاً. وذلك بعد أيام من اندلاع اشتباكات عسكرية بين البلدين وسط جهود دبلوماسية دولية عديدة حثت الأطراف على وقف النزاع المسلح. 

وزير خارجية باكستان: اتفقنا على وقف النار مع الهند

وقال وزير الخارجية الباكستاني: اتفقنا مع الهند على وقف إطلاق النار فورًا..باكستان تؤكد تمسكها بالسلام دون التنازل عن سيادتها وأمنها القومي". 

وكان الجيش الباكستاني أعلن في وقت سابق من اليوم، أن الهند هاجمت ثلاث قواعد في باكستان بصواريخ، ثم استهدفت عدة قواعد في الهند ردًا على ذلك، بما في ذلك موقع لتخزين الصواريخ في شمال الهند. 

وأفادت الهند بوقوع أضرار محدودة في المعدات والأفراد في قواعد القوات الجوية في مناطق أودامبور، وباثانكوت، وأدامبور، وبوج. وأكد الجيش وقوع عدة هجمات بصواريخ عالية السرعة على عدة قواعد جوية في إقليم البنجاب الهندي، وأن الهند ردت على الهجمات.

ترامب: يسرني أن أعلن أن الهند وباكستان اتفقتا على وقف إطلاق نار كامل وفوري

وبدوره، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منشور عبر منصة تروث سوشيال:" بعد ليلة طويلة من المحادثات بوساطة الولايات المتحدة، يسرني أن أعلن أن الهند وباكستان اتفقتا على وقف إطلاق نار كامل وفوري. تهانينا لكلا البلدين على استخدام المنطق السليم والذكاء العالي". 

وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إن:" البلدين اتفقا أيضا على إجراء محادثات بشأن مجموعة واسعة من القضايا في موقع محايد".

وفي وقت سابق من يوم السبت، قال مسؤولون باكستانيون وهنود بشكل منفصل إنهم سيفكرون في خفض التصعيد إذا قامت الدولة الأخرى بالرد بالمثل. 

خلال هذا الأسبوع، عرض حلفاء وأصدقاء، مثل المملكة العربية السعودية والصين وإيران وقطر، الوساطة وحثّوا على ضبط النفس. ودعت الدول الرئيسية في مجموعة السبع الهند وباكستان إلى الدخول في حوار مباشر، بينما أعلنت الحكومة الأمريكية أنها عرضت المساعدة في بدء "محادثات بناءة".

جاءت المواجهة العسكرية يوم السبت، وهي أسوأ قتال بين الخصمين اللدودين منذ عقود، عقب أيام من الاشتباكات اليومية منذ يوم الأربعاء، باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ، وتبادل إطلاق النار على خط السيطرة، وهو الحدود الفعلية التي تقسم منطقة كشمير المتنازع عليها بينهما. وقُتل ما لا يقل عن 50 شخصًا من الجانبين.

اندلعت التوترات الأخيرة بسبب هجوم شنه مسلحون في الجزء الخاضع لإدارة الهند من كشمير والذي أسفر عن مقتل 26 شخصًا في 22 أبريل. وقالت نيودلهي إن إسلام آباد متورطة، التي نفت هذا الادعاء وقالت مرارًا وتكرارًا إنها مستعدة للمشاركة في تحقيق شفاف وموثوق.

تتمتع باكستان والهند بتاريخ من العلاقات المريرة، إذ خاضتا اثنتين من حروبهما الثلاث بسبب كشمير، المنطقة المقسمة بينهما، منذ حصولهما على الاستقلال عن الحكم الاستعماري البريطاني السابق في عام 1947. و حصلت كلتا الدولتين على الأسلحة النووية في عام 1998.