نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أنا عيبي طيبتي ! - عرب فايف, اليوم الجمعة 9 مايو 2025 01:36 صباحاً
لا شك أن أقسى ما في الحياة هو الجحود ونكران الجميل ونسيان المعروف من أشخاص مُتأصلة فيهم جذور (الخِسّة).
فالجحود لا يأتي من شخص غريب، بل ممن نعطيهم أكبر من قدرهم ونمنحهم مكانة لا يستحقونها، فنحن من نرفعهم إلى السماء، وهم أول من يفرحون بسقوطنا.
نحفظ غيابهم، ونبرر أخطاءهم، وهُم لا يتذكرون لنا إلا الزلّات، وينسون كل المعروف مقابل خطأ واحد.
ثم ندفع ثمن طيبتنا، ونلوم أنفسنا لأننا أحسنّا في يوم إلى من لا يعرفون معنى الإحسان!
هناك بعض من الناس عذرهم الدائم مع من يخذلهم وينكر فضلهم (أنا عيبي طيبتي)!
فبالله عليكم إذا كان كل الناس طيبين، أين (ملاعين الجدف) الذين ينكرون المعروف ويتنكرون لذويهم، وأصحابهم، وأهاليهم، وزوجاتهم؟!
أولئك الذين قد يتنكرون لعشرات الأعوام من الود مقابل زلة لسان أو موقف غير مقصود وعابر؟!
فالشخص الطيب يعرف قدر نفسه، ولا يسمح لأحدٍ بأن يستغله أو يدوس على كرامته ثم يلومه لأنه لم يشكره أو يُقدّره!
الشخص الطيب يعامل الناس بأصله الكريم لكنه لا يسمح لأحد أن يتجاوز عليه، ويقلل من قدره وشأنه، ثم يكرر نفس أخطائه ويقول: (أنا عيبي طيبتي)!
لا.. اسمح لي هُنا أن أتدخل يا عزيزي الطيب وأقول لك:
(أنت عيبك غباؤك).
فإذا كنت تسمح أن تكون (كقطعة شطرنج) يحركك الآخرون كيفما يشاؤون فاعلم أنك (غبي)، وإذا سامحت نفس الشخص على نفس الخطأ عشر مرات فاعلم أيضاً أنك (غبي).
وإذا برّرت دائماً للطرف الآخر مزاجيته، وقسوته، وعدم احترامه لك ولمشاعرك ونكرانه أفضالك عليه بقولك: «أكيد ما يقصد» فاعلم أيضاً أنك شخص (غبي) ولست طيّباً!
أعتذر إن كانت كلماتي اليوم كلسعات النحل، فأنا طيبة لكني لست غبية، ولا أردد دائماً (أنا عيبي طيبتي)؛ لأن لطيبتي حدود ولم تكن في يوم من الأيام عيباً بالنسبة لي.
ففي هذه الدنيا من يستحق أن نضعه فوق رؤوسنا، وفي المقابل هناك من يستحق أن نضعه تحت أقدامنا، هذه هي سنّة الحياة يا أصدقائي.
فالبعض إن قلت لهم: (الماء مبلول) سيدرسون الكيمياء ليثبتوا أنك على حق، وإن احتجت إليهم فستجدهم يسابقون أحزانك، ومتاعبك علّهم يستطيعون فعل أي شيء من أجلك، ولكن مشكلتهم الوحيدة أنهم مهددون بالانقراض، فالدنيا ما زالت تفضل (الزواحف) من البشر!
أما أولئك (الأكالين النكارين) فهم كالقطط تماماً، يختصرون كل تضحياتك من أجلهم في جملة واحدة: (ايش عمل لنا)!
بينما لو عدت بالزمن للوراء لوجدتهم معلقين على أذيال ذكرياتك من كثر مواقفك معهم، فيتذكرون خطأك الوحيد وينسون لك ألف معروف، إن أحسنت إليهم قالوا لك شكراً فاترة، وإن توقفت لأي سبب عن تلبية رغباتهم اتهموك بالأنانية والنذالة!
خُلاصة ما أريد قوله في هذا المقال: تذكّر يا صديقي أن هذه الدنيا (كالدرج) فاستخدمها لتصعد إلى فوق، ولا تكن أنت (الدرجة) التي يصعد بها على ظهرك الآخرون الذين لا يحفظون لك لا جميلاً ولا قدراً أو كرامة.
وأعذروني إن تحدثت معكم اليوم كحكيمة أو قلّبت عليكم مواجعكم و(سديت نفسكم) ولم أجعلكم حتى تبتسمون، فلقد استيقظت على (جمبي الشمال)، وحتى إذا لم ينشروا (الجماعة) هذا المقال سوف أسامحهم.. فأنا كما تعرفوني عيبي طيبتي.
أخبار ذات صلة
0 تعليق